بين الكذب على الوالد والمواجهة بالفشل

0 283

السؤال

السلام عليكم...
لدي مشكلة عويصة في حلها، وقد ترددت في طرحها هنا لكن حيث أنني أعيش حالة من عدم الاستقرار والتوتر في المنزل فليس لي الخيار..

القصة باختصار: أنني طالب جامعي كنت متفوقا على دفعتي، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان بالنسبة لي؛ حيث رسبت في السنة الثالثة، والمشكلة أنني لا أستطيع مواجهة والدي بالأمر، خاصة وأنه كان قد أصيب بجلطة في القلب قبل 3 أشهر، وقد تعافى منها ولا أريد أن أسبب له الصدمة جراء ما حدث لي.

والسيئ في الأمر أنه يسألني بصفه شبة يومية عن أحوالي الدراسية، وأنا أتهرب منه ولا أعرف بماذا أجيبه؟ هل أقول له أنني في المستوى الرابع وأكذب عليه، أم أواجهه بالحقيقة، فقد تهربت منه طول الشهر الفائت حتى أصبحت حياتي لا تطاق، وأصبحت أتعمد التهرب من المنزل أطول فترة ممكنة؟

أرجو أن تفيدوني برأيكم، وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك في دينك ودنياك، وأن يأخذ بيدك إلى النجاح والتفوق.

وأما بخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أولا وقبل كل شيء أن تبحث عن عوامل الإخفاق والرسوب التي حرمتك متعة النجاح والتفوق، وأن تجتهد في معرفة السبب في رسوبك، وأن تجتهد في القضاء على هذه العوامل حتى تنتهي من دراستك على خير، وتساهم في نهضة بلدك وأمتك وتحقيق أحلام أسرتك، فهذا حقهم عليك جميعا، خاصة وأنك كنت من المتفوقين، وكم أتمنى أن تضع في اعتبارك جانب الطاعة والمعصية، وأن تعلم قطعا أنه ما من مصيبة تقع إلا بذنب ولا ترفع إلا بتوبة، فابحث في علاقتك مع الله؛ لاحتمال أن يكون سبب إخفاقك مخالفة بعض أوامره أو الوقوع في بعض محارمه، حيث قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي

وأما عن إخبار والدك بالحقيقة المرة، وخوفك عليه من أعراض طبية وصحية، فلا مانع من مفاتحة والدتك أو أحد المقربين لديك للتمهيد لك، ولتخفيف وقع الخبر على والدك، ثم تقوم أنت بالاعتذار له، ووعده بأن تكون أفضل في الأعوام القادمة، وأن الرسوب لم ولن يتكرر إن شاء الله، حيث أنني أرى أن في الصدق النجاة والخير كله، والذي من آثاره على الأقل أن تستريح نفسيا وتخرج من هذه الحالة المؤلمة، فتوكل على الله وأخبره بالحقيقة، ولا مانع من أن تصلي ركعتين تسأل الله فيهما أن يخفف وقع الخبر على والدك، وإن شاء الله لن يحدث له مكروه.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح والتفوق كما كنت سابقا.


مواد ذات صلة

الاستشارات