السؤال
السلام عليكم.
دكتورنا الغالي: الوالد والوالدة لا يعانون من السكر، وأنا أستخدم دواء (كونكور) و(زيروكسات) وكنت سابقا أعاني من الكوليسترول والدهون الثلاثية، لكن بفضل الحمية والمشي شفيت منها.
قبل (6) أشهر تم تحليلي صائما، ووجدته (100) وبعد ساعتين (130) والتراكمي (6) وبعد ثلاثة أشهر تم تحليل صائم، ووجدته (90) وبعد ساعتين (120) والتراكمي (5) بوينت (7).
في أحد الأيام تناولت فطور(سيرلاك بالقمح) للأطفال بكمية قليلة عند الساعة (9) صباحا، ثم عدت للنوم، واستيقظت الساعة (4) عصرا، وأيضا تناولت سيرلاك بالقمح بكمية قليلة، وبعدها بساعة تقريبا تناولت غداء عبارة عن رز، وبطاطس مقلي مع الدجاج، وعند الساعة ال (5) والنصف ذهبت لمختبر المستشفى، وعملت تحليلا للتراكمي، ووجدته (5) بوينت (9) والسكر العشوائي (205) فطلب مني طبيب الطوارئ عمل تحليل صائم، وبعد الأكل بساعتين، وصباحا عملت تحليل صائم (95) وبعد ساعتين (125) فأخبرني أنه لا يوجد لدي سكر (قبل شهر تقريبا).
أمس قمت بتحليل التراكمي (5)، وبوينت (7)، وصائما (95)، وبعد ساعتين (175).
أرجوك -يا دكتور- هل أعاني من السكر؟ مع العلم أن أكلي قليل جدا، وهل أحتاج أن أعيد تحليل الصائم وبعد ساعتين؟ وهل العسل الأصلي وورق الزيتون، والقرفة، والحلبة مناسبة لمرضى السكر؟ وما رأيك بالسكر الذي يباع بالصيدليات المخصص لمرضى السكر؟
آخر سؤال:
لي عدة سنوات أفطر (سيرلاك بالقمح) أخلطه بماء فاتر (للأطفال) فهل يوجد به سكريات؟
أرجو الإفادة -يا دكتور- عاجلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حسب نتائج التحاليل الواردة في الاستشارة فإنك لا تعاني من الداء السكري، وإن النتائج تعتبر طبيعية -والحمد لله- وإليك لمحة موجزة عن الداء السكري:
الداء السكري هو من أكثر الأمراض شيوعا في العالم العربي، وإن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، أو الذين لديهم بدانة هم أكثر عرضة للإصابة بالداء السكري من غيرهم، وهؤلاء من الأفضل لديهم مراقبة سكر الدم كل فترة ستة شهور تقريبا؛ للتأكد من عدم الإصابة.
والخلل الرئيسي في الداء السكري هي إما بنقص الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن حرق السكر في الدم، أو بعدم استجابة الجسم لهذا الهرمون.
أنواع الداء السكري:
الداء السكري نمط (1): ويسمى أيضا السكري الشبابي، ويحدث عادة قبل سن الأربعين، وفي هذه الحالة يكون الخلل في إفراز الأنسولين في الجسم، وهذا يترافق عادة مع أعراض شديدة من زيادة سكر الدم، وقد يسبب ما يسمى بالاحمضاض الكيتوني؛ حيث يرتفع سكر الدم لأرقام عالية، وبصورة مفاجئة، وهذا النوع من السكري يعالج فقط بالأنسولين دون البدء بالعلاج بالأدوية الفموية.
الداء السكري نمط (2): وهذا النوع عادة يصيب كبار السن، ويظهر خاصة عند البدينين، وفي هذه الحالة يكون هناك خلل في استجابة الجسم للأنسولين، أو نقص في إفراز الأنسولين من البنكرياس، وعلاج هذه الحالة يكون بالاعتماد على الحمية بالدرجة الأولى، والعلاج بالأدوية الفموية بداية، ومن ثم الانتقال للعلاج بالأنسولين.
أهم أعراض الداء السكري:
زيادة العطش، وتكرر التبول، ونقص الوزن غير المبرر، وتشوش الرؤية، وزيادة الشعور بالجوع،
و-كما ذكرنا في حالة الداء السكري النمط الأول- حدوث حالات الاحمضاض الكيتوني، والتي تؤدي للتعب العام وتسرع التنفس، وتغير رائحة الفم والنفس -وهي عادة حالة إسعافية، وتحتاج للعلاج في المشفى.
تشخيص الداء السكري:
ويكون بتحليل سكر الدم، إما بعد صيام (6) ساعات، فإن كان عيار السكر أكثر من (120) ملغ في (100) ملليتر؛ فهذا يثبت التشخيص بالإصابة بالسكري، أو بعد وجبة الطعام بساعتين، فإن كان عيار السكر أكثر من (180 – 200) ملغ / ملليتر؛ فهذا أيضا يثبت التشخيص.
وأهم النصائح في الداء السكري: هي بمحاولة ضبط الحمية بالاعتماد أكثر على الخضار المطبوخة، والتخفيف من السكريات، والدهون، والدسم، وتناول كمية معتدلة من البروتينات، وممارسة الرياضة اليومية -إن أمكن- والالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب؛ لأن ضبط أرقام السكر في الدم بصورة جيدة يؤدي لتأخير مضاعفات الداء السكري، أو عدم حدوثها بإذن الله.
بالنسبة للمحليات الاصطناعية، فإنه لا ينصح باستعمالها إلا عند الإصابة بالداء السكري، وعوضا عن استعمالها ينصح باتباع الحمية قليلة السكر، وبالنسبة للسيريلاك فهو يحتوي على السكريات، ولكن ليس بالنسب العالية.
نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.