انخفضت معنوياتي وقل استيعابي بعد أن كنت طموحة واثقة بنفسي!

0 267

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خير الجزاء على الموقع المبارك، ووفقكم الله لكل خير.

أطرح على فضيلتكم مشكلتي، وأرجو إفادتي جزاكم الله خيرا: كنت منذ صغري فتاة طموحة، طموحاتي كبيرة، وتطلعاتي بعيدة، وأسعى إلى النجاح والفوز بأعلى الدرجات، واثقة الخطوة، قوية التحليل، وأفكر بمنطقية، وكنت أطلع أمي على طموحاتي، فكانت تعتقد أنها غير ممكنة، ثم أصبحت لا أقول لها شيئا كي لا أتوقف، وأتابع.

بعد ذلك ضعفت ثقتي بنفسي، فأصبحت الوساوس تأتيني، وكنت أتخطاها، وأقاومها، فأسقط مرة، ثم أقف من جديد، إلى أن أصبت بالوسواس القهري.

عانيت منه كثيرا، ثم شفيت منه -والحمد لله-، ثم بدأت تأتيني بعض الوساوس، كنت أتخطاها إلى أن شفيت منها -والحمد لله-، ثم بدأت تعاودني كل دخول مدرسي، وهذا غريب، ففي الفترة الثانية أو الثالثة تبدأ بالرحيل عني، وحينها يكون الوقت قد فات.

الآن أصبحت ضعيفة الثقة بالنفس، معنوياتي منخفضة، قل تركيزي واستيعابي للمعلومات الرياضية، لا أقدر على الحفظ، بعكس ما كنت عليه، فهل أنا محبطة أم مصابة بعين، أم ماذا؟ وما تشخيصكم لحالتي؟ وما هو الحل لأفيق من غيبوبتي؟

أرجو مساعدتي، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mey حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

حالتك بسيطة -إن شاء الله-، لديك بعض أعراض القلق الوسواسي البسيط، وهذا أدى إلى اكتئاب ثانوي من درجة بسيطة، هذا هو تشخيص حالتك.

ومن حيث شخصيتك: أعتقد أن لديك بعض التوجهات التشاؤمية، كما أن تقديرك لذاتك ليس سليما، وهذا ليس صحيحا؛ فأنت تقللين كثيرا من شأنك، وهذا أمر لا نحبه أبدا.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة، تذكري أنك صغيرة في السن، وتذكري أنك على أعتاب الحياة الصحيحة، وعليك أن تستفيدي من هذه الطاقات الشبابية، الطاقات النفسية والجسدية والهرمونية والفسيولوجية، لا بد أن تسخريها تسخيرا صحيحا، وهذا يتم من خلال تنظيم الوقت، وتنظيم الوقت هو بوابة النجاح، ومفتاح الثقة، والذي لا ينظم وقته لا يدرك ذاته أبدا، وسوف تجدين أن إنجازاتك بالفعل أصبحت طاغية ومهيمنة ومسيطرة.

وإدارة الوقت لا تعني أبدا أن ينخرط الإنسان كل وقته في عمل أو دراسة أو شيء من هذا القبيل، لا، الإنسان يجب أن يعدد، ويجب أن يصنف، فيعطي وقتا للقراءة، ووقتا للعبادة، ووقتا للتواصل الاجتماعي، ووقتا للترفيه، ووقتا للأعمال المنزلية، وهكذا، وهذا هو الذي أريدك أن تنتهجيه، هذا هو الذي تحتاجين إليه، وليس أكثر من ذلك.

لا تقدري نفسك تقديرا سلبيا، قدري نفسك تقديرا إيجابيا وبصورة إيجابية، أنت لست بأقل من الآخرين، وسوء التركيز وضعف الاستيعاب ناتج من القلق والتوترات، وهنا أقول لك: تمارين الاسترخاء والنوم الليلي المبكر سوف تحسن من تركيزك تماما، فاحرصي على ذلك، وسوف تجدين -إن شاء الله تعالى- منفعة كبيرة جدا.

لا أراك في حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة، لكن إن صعبت عليك الأمور -وهذا لا أتوقعه-؛ هنا يجب أن تتواصلي مع طبيب نفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات