السؤال
السلام عليكم.
أنا سيدة عمري 34 سنة، متزوجة منذ سنتين، والدورة الشهرية غير ثابتة، تكون ما بين 23 - 27 يوما، والغالب يكون 26 يوما، والطبيبة اعتبرته أمرا طبيعيا، ولم أحمل حتى الآن، ولمعرفة السبب توجهت لأخصائية للتعرف على السبب، وبعد عدة فحوصات، أثبتت النتيجة سلامة الرحم، وأن مستوى الهرمونات طبيعية، مع سلامة فحوصات زوجي.
فطلبت بعدها فحص HSG، والذي أظهر انسدادا تاما لأنبوب قناة الفالوب الأيسر، مع وجود بوليب في عنق الرحم تم استئصاله، وأجريت له التحاليل، فكانت النتيجة أنه Squamous epithelium metaplasia، وعند السؤال عن إمكانية الحمل، أخبرتني الطبيبة أن يمكنني إجراء منظار لرؤية سلامة حركة أنبوب قناة الفالوب الأيمن، حيث لا يمكن فتح الانسداد الحاصل في الأنبوب الأيسر.
هل هناك فائدة من هذه الجراحة؟ وإن حصلت مشكلة فهل يمكن تداركها؟ وما هي احتمالات الحمل بعد الجراحة؟ مع أخذ عامل السن في الاعتبار، وهل صحيح أن تدليك الخصوبة أو الأعشاب تساعد في حل المشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أم أيمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم -يا ابنتي- إن الدورة الشهرية عندك تعتبر طبيعية, لأن طولها هو 26 يوما في غالب الأحيان, وهذا الطول ضمن الحدود المقبولة والطبيعية, فاطمئني من هذه الناحية -بإذن الله تعالى-.
وبما أنه قد مضت سنتان على زواجك, ولم يحدث الحمل, على الرغم من أن تحاليل زوجك وتحاليلك طبيعية, فهنا ننصح بالبدء مباشرة بالوسائل المساعدة على الإنجاب, وعدم التأخير أكثر.
ويجب أولا عمل تنظير للحوض, لرؤية شكل الرحم وجوف الحوض من الداخل وبالعين المجردة, ومعرفة سبب الانسداد, والتأكد من عدم وجود سبب إضافي، مثل الالتهابات أو بطانة الرحم الهاجرة.
إذا لم يتبين سبب واضح خلال التنظير, فهنا أنصح باللجوء إلى أطفال الأنابيب, وعدم تأخير الأمر أكثر من ذلك، ولا أنصحك بعمل عملية فتح للأنابيب, لأن نسبة نجاح مثل هذا النوع من العمليات ضئيلة, والعملية نفسها قد تتسبب في حدوث التصاقات جديدة في الحوض, ومشاكل أخرى أنت بغنى عنها الآن.
إذا, ما أنصحك به هو اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب، وبأسرع ما يمكن, وذلك لكسب الوقت, فحتى لو كانت أو أصبحت الأنابيب سالكة, فقد لا تكون وظيفتها طبيعية, بمعنى أن الخلايا المبطنة لجوف الأنابيب قد تكون فاقدة لوظيفتها أيضا, فلا تسمح للبويضة أو للنطاف بالمرور من خلالها, ومعروف بأن الإلقاح يحدث في الأنابيب, ويتطلب أن تكون أهداب الخلايا المبطنة لجوف هذه الأنابيب نشيطة وفعالة؛ لتدفع بالبويضة والنطاف باتجاه بعضها البعض.
إن التبكير في عمل أطفال الأنابيب في مثل هذه الحالات أفضل؛ لأن نسبة نجاح هذه العملية يعتمد بشكل أساسي على عمر السيدة, فكلما كانت بعمر أصغر, كلما كانت نسبة النجاح أعلى -بإذن الله تعالى-, لذلك ننصح دوما بكسب الوقت, خاصة في مثل عمرك وفي حال كان السبب هو انسداد الأنابيب.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.