السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مقبل على البحث عن شريكة الحياة، أنا لست ملتزما دينيا للأسف؛ علما بأنني أصلي، ولكني أهجر القرآن وصلاتي ليست جماعة، وأعمل في شركة تتعامل في الفوائد الربوية.
أتمنى أن يرزقني الله بصاحبة الدين والأخلاق لتكون نبراسا لي تنير حياتي، وأخاف أن ترفضني من تتوفر فيها هذه المواصفات التي أبحث عنها بسبب عدم التزامي، فانا لست ملتح ولست ملتزما كما ينبغي كون المواصفات أن تكون منقبة ويفضل بخمار ويا حبذا لو درست علوما شرعية، ومن بيت مستور ومحافظ.
كما أنني أخاف أن يعرض علي سؤال حين الرؤية الشرعية يتعلق بعلاقاتي وخصوصا أنني أتجنب الكذب كثيرا.
وما هي الأسئلة التي ينصح بها للخاطبة، وخصوصا الاجتماعية منها؟ وهل إن طلبت رقمها قد يعتبر تجاوزا بعد إتمام الخطبة؟
أعتذر عن الإطالة، ولكن اسمحوا لي أن أضيف إنه إن وجدت من فيها ما أرنو إليه, هل أحاول أن أبدي أنني أخجل منها؟ علما للأسف كان لي في السابق علاقات ولا أخجل من الجنس الآخر، وربما في حالة الخطبة قد أخجل كونها رسمية، ولكن سؤالي في حالة اللا خجل.
وشكرا لكم وأعتذر مجددا عن الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأقول ردا على استشارتك:
الالتزام امتثال لأمر الله وأمر رسوله، فاجتهد في ذلك شيئا فشيئا، ولا تلتفت لكلام الناس، فالآمر والناهي هو الله سبحانه وحافظ على أداء الصلاة في أوقاتها، وتدرج في أدائها مع جماعة المسلمين في بيوت الله ليكون أجرك أعظم، فالصلاة في جماعة بسبع وعشرين درجة، وإن كانت الصلاة في البيت صحيحة.
* لا تهجر القرآن وإلا شكاك رسول الله إلى ربك يوم القيام قائلا: { يا رب إن قومي اتخذوا هٰذا القرآن مهجورا} والهجر أنواع ومنه هجر التلاوة.
* العمل في المؤسسات الربوية حرام كما تعلم وعليه فيجب عليك أن تبحث عن عمل آخر، فإن وجدت فيجب أن تخرج من هذا العمل؛ لأن العمل في المجالات الربوية مؤذن بحرب من الله تعالى قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ۖ }، ولن يجد خيرا من أكل الربا فلقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهديه وأمر الله المؤمنين أن يتعاونوا على البر والتقوى، ونهاهم أن يتعاونوا على الإثم والعدوان فقال: {وتعاونوا على البر والتقوىٰ ۖ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ۚ}.
*شيء طيب أن تبحث عن شريكة حياة تكون صاحبة دين وخلق كما أرشد نبينا عليه الصلاة والسلام حيث قال: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك) ودين المرأة وخلقها هما صمام أمان للحياة السعيدة المطمئنة إن كان الزوج كذلك على دين وخلق.
* إن تعرضت للسؤال عن علاقاتك فلك في المعاريض مندوحة عن الكذب، والمعاريض هي التوريات كأن تقول عمت البلوى في هذه الحياة بعلاقات الرجال مع النساء ففي العمل الزميلات لا بد من التعامل معهن والرجل الذكي هو الذي يبقي العلاقة في إطار العمل، وما شاكل ذلك.
* أسئلة الخاطب لمخطوبته تنحصر حول فهم نفسيتها وطبيعة التعامل معها والنظر في فكرها، وحسن تدبيرها للمنزل، ولا تحتاج أن تأخذ رقمها فالمرأة في حال كونها مخطوبة لا يصلح لخاطبها أن يتحدث معها؛ فهي بالنسبة له أجنبية فاترك ذلك حتى يتم العقد.
* إبداء شيء من الخجل والحياء أمام المخطوبة عند أول لقاء يضفي عليك إجلالا واحتراما وإكبارا للخاطب، فكن متجملا بالحياء فالحياء من الدين.
أسأل الله لك التوفيق وأن يرزقك الاستقامة على دينه، ويعطيك ما تتمنى آمين.