السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا حديثة العهد بالزواج، ومشكلتي أن زوجي لا يحبني، وتأكدت من ذلك عندما سألته، واليوم طلبت منه أن أذهب إلى بيت أبي، وأننا يجب أن ننفصل؛ لأنني لا أريد إرغامه على حبي، فما كان منه إلا القول: اذهبي.
أنا متذمرة كثيرا، وأشعر أنني سأموت، مع العلم أني تزوجت به زواجا تقليديا، ومدة خطوبتنا (5) أشهر، وأنا في الشهر الأول من الزواج، ومع ذلك أصبحت أحبه كثيرا، حتى أني لا أستطيع أن أصدق فكرة الابتعاد عنه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سكينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونتمنى أن لا تستعجلي الذهاب إلى أهلك؛ حتى لا يتسع الخرق، ويتدخل الأهل من عم وخال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يحقق لك معه الآمال.
السؤال لم يكن صحيحا، والإجابة كذلك لم تكن موفقة، ونتمنى أن تظلي في بيتك، وتكتبي إلينا بنوع التغير الذي لاحظته مع ضرورة البحث عن الأسباب، وربما كنت جزءا من الإشكال، فاكتبي لموقعك، واطلبي من شئت من المستشارين أو المستشارات، ولك أن تطلبي حجب الاستشارة إذا كنت ستتكلمين عن الخصوصيات، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يرفعك عنده درجات.
وأرجو أن تعلمي أن المدة المذكورة غير كافية للحكم، وأن الحياة الزوجية تبدأ بالتعارف، ثم بالتأقلم والتنازل؛ ليكون الملتقى في المنتصف، وقبل ذلك الفهم للنفسيات والتفاهم، ثم يأتي التعاون والتآلف، وصولا إلى التوافق، وكل مرحلة تحتاج إلى وقت، والمدة التي تريدين ترك المنزل بعدها هي مرحلة التعارف التي نزعم أنها لم تكتمل، فتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا ولا لك الاستقرار والسعادة، واعلمي أنه لن يفرح بالطلاق سوى عدونا الشيطان.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالاقتراب من زوجك، والدخول إلى حياته، ومشاركته في الاهتمام بهواياته، وفهم ما في نفسه، وعليك بكثرة الدعاء، وتسلحي بالصبر؛ فإن العاقبة لأهله، ولا تأخذي كلامه على إطلاقه، ولا تلحي في طلب الطلاق.
نكرر الترحيب بك، ونحذرك من الاستعجال، والخروج من حياة رجل اختارك من بين النساء، والأهم من ذلك أن له مكانة في نفسك، وتذكري أن قلب زوجك وقلوب العباد بين أصابع الرحمن؛ يقلبها ويصرفها سبحانه.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية، وننتظر التوضيح، ونتمنى أن تشجعي زوجك للكتابة إلينا؛ حتى يسمع التوجيه من آبائه وإخوانه، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الذنوب.