السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدم لي شاب ذو دين وأخلاق، وأمي تعرف أهله فهو يكون أخا زوجة خالي، هذا الشاب لم يكمل الثانوية، ولكن وضعه المادي جيد، وأنا بفضل الله أنهيت البكالوريوس ومتفوقة في تخصصي بفضل الله، وأريد أن أكمل درجة الماجستير إن أراد الله، ووافق الشاب على ذلك، ولكني خائفة من فرق مستوى التعليم وخائفة أن يحدث ذلك مشاكل مستقبلا.
أبي يقول لي: أنني أستحق أفضل منه من حيث التعليم، ومن حيث توافق وجهات النظر للتقليل من المشاكل التي يمكن أن تحدث بسبب اختلاف وجهات النظر.
أمي ارتاحت للشاب وأعجبت به، وأنا استخرت أكثر من مرة، الشاب يريد أن يأتي مرة أخرى بعد بضعة أيام، وأبي يقول لي لنعتذر منه إذا أردت، وأنا جدا حائرة لا أدري ما أفعل؟
من وجهة نظري درجة التعليم ليست مقياسا، فكثير من الدكاترة تعاني نساؤهم من صعوبة التعامل معهم، ولا أريد أن أجرح الشاب من حيث التعليم ماذا أفعل؟ وإن حصل ورفضت كيف أرفض دون تجريح؟
أدعو لي بأن يختار الله لي الأفضل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Joya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا المتفوقة- في موقعك، ونسأل الله أن يديم فضله عليك وعلينا، ونشكر لك التواصل والاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يحقق لك الآمال، وأن يصلح الأحوال، ويرزقك الصالح من الرجال، فإن صاحب الدين والأخلاق الذي تعرفه والدتك وتعرف أهله فرصة لا تعوض، خاصة إذا حصل في نفسك ارتياح له وقبول وانشراح.
المطلوب في الرجل بعد الدين والخلق ما يلي:
1- القدرة على تحمل المسؤوليات.
2- حسن التواصل مع الناس والحضور في قضايا المجتمعات.
3- الاستعداد للتطوير والتقدم في مهارات ومعارف الحياة.
4- الأسرة المستقرة، ويكفي في هذا الجانب معرفة الوالدة لأهله.
أما بالنسبة للوالد فنشكر له إرادة الخير، ومن الطبيعي أن يتمنى الأب لابنه الأفضل، لكن شهادة الثانوية أو ما دونها لا يصلح أن تكون سببا لرفضه، والكمال في الرجال وفي النساء محال، فنحن بشر والنقص يطاردنا.
قد يطرق الباب من هو أعلى منك في الشهادات، لكنه قد يكون ضعيفا في الدين، وفي أداء الصلوات أو يكون ممن لا يتحملون المسؤوليات، أو ممن شغلته دراساته عن التواصل والتفاعل والحضور في التجمعات أو... فما أكثر صور النقص التي تطاردنا كبشر؟! ومن هنا فالواقعية مطلوبة.
من الذي ما ساء قط **** ومن له الحسنى فقط
ومن ذا ترضى سجاياه كلها **** كفي بالمرء نبلا أن تعد معايبه.
قد أحسنت باهتمامك بصلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولا مانع من تكرارها، وقد أفلحت من وثقت صلتها بالله، وعودت نفسها على كثرة اللجوء إليه.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تقبلي به، خاصة إذا حصل في نفسك ميل له؛ لأنك صاحبة القرار، وأنت من سوف تعيشين مع الرجل، وهو -ولله الحمد- متفهم لرغباتك في إكمال الدراسة وموافق على تطلعاتك، فلا تترددي في اتخاذ القرار، واعلمي أن فرص الزواج ليست بالكثيرة، والشباب الذين فيه الدين والأخلاق أندر من النادر، والشاب المذكور جمع إلى كل ذلك المستوى المالي الجيد، وكم هو معبر قول الشاعر:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا**** وما أقبح الكفر والإفلاس بالرجل
سعدنا بتواصلك مع موقعك، ونشرف بمساعدتك في الوصول إلى القرار الصحيح، ونذكرك بأن القرار الصحيح ينتج عن توفيق الله أولا، ثم باتخاذ الأسباب والتي منها النظرة الشاملة للموضوع والتأمل للعواقب ولمآلات الأمور، بالإضافة إلى الاستخارة والاستشارة.
نسال الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يرزقك بر والديك وأن يسعدك في حياتك، ولك منا خالص الدعاء وأطيب الأمنيات.