السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة، أبلغ من العمر 19 سنة، منذ أن كان عمري 15 سنة أصبت بغازات شديدة لا أستطيع التحكم بها، بحيث تكون كميتها كبيرة، ولا أستطيع منعها، فسببت لي انعزالي عن الناس، فهذه الغازات لا تكون عند تناول طعام معين فأقوم باجتنابه، أو تهدأ في يوم، فهي مستمرة كل يوم، وطوال تلك السنوات راجعت الأطباء، وأخذت أدوية كثيرة، ولكن دون جدوى، فأخبرتني امرأة لها خبرة في الرقية أن ما يحدث معي بسبب تسلط الجن.
سؤالي: هل فعلا ما يحدث معي قد يكون بسبب الجن؟ وكيف أتخلص من تسلطه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنني أشعر بمعاناتك الشديدة، والإحراج الذي تسببه لك هذه الغازات، والتي جعلتك تعتزلين مخالطة الناس، وردا على استشارتك أقول:
أولا: هذا نوع من الابتلاء، فالله يبتلي من شاء من عباده بما شاء، فهذا مبتلى بماله، وهذا بأولاده، وهذا بزوجه، وهذا بصحته، وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بأنه (ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله).
ثانيا: ما أنت فيه أمر مقدر عليك من قبل أن يخلقك الله، وما يجري في هذا الكون كله يسير وفق قضاء الله وقدره، قال الله تعالى:(إنا كل شيء خلقناه بقدر)، وقال عليه الصلاة والسلام: (خلق الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، فعليك بالصبر والرضا بقدر الله، وإياك أن تتسخطي، يقول عليه الصلاة والسلام: (إن عظم الأجر مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).
ثالثا: قد لا تكون هذه الغازات ناتجة عن بعض المأكولات، ولكنها قد تكون بسبب بعض الأحماض التي تفرز في المعدة، أو غيرها، فعليك أن تزوري طبيبا اختصاصيا في الجهاز الهضمي، وإن لزم أكثر من طبيب.
رابعا: في حال كان تقرير الأطباء أن كل شيء على ما يرام؛ فحينئذ كوني على يقين أن هذا بسبب مس شيطاني، فقد رأيت شابا كان فيه مس، وكان يعاني مما تعانيه، فعليك أن تخضعي لرقية مكثفة عند شخص أمين، وقد تحتاجين لوقت.
خامسا: أكثري من رقية نفسك بنفسك بما تيسر من القرآن، وخاصة المعوذات، والفاتحة، وآية الكرسي، وأواخر البقرة، فالقرآن كله شفاء، كما قال الله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ۙ ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)، وكذلك بما ورد في السنة النبوية، ومنها أن تضعي يدك على بطنك وتقولين (أعوذ بالله وعزته وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) سبع مرات.
سادسا: اشربي ماء زمزم بنية الشفاء مما تعانين، فقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام:( زمزم لما شرب له).
سابعا: تضرعي بالدعاء وأنت ساجدة وفي الثلث الأخير من الليل أن يشفيك ويذهب عنك ما تجدين، وكوني موقنة بالإجابة، قال تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
ثامنا: تصدقي بنية الشفاء كما قال عليه الصلاة والسلام: (داووا مرضاكم بالصدقة).
تاسعا: داومي على الاستغفار، والصلاة والسلام على نبينا عليه الصلاة والسلام، فهما من أسباب تفريج الكروب والهموم، ففي الحديث الصحيح: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال للذي قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكف همك).
عاشرا: لا تعط الموضوع أكبر من حجمه، ولا تجعليه يسيطر على تفكيرك ويغير حياتك، وكوني على يقين أن الله سيعافيك.
أسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يذهب عنك ما تجدين إنه سميع مجيب.