توقفت عن السيروكسات فرجعت لي الدوخة والقلق.. هل أعود للدواء؟

0 202

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله خيرا.

أنا شاب عمري 27 عاما، بدأت مشكلتي منذ سنة ونصف عندما كنت وحدي وأحسست بثقل غريب في صدري، وعدم القدرة على أخذ نفس عميق، ودوخة، واستمرت حوالي 5 ساعات، وذهبت إلى المستشفى، وقالوا: ما عندك شيء.

بدأت الأعراض تستمر وزادت معها الدوخة والخوف الشديد، والانفصال عن الواقع، والشعور بكهرباء في جسمي، وكأني سأفقد السيطرة على كل جسمي، ( مع العلم أني قرأت عن نوبات الهلع، وأعرف أنها تنتهي في غضون ساعة، ولكن أعراضي تستمر لساعات)، رأيت أكثر من طبيب صدر وإكس راي، ويقولون ليس هناك شيء، طبيب قلب وتخطيط القلب قال: أنت سليم -والحمد لله-، وتحليل الغدة الدرقية سليم.

ذهبت لأربعة أطباء مخ وأعصاب وعملت أشعة رنين على المخ، وعلى الرقبة، ولم يكن هناك شيء، وذهبت لثلاثة أطباء قالوا: ليس بك شيء، وواحد قال: يوجد مياه بنسبة بسيطة تماما، وبعد فحص قاع العين كان فحص قاع العين سليما.

ذهبت لطبيب نفسي وأعطاني سيروكسات 25 سي آر مرتين في اليوم، وواظبت عليه لمدة سنة وتحسنت كثيرا، ثم بدأت تقليله تدريجيا بعد سنة إلى أن تركته منذ حوالي شهر، الآن لي أسبوع أحس بدوخة شديدة- زغللة شديدة في العين- إحساس دائم بالإرهاق وعدم الاتزان -زنة في الرأس-، ومنذ ثلاثة أيام عاودني القلق الشديد ورعشة الجسم، وحالة الانفصال الشديدة، فهل هذا بسبب وقف السيروكسات؟ وكيف لي أن أتأكد أنه لم يحدث شيء في المخ كورم؟ علما أن الفحوصات كانت منذ سنة، هل أعاود السيروكسات؟ هل هناك خطورة من جرعته؟ بدأت آخذه منذ ثلاثة أيام، كل يوم حبة 12.5؟ هل أستمر عليه؟

آسف على الإطالة، لكني -والعياذ بالله- بدأت التفكير في الانتحار من كثرة الألم، ولا أعرف ماذا أفعل؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آدم محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أخي: إن كنت تفكر في الانتحار فعليك أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، وأنا أذكرك بقول الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} وبقوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} فأحسن إلى نفسك ولا تفكر مجرد تفكير في الانتحار.

في موضوع الانتحار نحن نأخذ الأمر بجدية شديدة، وهذا الأمر يجب ألا يساور نفس المسلم، وإن ساورها يجب أن يكون المسلم قويا ومؤمنا ومتوكلا ويرفض هذا الفكر تماما، وفي حالتك - أيها الفاضل الكريم - لا أرى سببا يدفعك نحو الانتحار، بل لا يجوز أبدا بأسباب وبغير أسباب، ألم تعلم بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبد) رواه البخاري.

أنا أقدر مشاعرك جدا، لكن الموضوع في غاية البساطة ويمكن أن يعالج، هذه هي النقطة التي يجب أن أؤكد عليها.

أما فيما يخص موضوع علاجك، فالـ (زيروكسات Seroxat) يؤدي إلى آثار انسحابية، خاصة إذا كانت الجرعة التي يتناولها الإنسان عالية، وأنت في حالتك كنت تتناول خمسين مليجراما من الزيروكسات CR، وهذه جرعة مركزة جدا، ومهما كان التوقف تدريجيا يمكن أن يحدث آثارا انسحابية.

أنت الآن اتخذت القرار الصحيح، وهو أنك بدأت في تناول الزيروكسات CR مرة أخرى بجرعة 12.5 مليجرام، أقول لك: استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما لمدة شهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى 12.5 مليجرام يوميا، وهنا -أي بعد أن تصل لهذه الجرعة، 12.5 مليجرام يوميا- أريدك أن تبدأ في تناول عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine).

أي: تتناول 12.5 مليجراما من الزيروكسات يوميا، يضاف إليها عشرين مليجراما من البروزاك، والسبب في ذلك أن البروزاك دواء فعال، وفعاليته مشابهة جدا لفعالية الزيروكسات، ولا يؤدي إلى آثار انقطاعية أو انسحابية أبدا حين يتم التوقف عنه؛ لأن البروزاك لديه إفرازات ثانوية تبقى في الدم بعد التوقف من تناوله.

استمر على جرعة الزيروكسات 12.5 مليجرام، والبروزاك عشرين مليجراما يوميا لمدة شهر، بعد ذلك اجعل الزيروكسات 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، وخلال هذه المدة تكون مستمرا على البروزاك كما هو.

بعد أن تتوقف تماما عن الزيروكسات - أي بعد نهاية الشهر الأخير الذي وصفنا كيفية استعمال الدواء فيه - هنا تستمر على البروزاك لمدة شهرين آخرين - أي كبسولة واحدة من البروزاك يوميا لمدة شهرين - ثم تجعلها كبسولة واحدة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول البروزاك.

هذه هي الطريقة الأفضل والأمثل لتجنب الآثار الانسحابية للزيروكسات، ويا أخي الكريم: يعرف أن ممارسة الرياضة باستمرار تقلل كثيرا من الآثار السلبية والانسحابية للزيروكسات أو غيره من الأدوية، فاحرص على ممارسة الرياضة.

وللفائدة طالع الاستشارات التالية في حكم الانتحار أو التفكير فيه 262983 - 110695 - 262353 - 230518.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات