السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا صبي بعمر 13 سنة، تأتيني وساوس كثيرة من الشيطان عن العقيدة، ولا أعلم ماذا أفعل!
أريد أن اتقرب من ربي، ولا أعلم ماذا أفعل! فالوساوس أرهقتني جدا منذ صغري، ولكني أحاول مقاومتها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا صبي بعمر 13 سنة، تأتيني وساوس كثيرة من الشيطان عن العقيدة، ولا أعلم ماذا أفعل!
أريد أن اتقرب من ربي، ولا أعلم ماذا أفعل! فالوساوس أرهقتني جدا منذ صغري، ولكني أحاول مقاومتها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ردا على استشارتك أقول:
- قد تعرض الوسوسة لأي أحد من الناس، فمن وفق للطريقة الصحيحة للعلاج شفي بإذن الله، ومن عولج بالطريقة الخاطئة تحول ذلك الوسواس إلى وسواس اعتقادي مرضي يحتاج إلى علاج.
- إن من فضل الله ورحمته أنه رفع الحرج والإثم عن الموسوس ما لم يعمل أو يتكلم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز عن أمتى ما حدثت به أنفسها مالم تعمل أو تتكلم).
- من الحلول الناجعة في هذا الباب العودة السريعة إلى الثوابت في حال وسوسة الشيطان، والكف عن الاسترسال في الوسوسة، والانتهاء عنها بقطع حبالها ومتعلقاتها، قال ربنا تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) وكما قال عليه الصلاة والسلام: (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ورسله) متفق عليه. وفى رواية أخرى: (فليستعذ بالله ولينته) وفي رواية يقول: (آمنت بالله الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد).
- الوسوسة من أسلحة الشيطان، وهي أضعف سلاح عنده، بشرط أن تعالج بشكل صحيح، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: (وقد وجدتموه؟) قالوا: نعم. قال: (ذاك صريح الإيمان)، وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به، قال: (الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة).
المقصود بقوله: (صريح الإيمان) استعظامهم الكلام بما يوسوس لهم الشيطان هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به لا يكون إلا لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك.
- من طرق العلاج الوقائية: التحصن بالعلم الشرعي، وخاصة علم العقيدة والتوحيد والإيمان، لأن الشيطان لا يجد سبيلا لتشكيك أهل العلم بالإيمان، فكلما حاول أن يشككهم ردوا عليه تشكيكاته ووساوسه بما لديهم من العلم والهدى.
- التضرع إلى الله تعالى بالدعاء أن يثبت قلبك على الإيمان، فلقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وكان يقول: (إن الإيمان يبلى في جوف أحدكم كما يبلى الثوب فاسألوا الله أن يجدد إيمانكم) فإن فعلت ذلك نجاك الله من وساوس الشيطان وخواطره.
أسأل الله أن تعالى أن يذهب عنك وساوس الشيطان وخواطره إنه سميع مجيب.