السؤال
السلام عليكم.
أجد في بعض الكتب التي تهتم بصحة الإنسان أن جسم الإنسان يحوي عددا من الفيتامينات والمعادن، فهل المعادن الموجودة في جسم الإنسان كالحديد والفسفور والمغنيسيوم والكالسيوم والزنك هي نفسها المعادن الموجودة في الطبيعة؟ بمعنى هل الحديد في جسم الإنسان هو الحديد القوي الموجود على سطح الأرض؟ أم سمي بهذا الاسم لشبهه به أم ماذا؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم هي هي، الحديد هو الحديد، والفسفور هو الفسفور، والكالسيوم هو الكالسيوم، ألم تعلم أن الله خلق الإنسان من طين بما يحويه من تلك المعادن، قال الله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين * ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون)، وقال تعالى: (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون).
ولكن الأمر ليس بهذه البساطة؛ فالمعادن في جسم الإنسان ليست مسامير من الحديد الخالص، بل أملاح معدنية مثل سلفات الحديد وكربونات الكالسيوم، وتتفاعل مع بعضها وتترابط وتكون الخلايا والإنزيمات، وكل ميسر لما خلق له، وكل معدن وكل عنصر له وظيفة محددة في جسم الإنسان، فمثلا يعتبر الحديد مكونا أساسيا من مكونات مادة الهيموجلوبين الناقل الرسمي للأكسجين في الدم، ونقص الحديد يؤدي إلى فقر الدم، ونحصل على الحديد من البروتين الحيواني، ولكن لا يصح أن نأكل مواسير أو مسامير، ولا يصح أن نأكل الطباشير التي يكتب بها المدرسون على السبورة، ولكن نحصل على عنصر الكالسيوم من الحليب ومن منتجات الألبان.
وهكذا خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وخلق له غذاءه الذي يحتوي على نفس العناصر والمعادن المكونة لجسمه، وتمتص تلك المعادن والأملاح المعدنية، وتسير حسب منظومة ربانية عظيمة، كل في مساره لبناء الخلايا في جميع أعضاء الإنسان، ولخلق وإدرار الحليب في ثدي الأمهات، ثم نعود إلى الأرض معادن متحللة مرة أخرى بعد الموت، قال الله تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}.
وفقك الله لما فيه الخير.