أعاني من وخز إبري حاد وهيستيري بعد الاستحمام!

0 342

السؤال

السلام عليكم.

ساعدوني فإني أتعذب؛ أنا أعاني من وخز إبري حاد وهستيري بعد الاستحمام، وهو أبشع مما تتصورون، ولا يسبب أثرا على الجلد.

بدأت هذه الحالة قبل 3 سنوات، ذهبت إلى طبيب جلدية وأمراض تناسلية فأعطاني تحاليل، وكانت كلها سليمة، وأعطاني دواء أتاراكس 25 مع، وبالفعل توقف الوخز بعد الاستحمام، ولكن نفس ذلك الوخز أصبح يصيبني عند التعرق الضئيل، أو عند جفاف العرق الغزير، مع العلم أنه لا يصيبني أثناء التعرق وأداء جهد أو جفاف العرق في مكان مكيف.

لقد قلب حياتي إلى جحيم، ولو كان الانتحار ليس حراما لانتحرت، فأتمنى أن تعرفوني باسم المرض وعلاجه، لأتخلص من هذا العذاب.

ملاحظة: قبل أن أصاب بهذا الداء كنت أهوى الاستحمام، وكنت مثلا للنظافة بين أقراني، ولهذا أشك في أنها عين، والله أعلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور من خلال التاريخ المرضي المذكور ووصفك لحالتك، أنك تعاني من مرض الأرتيكاريا أو الشرى، وهو مرض جلدي يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد, والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، و ...) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن، ويلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم, أو التعرض للشمس، وأتصور من خلال الوصف المذكور أنك تعاني من تلك الأنواع من الأرتيكاريا.

وبالنسبة لأرتيكاريا التلامس مع الماء تحديدا حيث إنك ذكرت أن الإصابة تكون بعد الاستحمام، فلابد من التأكد من أن الماء هو المسبب الرئيسي للمشكلة، وذلك باستبعاد الأمور الأخرى المرتبطة بالتلامس مع الماء مثل منظفات الجسم، ويجب اختبار درجة حرارة الماء، وهل المشكلة تحدث مع درجات الحرارة المختلفة؟ لأنه من الممكن أن تكون السخونة وبداية التعرق هي السبب، وليس التلامس مع الماء؛ وذلك هو النوع الذي أتصور من وصفك أنك تعاني منه، لأن ذلك النوع من الأرتيكاريا الفيزيائية هو أكثر شيوعا من حساسية الماء، وتوجد بعض الاختبارات لأنواع الأرتيكاريا الفيزيائية المختلفة يمكن إجراؤها بواسطة طبيبك المعالج، وقد يصاب المريض بعدة أنواع من الأرتيكاريا في نفس الوقت.

في العادة الأرتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد حوالي خمس دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، ومن الممكن أن تقل الأرتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت؛ فتفاءل خيرا.

علاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة, ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل أو مرض, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة؛ للسيطرة على الحالة، أو استخدام علاجات أخرى.

وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأن تتواصل مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم؛ وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة.

وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات