الخوف من الأمراض أثر علي نفسيا وجسديا، هل من علاج؟

0 114

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الخوف من الأمراض، فقبل سنة تقريبا أصبت بجرثومة المعدة، وتعالجت منها، وبعدها كلما أحس بأي عرض أو ألم في جسمي؛ أوسوس، وأخاف خوفا شديدا، وأتوتر بأنه مرض السرطان.

قبل فترة أصبت باحتقان بالحلق، وأتتني حالة خوف بأنه مرض السرطان، فتجدني أمسك بحلقي طول الوقت، ولا أنام الليل، وأتعب نفسيا، مع أن جميع التحاليل والفحوصات سليمة، وتجدني أذهب إلى أكثر من طبيب ومستشفى، وكلما أقرأ عن الأمراض بالنت؛ أحس بنفس الأعراض، وأبدأ بالتعب والتفكير, وأكون في حالة ضيق واكتئاب وتوتر وشك.

رجعت إلى التدخين بسبب الحالة بعد تركي له ثلاث سنوات، والخوف والتردد في فعل الأشياء، وكثرة التفكير والتخيلات، وأحلام اليقظة بأمور صغيرة وغير بناءة، والسرحان، وإذا كنت وحدي أود البكاء بدون سبب، والانعزال، ولا أريد الخروج من المنزل، وأشعر بالتعب والأرق والخمول.

والآن حالتي النفسية تعبانة، فما هو تشخيص مرضي؟ وما هو العلاج؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

ظاهرة الخوف من الأمراض هي ظاهرة أصبحت منتشرة جدا في زماننا هذا؛ لأن الأسقام قد كثرت، والأمراض قد كثرت، وموت الفجأة أيضا قد كثر، والناس لدرجة كبيرة مفتقدة للطمأنينة، وشخصية الإنسان وتكوينه النفسي والوجداني وظروفه الاجتماعية والحياتية قد تلعب دورا في مخاوفهم المرضية، كما أن الإنسان الذي يرافق شخصا كان مريضا بمرض شديد، أو أحد أقربائه عانى من مرض معين، قد يحصل نوع من التماثل أو التماهي أو التشابه، وقد تنتقل الأعراض أو الخوف منه إلى الشخص الآخر، كما أن الانتشار الإعلامي وكثرة ما يكتب عن الأمراض -والذي ليس كله صحيحا ودقيقا- هذا أيضا أدى إلى المخاوف المرضية، وبعض الناس قد يصل بهم الأمر إلى درجة التوهم المرضي القاطع، وكما تفضلت بعض الناس يكون منهجهم التنقل بين الأطباء لدرجة الإدمان، وكذلك القراءة عن الأمراض... وهكذا.

أيها الفاضل الكريم: أنا أريدك أن تطمئن، وأن تعرف أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك من الأسقام كلها سيئها وبسيطها، وأن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتمثل في الالتزام بأمور الدين، خاصة الصلاة في وقتها، وأذكار الصباح والمساء، والنوم الليلي المبكر، والتوازن الغذائي، وممارسة الرياضة، وحسن التواصل الاجتماعي، وأن يطور الإنسان نفسه في مجال عمله وفي مجال تواصله، وأن تسخر نفسك لأن تكون بارا بوالديك، وأن تجعل لحياتك أهدافا، هذا مهم جدا. الفراغ وعدم وجود الأهداف في الحياة يجعل الإنسان يوسوس حول الأمراض.

وأريدك أن تكون أكثر قناعة بأنه يجب ألا تتردد على الأطباء كثيرا، لكن المنهج الصحي الصحيح هو أن الإنسان أيضا لا يهمل نفسه، ولا يهمل صحته، ولذا نحن نقول: إن فكرة (طبيب الأسرة) أصلا أتت من خلال أن يشرف هذا الطبيب على أحوال الأسرة الصحية بمجموع أفرادها، ويثقف الناس، ويساعدهم في الوقاية من الأمراض، وتجد في بعض الدول الأوربية المتقدمة -مثلا كبريطانيا- تجد أن بعض الناس يذهبون إلى طبيبهم بصورة منتظمة، دون أن تكون لهم أي شكوى.

الذهاب إلى الطبيب كل ثلاثة أو أربعة أشهر -أو على الأقل مرتين في السنة- من أجل إجراء الفحوصات الطبية العامة، هذا منهج ممتاز.

فيا أخي الكريم: أريد أن يكون لك منهج على هذه الشاكلة، وأن تمارس الرياضة بكثرة، وأن تسعى لأن تعيش حياة صحية، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك من الأسقام جميعها.

وبالنسبة لما تعانيه من أحلام يقظة وقلق وتخيلات: هذا كله ناشئ من الحالة القلقية وحالة الوساوس والمخاوف التي تعاني منها.

الانعزال عن الآخرين يجب أن تكسر حاجزه، ويجب أن تتواصل مع الناس.

التعب والإرهاق والأرق يعالج من خلال الآليات التي ذكرتها لك، خاصة ممارسة الرياضة والنوم الليلي المبكر.

اذهب إلى طبيب الأسرة؛ ليصف لك أحد مضادات القلق والتوترات، وإن كان عمرك أكثر من عشرين عاما، فمن أفضل الأدوية سيكون العقار الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، كما أن عقار (جنبريد genprid) والذي يسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) أيضا من الأدوية الجيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات