زوجي عصبي ويتحكم في نومي وأكلي وشربي!!

0 310

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قبل فترة وضعت استشاراتي هنا عن زوجي (2286582)، وكما ذكرت سابقا أن زوجي طيب وحنون، ويحبني، ولكنه عصبي جدا لا يتمالك أعصابه، ولأتفه الأسباب يغضب, يتحكم بكل صغيرة وكبيرة، وهذا الشيء يضايقني، ونحن لم نتزوج بعد، ولكن تم عقد قراننا فقط.

يتحكم في نومي ويغضب لدرجة كبيرة؛ فإذا نمت كثيرا، لماذا تنامين كثيرا؟ ويتصل علي؛ لإيقاظي من النوم، وإذا نمت قليلا يغضب، ويقول لي: أنت لا تنامين. لا أعرف ما هو الحل؟ وكيف أتصرف؟ أنا أدرس في الجامعة، ولدي اختبارات، وأنشغل بدراستي، ويحق لي أن أنام وأسهر كما أريد، وبحسب ظروف دراستي ونفسيتي، لا أريده أن يتحكم في نومي وأكلي وشربي.

أنا أعلم أنه زوجي، وطاعته واجبة، ولكن التحكم الشديد في كل أمور حياتي أمر يفسد علي نفسيتي، مع العلم أنني عصبية جدا، ولكني أحاول أن أتمالك نفسي -بقدر الإمكان- ولكن يظل قلبي حزينا من الداخل، لماذا علي التنازل في أبسط حقوقي؟!

قبل يومين حصل نقاش حاد بيني وبينه بسبب النوم؛ لأنني نمت كثيرا، وقال لي كلاما جارحا، وكان غاضبا جدا، ولا يعترف أنه أخطأ، ويريدني أن أعتذر، يعني هو المخطئ وأنا أعتذر!

يتحكم في نومي وأكلي وشربي، وحتى في طريقة استخدامي للجوال, يريدني معه طوال اليوم على برامج التواصل، وأنا مشغولة بدراستي، ودراستي أهم من الزواج، ومن كل شيء! لا أدري ما هي طريقة التعامل مع الرجل المتحكم والعصبي، ولا يعترف بخطئه أبدا.

قلت سابقا: إنه شخص لم يكمل تعليمه، وبسبب هذا الشيء لا يهتم لأمر دراستي أبدا، بل وقال لي ذات مرة: اتركي الجامعة، والنوم أهم من الجامعة! ودراستي بالنسبة لي هي حياتي، وهو يعرف ذلك، ولا أعلم هل هي غيرة منه؛ لأنني أعلى منه في التعليم، ولأن تخصصي هندسي، أم ماذا؟ ولأنه لم يكمل تعليمه، وأكمل التعليم المتوسط فقط, وتفكيره سيئ جدا من ناحية التعليم؛ يقول: غير مهم التعليم، وأولادي لا يهمني إن أكملوا تعليمهم أو لا، والأرزاق بيد الله!

أنا كل همي وحلمي أن يدرس أولادي مستقبلا -إن شاء الله- ويصبحوا مثلي وأحسن، ولكن إذا كان هذا الشخص هو والدهم؛ لا أتخيل أنهم سوف يكملون تعليم الابتدائية، وهذا يؤسفني جدا.

وأخيرا، أريد أن أقول: يحق لي أن أعيش حياتي كما أريد، وهذا السبب هو سبب كتابتي للاستشارة، وآسفة جدا على الإطالة، ولكني حاولت أن أكتب كل ما يزعجني؛ لكي توضحوا لي طريقة التعامل مع زوجي، فأنا أحبه، وهو كذلك، وغير مقصر معي، ويريدني أن أكون سعيدة، ولكن هذه الأمور البسيطة تفسد علي حياتي وحياته، وليست لدي خبرة سابقة في الزواج.

الآن أكملت شهرين ونصف من عقد القران، علما أني لم أخبر أهلي بأي خلاف بيننا؛ لأن هذا يزيد الأمر سوءا، فأفيدوني، جزاكم الله خيرا ورفع قدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Moh Ha Sab حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، والحرص والسؤال، ونتمنى أن تتوقفي عن الجدال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

أفرحنا أنك لا تخبرين أهلك، ونتمنى أن تتعاملي مع الوضع بهدوء؛ فلا تغضبي إذا ناقشك في مسألة مثل النوم أو غيرها من الأمور، وحاولي أن تكوني مستمعة جيدة، ثم افعلي ما يرضي الله، وقد أحسن من قال: (سرك من أرضاك ظاهره).

أما إذا كان ما يأمرك به من المعروف؛ فطاعته واجبة، وأرجو أن تعلمي أسباب كلامه الكثير حول النوم والدراسة، ونعتقد أنه يريد أن تكوني معه معظم الوقت، ونتمنى أن لا تقولي له دراستي أهم، ولكن قولي له: سوف ترى ما يسرك مني بعد الامتحان، وأنا أيضا مشتاقة إلى الحديث معك، وأنتظر اليوم الذي أكون فيه معك. ونحو هذا الكلام اللطيف الذي يشبع الرجل ويهدئ روعه.

ولا شك أن كل مسألة ينبغي أن تأخذ حجمها المناسب؛ فأعطي كل ذي حق حقه، وأشعريه أنه سوف يكون عونا لك على النجاح، وأن نجاحك للأسرة، وذكريه بأنك تشعرين بالسعادة عندما يهتم بك...، وإذا غضب زوجك؛ فسارعي في إرضائه حتى لو كان هو المخطئ، ثم عاتبيه بلطف بعد ذلك، ونحن كرجال نحرج جدا عندما تعتذر زوجاتنا لنا رغم أنهن غير مخطئات، فكوني ودودا عؤودا، وضعي يدك في يد زوجك إذا غضب، ورددي بلسان المؤمنة: لا أذوق غمضا حتى ترضى.

وكم تمنينا أن تعرف بناتنا والزوجات أن الرجل يعتذر بطريقة مختلفة، وكثرة الاتصال والسؤال نوع من الاعتذار، كما أن السؤال عن الاحتياجات لون من الاعتذار.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وتسلحي بالصبر، وأسسي حياتك على التوازن والموازنة بين الحقوق، واعلمي أن النجاح الفعلي الكامل يكون في شتى المجالات؛ فلا تطغى الدراسة على الأسرة، ولا يطغى حق الزوج على الصلاة -مثلا- وهكذا...

وقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، ونتمنى أن لا تجعلي ما يحصل سببا للخروج من حياته، أو سببا للتعكير لصفو الحياة، ونشرف نحن بمتابعة موضوعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مواد ذات صلة

الاستشارات