السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة عزباء، أبلغ من العمر 22 عاما، بداية مشكلتي حينما كنت في الصف الأول المتوسط، أصبحت أخاف كثيرا من الظهور في الإذاعة المدرسية، ومن القراءة في الصف، ومن إلقاء الخطب الملزمة علينا، ومن الخروج والكتابة على السبورة أمام الكل.
وبدأت تزيد المشكلة سوءا حتى في حياتي الاجتماعية، فأصبحت لا أستطيع صب القهوة للضيوف بسبب الرعشة في يدي، وأحاول أن أتجنب الاجتماعات لكي لا يفرض علي صب القهوة أو الشاي.
حقيقة لقد تعبت من هذه المشكلة، والآن ازدادت سوءا، وأصبحت عندما أدخل على مجموعة من الناس ترتجف يدي بشكل ملحوظ حين أسلم عليهم أو أصافحهم، ولكن ليس في كل الأحوال، أما إذا دخل أحد علينا، فحينها أكون عادية جدا، وأسلم بشكل طبيعي.
حالتي غريبة بعض الشيء أحيانا، ونادرا ما ينتابني شعور الجرأة، وأبدأ بصب القهوة لهم، وهذا الشيء يفرحني، ويجعلني أفكر بأني عدت طبيعية، ولكن يحصل بعدها موقف يحطم كل آمالي، مع أني دائما أفكر ما الفرق بيني وبين أقراني؟ لماذا أنا هكذا؟ وهم طبيعيون؟
أريد علاجا فعالا وسريعا لمشكلتي، ولا يسبب الإدمان، ولا آثارا جانبية، وقد قرأت عن الامبرمين، ولا أدري ما مدى فعاليته؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تواقة للجنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
الذي يظهر لي أنه حدثت لك خبرة سلبية أدت إلى ظهور المخاوف الاجتماعية البسيطة التي تعانين منها الآن، وربما يكون التعرض بقوة من خلال الإذاعة المدرسية هو الذي أدى إلى تكوين فكرة الخوف لديك، ويعرف أن ستين بالمائة من الذين يعانون من الخوف الاجتماعي تكون لهم تجارب سابقة خاصة في أيام المدرسة.
اطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة-، فهذه الحالة ليست ضعفا في شخصيتك، وليست ضعفا في إيمانك، أو اضطرابا في مهاراتك الاجتماعية، وإنما هو نوع من الطاقة النفسية السلبية المكتسبة، وما دامت مكتسبة يمكن أن تفقد، وتفقد من خلال التعلم المضاد أو المخالف، ومنهجك في التفكير أنك لست بأقل من الآخرين هو منطق سليم، وأريد أن ألفت نظرك أن شعورك بالرعشة وعدم الارتياح هي مشاعر خاصة بك أنت، لا أحد يلاحظها، أنا أؤكد لك ذلك تماما وبقوة شديدة.
لا تتوقفي أبدا عن تطوير مهاراتك الاجتماعية، وكوني صاحبة حضور حقيقي في داخل الأسرة، وكذلك بين زميلاتك وصديقاتك.
سيكون من الجميل أيضا إن انخرطت في أي نشاط، يجعلك تتفاعلين مع الآخرين، مثلا الحضور في مراكز تحفيظ القرآن، وجدناه مفيدا جدا بالنسبة للفتيات؛ لأنه يؤدي بالفعل إلى تطوير المهارات الاجتماعية.
الجانب العلاجي الآخر هو العلاج الدوائي، وأريدك أن تذهبي وتقابلي الطبيبة في المركز الصحي، لا تحتاجين لمقابلة الطبيب النفسي، مقابلتك للطبيبة سوف تكون خطوة إيجابية، لأن إجراء الفحوصات الطبية العامة مطلوب، حتى وإن كانت الحالة نفسية، لكن يجب أن نؤكد الثوابت المهمة في صحة الإنسان، وهي: معرفة مستوى الـ (هيموجلوبين Haemoglobin)، مستوى السكر، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، وظائف الغدة الدرقية، فهذا كله مطلوب التأكيد عليه.
وبعد أن تطمئني في هذه الفحوصات؛ يمكن للطبيبة أن تعطيك جرعة صغيرة من عقار مثل الـ (زيروكسات Seroxat)، والذي يسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، وأنت تحتاجين لتناوله بجرعة نصف حبة فقط (عشرة مليجرامات) يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم عشرة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة شهر، يمكن أن يضاف له عقار آخر يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal)، ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، والجرعة هي عشرة مليجرامات صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات صباحا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
أيتها الفاضلة الكريمة: تطبيق التمارين الاسترخائية أيضا ذات فائدة كبيرة أيضا، ونحن في إسلام ويب أعددنا استشارة تحت رقم (2136015)، تم توضيح كيفية تطبيق وتفهم وممارسة هذه التمارين، فأرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة، وطبقيها، وأسأل الله أن ينفعك بها، وكل عام وأنتم بخير.
والله الموفق.