أنا شاب عمري 28 سنة، وطولي 1.76، ووزني 130 كيلو. منذ ثلاث سنوات شعرت بعدم توازن بعد ذهابي لأحد المطاعم، وهنا بدأت معي مشكلة الدوخة وعدم التوازن والغثيان، وكنت أحس بألم في أذني يأتي ويذهب غير دائم، فقابلت طبيبة أذن وأنف وحنجرة، وعملت تخطيط سمع، وكانت النتيجة ممتازة، فوصفت لي حبوب (بيتاسريك 16) وقالت: ممكن من أسنانك. ومن ثم ذهبت إلى دكتور الأسنان، وكان لدي ضرس عقل ملتوي، وبجانبه ضرس ملتهب العصب (آخر ضرس موجود في الأسفل في الناحية اليمنى مكان شعوري بألم الأذن) وعندما خلعت ضرس العقل بعملية جراحية، وعالجت ضرس العصب؛ بعد فترة ذهبت الدوخة، ولكن عدم الاتزان ظل موجودا.

عملت جميع فحوصات الدم، فظهر أن فيتامين (د) كان (16)، فأخذت حقنة شراب (600) لمدة ثلاثة شهور، وعادت لدي الدوخة قبل عيد الفطر الماضي، فقلت في نفسي: إن الدوخة ستختفي. ولكن زادت وأحسست بعد ذلك بضغط في رأسي لمدة (3) أيام، وأتأثر من الأضواء، وعدم القدرة على فتح عيني بالكامل كأن هناك أحدا يضغط على رأسي.

قبل شهر عملت أشعة بانوراما على أسناني، فظهر ضرس ملتهب عصبه (آخر ضرس موجود في الأعلى) فسحبت العصب منه؛ فاشتدت معي الدوخة بعد سحب عصبه، وحتى وأنا نائم كنت دائخا، وبدأت معي المعاناة، وبعد ذلك بأسبوع كنت أدخن الشيشة؛ فشعرت بدوخة شديدة، وثقل في القدم، وبعدها ذهبت إلى البيت مسرعا لكي أنام، وعندما صحوت؛ شعرت بثقل في رأسي لازمني حتى الآن، مع ثقل في الرقبة، وألم بجانب رأسي الأيمن.

عملت أشعة مقطعية على الدماغ، فاتضح أن هناك سماكة في الغشاء المخاطي في الجيب الفكي الأيمن
Minimal mucosal thickening in the right maxillary sinus
هل سماكة الغشاء المخاطي في الجيب الفكي الأيمن يسبب الدوخة وثقل الرأس؟ وهل هو السبب فيما أعانيه؟ علما أن لدي حساسية في أنفي، وانسداد فتحة بالأنف.

وظهر أيضا في الأشعة البانورامية للأسنان كيس خراج تحت ضرس مسحوب العصب (الذي كان ضرس العقل الذي خلعته ملتويا بجانبه موجود في الأسفل) فخلعت الضرس وضرسا آخر مسحوبا عصبه، ولكن بطريقة غير صحيحة؛ لأنه اتضح أن به التهابا (الضرس موجود في الناحية الأعلى وخلعته) من جهة اليمين.

آسف على الإطالة، ولكن هذا الذي يحصل معي. حالتي النفسية أصبحت سيئة، وتركيزي أصبح أقل.

ملحوظة: استخدام حبوب (بيتاسريك 16) يخفف أعراض الدوخة بشكل طفيف، ولكن ثقل الرأس والرقبة ما زال موجودا، هل أذني هي السبب؟ وهل الجيوب الأنفية هي السبب؟

أرجوكم أفيدوني.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقع استشارات إسلام ويب.

من الشائع أن يتسبب التهاب الجيب الفكي بآلام بالرأس، وحس بثقل الرأس، ويزداد هذا الإحساس أثناء الركوع، ويتظاهر التهاب الجيب الفكي شعاعيا بتسمك في بطانة الجيب الفكي، وضلالية على الصور الشعاعية البسيطة، ويكون السبب امتلاء الجيب الفكي بالمفرزات الالتهابية بسبب ضعف التصريف باتجاه البلعوم الأنفي؛ نتيجة انسداد أو ضيق الفتحة بين الجيب والأنف، ويكون العلاج في المراحل الأولى دوائيا، مع استعمال التبخير للأنف؛ لتحسين التهوية (تغطية الرأس بقطعة قماش واستنشاق الزيوت العطرية الموجودة على شكل مستحضر طبي، أو يمكن تحضيرها بالمنزل بغلي كمية من الزهورات والزعتر البري، والليمون، واستنشاق أبخرتها) وفي استمرار الحالة بعد العلاج يكون الخيار بتوسيع الفرجة الهلالية بالتنظير، وفي حال استمرار المشكلة يكون الحل جراحيا بتجريف النسج الالتهابية ضمن الجيب الفكي، وعمل فتحة تصريف جديدة باتجاه الأنف.

أما من ناحية الأسنان فأي مشكلة التهابية أو إنتانية ضمن الأسنان أو النسيج المحيط بها من عظم ونسيج لثوي يتظاهر على شكل آلام تمتد إلى المناطق المجاورة لمنطقة الإصابة، فمثلا: التهاب حول ضرس العقل أو انطماره (الرحى الثالثة ضمن أي قوس سنية) يتسبب بآلام شديدة تمتد للأذن والرقبة والرأس، وغالبا ما يشتكي المريض من ألم مبهم لا يعرف مصدره، وكذلك أي كيس أو خراج ضمن الفك يتسبب بأعراض تختلف حسب كل حالة، وبالنتيجة؛ أي أذية ضمن القوس السنية أو العظم والنسيج المحيط به يتسبب بأعراض ألم تمتد للأذن والرأس؛ مما يتوجب عمل فحص دقيق للأسنان والفكين، وعلاج أي أذية موجودة.

أما بالنسبة أنك تتأثر من الأضواء، فمن المفضل زيارة طبيب الأمراض العينية؛ لتقييم وضع النظر، وفحص العين، وإذا كانت الأمور إيجابية ضمن العين عليك باستشارة طبيب الأمراض العصبية؛ لتقييم إصابتك بالشقيقة أو لا، ووصف العلاج المناسب لك.

أخي الكريم: لا علاقة لمشاكل الأسنان بالدوار الدهليزي، والمسؤول عن الدوار هو الأذن؛ لذلك عليك تقييم الأذن من جديد، ومتابعة التهاب الجيب الفكي مع طبيب الأمراض الأذنية؛ لمعالجة هذه الشكوى.

أسأل الله لك الشفاء العاجل، مع أطيب الأماني.