هل يعاني مريض الثلاسيميا نقصاً في الحديد؟

0 371

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر (20) سنة، علمت أنني مصابة بـ(الثلاسيميا) الصغرى خلال هذه السنة، بالإضافة إلى فقر الدم بنقص الحديد (نسبة الفريتين 17.7) وبدأت بتناول الحديد لمدة (3) أشهر، وتحسن مستوى الهيموجلوبين لدي من (9) إلى (11) ولكن -ومع شهر رمضان وعند الصيام- انخفض ثانيا إلى (8) ولقد قمت بجميع التحاليل الطبية من أجل معرفة السبب الذي يؤدي إلى نقص مستوى الحديد والهيموغلوبين لدي، وقمت بعمل صورة للرحم، وتحليل الكبد، وقدرة الأمعاء على الامتصاص، وجميعها جيدة -ولله الحمد-، وطلب مني الدكتور عمل منظار المعدة، بالرغم من أنني لا أحس بأي ألم في المعدة أو ما شابه، ولكن لم أعمل منظارا للمعدة بعد.

ما سبب الانخفاض السريع (شهر ونصف) للهيموجلوبين؟ مع العلم أنني أوقفت تناول مكملات الحديد بطلب من الطبيب بعد ما علمت أنني مصابة بـ(الثلاسيميا الصغرى) مع أنني أعاني نقصا في مخزون الحديد، فهل للصيام علاقة بذلك؛ لأنه في شهر رمضان ساءت حالتي أكثر، فلم أستطع إتمام (20) يوما المتبقية من رمضان، وطلب مني الطبيب إيقاف الصيام، أم هو شيء آخر؟

السؤال الآخر الذي يحيرني: لماذا أعاني نقصا في الحديد، مع أنني مصابة بـ(ثلاسيميا) لأن مريض الـ(ثلاسيميا) يكون لديه الحديد مرتفعا، ويأخذ دواء لتكسيره.

السؤال الثالث: هل للعين علاقة بالأمراض العضوية كفقر الدم؟ لأنني -وقبل خمسة أشهر- كنت في صحة جيدة، وأمارس رياضة (التاكواندو) وأنا متفوقة فيها، لكن وبسرعة انقلب كل شيء، فأصبحت أعاني من المرض، وانقطعت عن الدراسة، وعن كل شيء.

أرجوكم أفيدوني، واعذروني على الإطالة، وشفى الله مرضانا ومرضى المسلمين. آمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rihab حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المهم لمريض (الثلاسيميا) معرفة طبيعة المرض؛ حتى يمكن التعامل معه بطريقة علمية، والسبب وجود طفرة جينية في الحمض النووي للخلايا المكونة للهيموجلوبين، وتنتقل هذه الطفرة وراثيا من الآباء إلى الأبناء، ويؤدي حدوث تلك الطفرات الجينية إلى تعطيل إنتاج الهيموجلوبين الطبيعي (Hemoglobin A) وبالتالي فإن انخفاض مستويات الهيموجلوبين، وارتفاع معدل تلف خلايا الدم الحمراء يؤدي إلى ظهور أعراض فقر الدم.

الهيموجلوبين الطبيعي يتكون من سلسلتين من النوع (بيتا) وتورث كل سلسلة من أحد الأبوين، وحسب عدد السلاسل التي يحدث فيها الاضطراب تنقسم حالات الإصابة إلى قسمين:

1- الثلاسيميا الصغرى: وتحدث بسبب حصول اعتلال في إحدى السلاسل الجينية فقط، ولا يعاني المصاب بأعراض ظاهرة سوى فقر دم بسيط يظهر أثناء التحاليل الروتينية للدم.
2- الثلاسيميا الكبرى: في هذه الحالة يحدث خلل في سلسلتي (بيتا) الجينية، ويعاني المصاب أعراض فقر دم شديدة، وتشوها في العظام، وتضخما في الطحال، ويكون بحاجة إلى نقل الدم بشكل منتظم؛ ليتمكن من الحياة بشكل طبيعي، ولا تظهر هذه الأعراض عند ولادة الطفل؛ ولكن تبدأ في الظهور خلال العامين الأولين من العمر.

المستوى الطبيعي لنسبة الفريتين (serum ferritin) هو (11) إلى (307) ولذلك لا يوجد نقص لديك في تلك النسبة، وفقر الدم لديك ليس بسبب نقص الحديد؛ لأن نسبته طبيعية، ولكن بسبب عدم قدرة الجسم على صنع هيموجلوبين طبيعي، ولا يصح تناول الحديد أو أي مكملات غذائية تحتوي على الحديد، ونسبة فقر الدم في الثلاسيميا الصغرى مقبولة، ولا خطورة منها، ولكن من المهم للغاية الفحص ما قبل الزواج، وعدم الزواج من ابن العم أو الخال أو الأقارب إلا بعد الفحص ما قبل الزواج؛ حتى لا يتم إنجاب أطفال لديهم نفس المرض، أو الثلاسيميا الكبرى.

مع ضرورة اتباع نظام غذائي صحي متوازن، يحتوي على كثير من الأطعمة المغذية التي تمدك بالطاقة اللازمة، وكذلك قد يوصي طبيبك بأخذ حمض الفوليك؛ لمساعدة الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وينصح بتناول الكالسيوم وفيتامين (د) للحفاظ على صحة العظام.

مع ضرورة تجنب العدوى بغسل اليدين بالماء والصابون بصفة متكررة، ويفضل استعمال نوع من المطهر لسهولة ذلك، وتجنب الاحتكاك بالمرضى، مع ضرورة أخذ لقاح الأنفلونزا السنوي، والحمى الشوكية، والالتهاب الرئوي، والتهاب الكبد (ب).

ما يرتفع ليس الهيموجلوبين الطبيعي، ولكن يرتفع النوع إف (Haemoglobin F) وبالتالي لا تكون كرات دم حمراء طبيعية، ويتكسر سريعا بمعرفة المناعة.

فقر الدم يؤثر على حدة الإبصار، ولكن ليس للدرجة التي تغير من قوة الإبصار في فترة قريبة، ومن المهم المحافظة على العين من خلال تناول فيتامين (A & C) في عصائر الحمضيات، والجزر، والطماطم، وعدم إرهاق العين على اللاب والجوالات.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات