أصابني مرض الاكتئاب وأخشى أن لا أتزوج بسببه!

0 203

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 24 عاما، حافظ للقرآن ولله الحمد، ومحافظ على الصلاة والأذكار.

قبل سنتين شعرت بأعراض مرض الاكتئاب (حزن شديد، شعور مبالغ فيه بالذنب، أفكار بالانتحار، البكاء دون سبب ...إلخ).

ذهبت إلى إحدى العيادات النفسية الخاصة، وتم تأكيد إصابتي بمرض الاكتئاب، وصرفت لي أدوية شعرت بعدها بتحسن ملحوظ واختفاء الأعراض التي كانت تلازمني سابقا.

لم أخبر أحدا من عائلتي أو أقاربي عن إصابتي بهذا المرض، وعن مراجعتي لعيادة نفسية.

بعد تخرجي من الكلية قام العديد من أقاربي بفتح موضوع الزواج معي، فكنت أختلق الأعذار كي أقفل باب الحوار معهم بهذا الخصوص، لأنني مصاب بمرض قد يحول بيني وبين الزواج.

ما أخشاه هو أنني إذا تقدمت لخطبة فتاة وأخبرت أهلها بحقيقة الأمر فسيكون سببا لرفضي، حيث أن المجتمع لا يتقبل هذا الشيء، ولو أخفيت عنهم هذا الموضوع فإن علي إثما؛ لأن هذا غش لهم.

كأي شاب في مثل عمري، أريد إكمال نصف ديني، ولكني احترت كيف السبيل إلى ذلك مع إصابتي بالاكتئاب؟ علما أنني الآن أمارس حياتي بشكل طبيعي مع استعمالي للعلاج الموصوف من الطبيب.

أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع.ش. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال، والحمد لله أن كتب لك الشفاء والصحة مع اتباع العلاج.

ترددك في إخبار أحد عن مرضك بالاكتئاب متفهم، وخاصة بسبب الوصمة الاجتماعية من كل من له علاقة بالمرض النفسي.

الناس ما زالوا ينظرون للذي يعاني من مرض نفسي كالاكتئاب وغيره بنظرة سلبية، مع أن المرض النفسي كغيره من الأمراض يمكن أن يصيب أي إنسان في المجتمع، بغض النظر عن خلفيته وطبقته الاجتماعية أو الثقافية أو حتى درجة التزامه الديني.

لعل بعض الناس يتفاجأ عندما يسمع بأن نسبة انتشار المرض النفسي عند واحد من كل خمسة أشخاص، وأن أكثر من ثلث من يتردد على العيادات والمراكز الطبيبة يعاني من شيء له علاقة بالحالة النفسية.

ما لفت نظري عبارتك "أنني مصاب بمرض يحول بيني وبين الزواج" ويا سبحان الله! ومن قال أن الاكتئاب يحول بين الإنسان والزواج؟!

معظم من يعاني من الاكتئاب متزوج ويعيش حياة طبيعية أو قريبة من الطبيعي، وهذا القرب هو بحسب نوعية العلاج وفعاليته، فالذي يعالج وبشكل فعال يعيش حياة طبيعية، ومن من الناس من ليس عنده مشكلة أو صعوبة نفسية ما؟!

أنا أعتقد أن لك الخيار في أن تخبر من تريد أن تتزوجها أو لا، ويعتمد هذا على مدى فهمها واستيعابها للأمور النفسية، فمع الوعي يمكنك أن تخبرها، وبالتالي لن ترى منها إلا التأييد والدعم، وخاصة أنك ملتزم بالعلاج، وقد تحسنت حالتك كثيرا.

لا ننس أن هناك الكثيرين ممن يعاني من هجمة واحدة من الاكتئاب ولا تعود الهجمة مرة ثانية، بالرغم من وجود من تنكس عنده الحالة بين الحين والآخر، وخاصة مع عدم تلقي العلاج.

ولعله يفيد أن تتعود وتتدرب على الإخبار عن طريق إخبار بعض أفراد أسرتك، لترى كيف ستكون ردة فعلهم.

تذكر أن أهم موضوع هو موضوع كيف تخبرهم، بحيث لا تكون وأنت في حالة من الارتباك والتردد، ما يجعلهم يكبرون الأمر أكبر من حجمه الطبيعي.

أرجو أن تستمر بالعلاج، ومراجعة الطبيب النفسي، وأن تتحين الوقت المناسب لتخبر أحد أو بعض أفراد أسرتك، والله معك.

مواد ذات صلة

الاستشارات