شعور الخوف من الرياء لا ينفك مني، فما العمل؟

0 166

السؤال

السلام عليكم.

بدأت أتقرب إلى الله -والحمد لله-، وأوشكت على ختم القرآن، وأشعر أنني مشتاقة لرؤية الله، لا طمعا في جنته ولا خوفا من ناره، وأحاول دائما أن يكون عملي لله تعالى، لكن يراودني الشك في عملي إن كان لله أم للناس؟

وبدأت في معارك مع الشيطان، وانتصر، أحيانا يأمرني بالمعصية فاعصيه، وبدأت أقرأ في كافة المجالات، أنا طالبة في كلية الصيدلة، ومتفوقة، ما أريد أن أتأكد منه، هل أنا منافقة أم أنا أفعل لله فعلا؟ وصلاتي لا أشعر فيها بالخشوع التام، ولكنني أحاول أن لا أشاهد المسلسلات والأفلام، وأستثمر وقتي، أرجوكم ساعدوني أن أعرف ماهية هذا الشعور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحب الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة المتفوقة- في موقعك، ونهنؤك على إقبالك على القرآن، وحرصك على طاعة المنان، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعة ربنا الآمال.

لا يخفى على أمثالك أن الشيطان لا يقف في طريق الفاسقات، ولكنه يقعد في طريق من تريد الخير، كما تعهد العدو بذلك: لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم و..."، واعلمي أن كيد العدو ضعيف، وليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فاستمري على ما أنت عليه من الخير، وخالفي عدوا أمرنا ربنا بمعاداته فقال:" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا"، ولا تتحقق العداوة للشيطان إلا بطاعة الرحمن.

ولا شك أن رؤية الله هي أعظم النعيم الذي يتطلع له أهل الجنة، وهو المراد في قوله تعالى:" للذين أحسنوا الحسنى وزيادة"، قال أهل التفسير الزيادة هي رؤية ربنا العظيم، وأرجو أن أنبه إلى أن المؤمنة تسعى لله في حب وخوف ورجاء، وهذا هو معنى العبادة، ولا نريد أن ترددي عبارة: لا طمعا في جنته ولا خوفا من ناره.

وقد أسعدنا حرصك على أن تكوني مخلصة لله؛ لأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا، وأريد به وجه الله، فهو سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك، ونتمنى أن لا تلتفتي لوساوس الشيطان، وجاهدي نفسك في سبيل الحصول على الإخلاص، لأن المطلوب هو حسن العمل، وليس كثرة العمل، قال تعالى:" ليبلوكم أيكم أحسن عملا"، وأحسن العمل ما كان خالصا وصوابا، والخالص ما كان لله، والصواب ما كان على خطى النبي وهداه.

وأنت لست منافقة، بل تفرين بأعمالك من النفاق -بحول الله وقوته-، وكل هذا من تخليط الشيطان، وأهل الإيمان يخافون من النفاق، وهم أبعد الناس عنه -بفضل الله وتوفيقه-، فاجتهدي في العبادة، وجاهدي عدونا وأبشري بالخير، واعلمي أن الخشوع يحتاج إلى مجاهدة، وكذلك الإخلاص، وثقي بأن حفظك لحواسك من أهم ما يعينك على الثبات والخير، وخاصة حاسة البصر، التي هي أقرب الحواس إلى القلب، وهي أخطر شراك الشيطان.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وسؤاله الثبات والسداد والصبر على طاعته، والتفقه في دينه، والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد، وسعدنا بتواصلك، وأفرحنا تفوقك، ونحيي فيك الرغبة في الكمالات والخيرات، وفقك الله وثبتك وسددك.

مواد ذات صلة

الاستشارات