لدي تعب نفسي وإرهاق وخوف دائم من الأمراض.. أفيدوني

0 200

السؤال

أنا شاب عمري 20 سنة، لدي تعب نفسي وتوتر وقلق، ودائما عندي خوف من الأمراض والتعب، وأتعب عند الخروج، أخاف دائما من كل شيء، وعملت كل التحاليل الطبية اللازمة: دم، وغدد، وقلب، وكلها سليمة، ولكني أحس بتعب دائم، ودوخة خفيفة، وسخونة داخلية، وبرودة داخلية، وقشعريرة وبرودة، وسخونة خارجية، وعندما أقيس الحرارة تكون سليمة، وتكون 37 درجة.

عند أكل السكر بالذات الحلويات الشرقية أدوخ وأتعب، وأحس ببرودة، ولكن عندما أقيس السكر في هذه اللحظة تكون بالضبط 106 و92، وأقيس السكر كثيرا جدا لدرجة أني ممكن أقيسه مرتين أو ثلاث مرات في اليوم الواحد.

اليوم قست السكر وجدته 151، بعد الأكل بثلاث ساعات، وقسته في مكان آخر بعد دقائق فكان 114، وأكلت وقسته فوجدته 99 بعد الأكل مباشرة، فعرفت أن المرة الأولى كان جهاز الصيدلية غير سليم.

علما أني عملت تحليل سكر وقسته كثيرا جدا، والضغط متذبذب، لكن في الأكثر يكون مضبوطا.

تعبت نفسيا جدا من كثرة التحاليل، وعملت تحليل دم منذ 4 أيام، فوجدت اللمفاوية نسبتها 38%، وهي طبيعية من 40-20 %، لكن منذ شهرين كانت 26%، وباقي التحليل سليم جدا بفضل الله، ما سبب الزيادة مع وجود سخونة بسيطة ودوخة بسيطة لا تعيق؟

وعملت تحليل الغدة الدرقية منذ شهرين، وكظرية منذ شهر، فكان التحليلان سليمين بفضل لله.

أهلي لا يعانون من مرض السكر بفضل الله، لكني أفكر بالتعب دائما، وأصبحت لا أفرح، وأحيانا تأتي لي حالات خمول، وتعبت كثيرا من هذا، ما الحل؟ فقد تعب أهلي مني.

مع العلم أني عند ممارسة الرياضة لا أتعب بفضل الله، لكن الصداع وآلام القولون لا تفارقني، وأحيانا أشعر برعشة داخلية في قدمي، وأصبحت مهيأ نفسيا على الإحساس بالتعب عند الأكل، مع أن كل شيء سليم، وأمنع نفسي أحيانا كثيرة من عدم قياس السكر والضغط، مع العلم أني الآن أريد أن أقيس مرة رابعة، وأتشتت ذهنيا كثيرا، وأتعب أثناء النوم، وأستيقظ متعبا كأني أفكر أثناء النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: من الواضح أنك تعاني من قلق ومخاوف ووساوس حول المرض، ومنهجك - وهي الفحوصات المتكررة والاطلاع عن تفاصيل حالتك الطبية بالكيفية التي ذكرت- هذا قطعا يعزز المخاوف والوساوس، وقد يؤدي إلى ما نسميه بالمراء المرضي، وهو نوع من التوهم المرضي الشديد.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تكون صارما مع نفسك، ويجب أن تحتم عليها أنك لن تقوم بإجراء أي فحوصات لمدة ثلاثة أشهر، يجب أن تكون قاطعا، يجب أن تكون قويا، يجب أن تكون صارما، وأرجو ألا تفسر أنت النتائج الطبية، النتائج الطبية تفسر عن طريق الأطباء، أنا لا أريد أن أحرمك أبدا نعمة الاطلاع والعلم والمعرفة، لكن بما أنك تعاني من هشاشة نفسية واضحة تقودك إلى التوهم المرضي، فالصرامة مع نفسك وحرمانها من الاطلاع الطبي هو علاج صحيح، وهذا أمر مؤكد.

وأنا حين أقول لك لا تذهب إلى الأطباء لمدة ثلاثة أشهر، هنا قطعا لا أقصد أبدا أن أتركك دون رعاية طبية وأن تعرض نفسك للمخاطر، لا، الأمر في نهايته سوف يؤدي إلى تحسين قناعاتك حول هذه التوهمات المرضية، وبعد ذلك يمكنك أن تراجع الطبيب مرة كل ستة أشهر مثلا، هذا أمر معروف، وهو من أجل الفحوصات الدورية، وهذه مطلوب.

وفي ذات الوقت تعيش الحياة الصحية المطلوبة، والحياة الصحية تتكون من: الحرص على أمور الدين، وأن تؤدي الصلاة في وقتها، وأن يكون النوم نوما ليليا مبكرا، مع تجنب النوم النهاري، وأن يكون هنالك توازن غذائي، وأن يكون هنالك حسن إدارة للوقت، وأن تطور نفسك معرفيا وفكريا واجتماعيا، وأن تكون بارا بوالدتك، وأن تكون لك خارطة واضحة جدا تدير من خلالها وقتك ليوصلك إلى أفضل النتائج والمقاصد.

هذه هي الطريقة الصحيحة التي يجب أن تفكر بها وتنتهجها، حتى تصرف نفسك تماما عن هذه التوهمات المرضية، والرياضة يجب أن تكون شيئا أساسيا في حياتك، لا أريدك أن تتوقف عنها أبدا.

أيها الفاضل الكريم: العلاج الدوائي أيضا يفيد، هنالك أدوية مضادة لقلق المخاوف الوسواسي، يمكن لطبيبك أن يصف لك أحدها، ويعرف أن عقار يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex)، والذي يسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) دواء جيد وفاعل ورائع جدا، الجرعة هي خمسة وعشرون مليجراما - أي نصف حبة - يتم تناولها ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى خمسين مليجراما - أي حبة واحدة - ليلا لمدة شهرين، ثم اجعلها حبتين ليلا لمدة شهرين، ثم حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول السيرترالين.

الدواء ليس له آثار جانبية خطيرة، فقط قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن بالنسبة لبعض الناس، كما قد يؤخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية بالنسبة للمتزوجين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات