أريد الزواج برجل صالح فكيف أناله؟

0 358

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في العشرين من عمري، أحلم بالزوج الصالح الذي يعينني على طاعة الله وعبادته، زوج يشاركني أحلامي في نشر الدعوة، وفي الأعمال التطوعية وغيرها من الأعمال الخيرية، ولكن في هذا الزمان قل وندر وجود الرجل الصالح، فلا نسمع غير المشاكل والخيانات، صرت أرى الحياة الزوجية بشكل كئيب وتعيس، نحن اليوم لا نسمع سوى القصص الفاشلة، في داخلي حلم كأي أثنى تريد الزواج، ولكنني أبحث عن الزوج الصالح، حتى أبني أسرة صالحة.

سؤالي هو: أين أجد الزوج الصالح؟ وكيف أعلم بأن هذا الزوج هو الرجل الصالح؟ وما هي الأسباب العملية التي تعجل وتيسر الزواج بعد الله، وبعد الدعاء وتقوى الله، علما أنني أدعو الله بأن يرزقني بزوج صالح؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجوابا على استشارتك أقول:

أولا: الزواج رزق من الله، والأرزاق تسير وفق قضاء الله تعالى وقدره، قال تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، ولما خلق الله القلم قال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة.
والزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فمن كان من نصيبك فسييسره الله لك، ولا تحزني على شيء فاتك كونه ليس من نصيبك، فمهما فعلت، ومهما بذلت من الأسباب فلن تتمكني من الحصول عليه.

ثانيا: رزق الإنسان ذكرا أو أنثى سيأتيه في الوقت الذي قدره الله، وما على العبد إلا أن يعمل بالأسباب، فمتى أتى شاب لخطبتك فعليك أن تتحري فيه توفر الصفات المطلوب توفرها في شريك الحياة، وأهمها الدين والخلق، كما أرشد إلى ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالزوج الصالح هو الذي يحمل هاتين الصفتين ظاهرا وباطنا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة الآمنة والمطمئنة.

ثالثا: قبل الموافقة صل صلاة الاستخارة، وهي ركعتان دون الفريضة، بحيث يكون قلبك غير ميال إلى أحد الطرفين، وأقصد الموافقة أو الرفض، ثم ادعي بالدعاء المأثور، وامضي متوكلة على الله، فإن تيسرت الأمور وسارت بسلاسة فهذا يعني أن الله اختار لك هذا الزوج، وإن تعقدت الأمور وانسدت الأبواب، فهذا يعني أن الله لم يختر لك ذلك.

رابعا: لا تنظري هذه النظرة التشاؤمية للرجال، فقولك: (قل الرجال الصالحون) ليس بصحيح، وهذا لا يعني أن الصالحين كلهم في درجة واحدة من الصلاح، ففيهم الظالم لنفسه، الواقع في بعض الذنوب، وقد وجدت الذنوب والمعاصي في زمن الصحابة وبحضرتهم رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام-، واسمعي وتدبري قول الله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذٰلك هو الفضل الكبير}.

خامسا: قلت في استشارتك: (إنك أصبحت تسمعين بالمشاكل والخيانات حتى صرت ترين الحياة الزوجية بشكل كئيب وتعيس ولا تسمعين سوى القصص الفاشلة)، فلا أدري كم سمعت من القصص، وهل كل هذه القصص هي قصص الصالحين، أو من يتظاهرون بالصلاح؟! وهل يجوز لك أن تعممي تلك القصص والمشاكل والخيانات على كل الصالحين؟! بل أقول أيتها -الأخت الكريمة-: هنالك رجال لا يتظاهرون بالصلاح، وهم من عامة الناس، وما أكثرهم، ليس لهم خيانات، ويعيشون مع زوجاتهم بسعادة غامرة وحياتهم ناجحة وليست فاشلة، فآمل أن تكوني عادلة في نظرتك وحكمك، ثم إن الصالحين ليسوا ملائكة، بل هم بشر ويقعون في الذنوب كغيرهم من الناس، وصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، لكن عامة الناس يضخمون ما يقع فيه الصالحون، ويغضون الطرف عما يقع فيه عامة الناس.

سادسا: في القرون المفضلة وما بعدها كان الأب يبحث لابنته عن الرجل الصالح، أما الآن فأغلب الآباء يرون أن ذلك عيبا، ومع هذا يمكن البحث عن الزوج الصالح عن طريق بعض الزميلات، وفي الجامعات الإسلامية، والمراكز العلمية، ويعرف الزوج الصالح بالتزامه بالشرع في الظاهر، ولم يعرف عنه أنه يرتكب الكبائر، ويشهد الناس له بالصلاح.

سابعا: تضرعي إلى الله بالدعاء أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في حياتك ويعينك على تنفيذ مشاريعك العلمية والدعوية.

أسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في حياتك إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات