السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب، أبلغ من العمر 27 سنة، ومنذ فترة وأنا أبحث عن شريكة حياتي، ولكن كلما وجدت الفتاة المناسبة؛ يحدث شيء فينتهي الموضوع، ومنذ فترة قصيرة تعرفت على فتاة أرى أنها مناسبة، ولكن كان من متطلباتي في شريكة حياتي من ناحية الجمال أن تكون بيضاء، ولكن هذه الفتاة تميل إلى اللون الخمري.
أنا الآن في شدة حيرتي، هل أرفض الموضوع؛ لأنها ليست بيضاء كما تمنيت أم أسعى في الموضوع وأتزوجها؟ ولكني أخاف أن أندم بعد ذلك، ولا أريد أن أعيش تجربة فاشلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يرزقك بنت الحلال، ويملأ داركم بالخير والطاعة والأطفال، وأن يحقق لنا ولكم في مرضاته الآمال.
لا شك أن المطلوب الأول هو الدين، ثم الأخلاق، وكل ما سوى ذلك فيه مجال للتنازلات، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
ولا يخفى على أمثالك أن الكمال محال، وأنك لن تجد في النساء كل ما تريد، ولن تجد الفتاة فيك ما تريد، والنقص يطاردنا جميعا، ولذلك وجهنا رسولنا فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا؛ رضي منها آخر)، ورغم احترامنا لرغبتك، وقناعتنا بأن لكل إنسان ذوقه، إلا أننا نؤكد أن المقاييس العالمية لا تهتم بالألوان بقدر ما تهتم بتناسق الأعضاء، وبقوام الجسم وتقاسيمه، ومعظم من فزن لسن ذوات بشرة بيضاء، ومن هنا فنحن لا نرى هذا السبب المذكور مبررا لترك الفتاة، وأنت صاحب القرار، ولكننا نذكرك أنك قد تجد ما تريد من ناحية اللون؛ لتفقد أشياء أخرى هي الأهم.
والمسلم إذا تحير في أمر؛ فإنه يسارع لصلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ونسأل الله أن يوفقك للخير.
وإذا كنت ترى الفتاة مناسبة؛ فاستبعد ما بعد (لكن) واجعل تعارفك وتواصلك في إطار الشرع، ووفق ضوابط الشرع، وتجنب العبث بمشاعر بنات الناس، واستعن بعد الله بوالدتك وأخواتك في الترشيحات، مع احتفاظك بحقك في القرار، ونسأل الله لك التوفيق والاستقرار.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وتفاءل بالخير، وستجد الخير.
سعدنا بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويوفقك.