ما هي مضاعفات وآثار اتساع المهبل بعد الولادة على العلاقة الزوجية؟

0 458

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتورة الفاضلة: رغدة عكاشة، لدي أسئلة تحيرني، ورغم أنها محرجة جدا لكني فضلت أن أسألك عنها، فأنت الصدر الرحب لنا، وأعتذر عن فظاظتها.

لماذا الرجال الشرقيون يعانون دوما ويشتكون من اتساع مهبل الزوجة بعد الولادة؟ رغم أن الرجل يتزوج زوجته وهي عذراء، بعكس الأجانب الذين يتزوجون فتيات لهن علاقات محرمة قبل الزواج، مما يزيد الاتساع لديهن بعد الولادة، ومع ذلك نجد حياتهم الجنسية والزوجية سعيدة، وبلا مشاكل، ولا يركزون على هذه النقطة، فما السبب؟ وما الذي يميزهم عن العرب والمسلمين؟ وماذا يستعملون؟ وماذا تفعلن النساء بعد الولادة لتستمر أجسامهن متناسقة وكأنهن لم يحملن، ولم يلدن؟ ما السر وراء ذلك؟

وبما أن كثيرا ما يحدث التئام خاطىء لجرح الولادة، مما يجعل النساء يلدن بعدها دون الحاجة للخياطة، فهل تنصحين بعملية ترميم المهبل والعجان لمن لديهن طفل أو طفلان لتلد بعدها بالقيصرية، أم لا؟

أمهاتنا الأوائل لم يجرين تلك العمليات، وتمتعن بحياة أسرية سعيدة، وربين أجيالا، وحتى الصحابيات زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-، لا أعتقد أن أحدا كان يهتم بهذه المواضيع، أو يركز عليها للدرجة المشاهدة في زماننا!

فهل البحث عن تضييق المهبل تخلف من الزوج أو عقدة لدى الزوجة؟ وهل هناك ما يمكن القيام به طبيعيا للحد من اتساع المهبل بعد الولادة، كعلاج الالتهابات، وتمارين كيجل، بمعنى هل توجد أشياء أخرى تساعد؟ وأرجو أن تبيني لنا أخطار القرض والشبة وغيرها من الوصفات التي تتبادلها النساء في المنتديات.

اعذري فضولي، لكنني فضلت أن أبحث عن الجواب الشافي من أهل الحكمة والمعرفة في موقعي المفضل إسلام ويب، وجزاكم الله عنا خيرا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الطبيعي أن يحدث توسع في فتحة الفرج وجوف المهبل بعد الولادة الطبيعية, وكلما زاد عدد الولادات كلما زاد هذا التوسع، وهذا يحدث عند كل أمرأة، ومن أي جنسية كانت، وليس عند نسائنا الشرقيات فقط, فليس هنالك فرق في سعة المهبل بين امرأة في أمريكا ولدت ولادتين طبيعيتين، وبين امرأة في الشرق ولدت أيضا ولادتين طبيعيتن، هذا الفرق غير موجود إلا في أفكارنا وتخيلاتنا فقط, وصدقيني ليست هنالك أية وصفات أو أدوية تستخدمها النساء في الغرب لهذا الهدف.

لكن ما أود أن أؤكد عليه هو أن حدوث بعض التوسع في المهبل بعد الولادة الطبيعية لا يعني بأن هذا التوسع سيغير أو سيؤثر حتما على العلاقة الزوجية، ولا أنه سيقلل من استمتاع الرجل بها، ولو نظرنا إلى الأجيال السابقة -كما ذكرت أنت- لوجدنا بأن مثل هذه الشكاوى لم تكن موجودة أو بمثل هذا الحجم؛ لأن نظرتهم للعلاقة الزوجية بل ولكل شيء في هذه الحياة، كان فيها الكثير من الرضا والقناعة, فالأمر -يا عزيزتي- في مثل هذا الموضوع، ليس عدم استمتاع, بل هو عدم قناعة ليس إلا, فمع حدوث تقدم في كل شيء في هذا الزمن, بما في ذلك مجال الطب, أصبح بالإمكان عمل جراحات تجميلية في الفرج والمهبل كما في باقي الجسم، ومثل هذه الجراحات وجدت أصلا لمعالجة الحالات المرضية من التوسع, وليس من أجل الحالات الطبيعية من التوسع, لكن وبسبب إساءة الاستخدام، فإن الكثيرات أصبحن يلجأن إلى مثل هذه العمليات لمجرد الرغبة في إعادة الزمن إلى الوراء أو لإرضاء الزوج، لكن ليس بسبب حاجة طبية.

والنصيحة التي أقدمها لأخواتي وبناتي السائلات هي التالي:
إن لم يكن هنالك توسع مرضي في المهبل يسبب لها مشاكل صحية، كسلس البول أو صعوبة التبرز أو الهبوط أو غير ذلك؛ فالأفضل عدم اللجوء للجراحة لتضييق المهبل بهدف زيادة المتعة خلال الجماع فقط, وذلك لعدة أسباب:

1- أن الجراحة والتخدير تحمل معها احتمال حدوث مشاكل خلال وبعد العملية.
2- أن عمل تضييق للمهبل بدون سبب طبي قد يسبب الألم للسيدة خلال الجماع في مكان الندبات التي تشكلت مكان الجراحة، وهذا الألم سيفقدها التجاوب والمتعة في العلاقة, مما قد ينعكس سلبا على علاقتها بزوجها, فتأتي النتائج لكل من الزوجين بعكس المتوقع تماما.
3- أن المتعة الجنسية خلال العلاقة الزوجية تأتي من عدة عوامل، وليس فقط من حجم المهبل, ولعل على رأس هذه العوامل هو وجود ما يكفي من مشاعر الحب والألفة والتفاهم بين الزوجين.
4- قد لا تتمكن السيدة بعد التضييق من الولادة بشكل طبيعي، وقد يلزم أحيانا عمل عملية قيصرية لتفادي حدوث تمزقات في المهبل؛ بسبب فقدان مرونته من الندبات التي تركتها عملية التضيق.

وليس صحيحا -يا ابنتي- بأن الرجل الشرقي فقط يهتم دائما بمثل هذه الأمور, ولا يجوز التعميم, بل على العكس فإن الكثير من رجالنا وشبابنا هم أنضج بكثير مما يشاع عنهم، فكثير ممن نشاهدهم في العيادات مرافقين لزوجاتهم, هم أزواج محبون ومخلصون, وآباء حنونون ومعطاؤون, ما يهمهم أولا وأخيرا هو صحة أطفالهم وزوجاتهم قبل وبعد الولادة.

ولا أنصح النساء باستخدام أي من الخلطات الطبيعية في جوف المهبل لأي سبب؛ فهذه الخلطات قد تسبب الحساسية والأكزيما والالتهابات، وأحيانا تكون التهابات من نوع خطر, كما أن كل ما يشاع عنه من مركبات ومواد بهدف تضييق المهبل لا يفيد، وإن أفاد فإن الفائدة ستكون قليلة جدا ومؤقتة، ستزول بعد التوقف عن الاستخدام, ولا تبقى إلا الأضرار.

نسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات