أحد أقاربي أصيب بعين جلسائه فضعفت ذاكرته.. كيف أساعده؟

0 200

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله عنا خيرا، وبارك في جهودكم، وجعل الفردوس الأعلى من الجنة مثواكم على ما تقدمونه وتبذلونه من جهود، هذا أولا.

ثانيا: أنا شاب أعاني من مشاكل كثيرة في كثير من النواحي (الدينية والاجتماعية والدنيوية والنفسية والعائلية..إلخ) لعلي أعرضها عليكم شيئا فشيئا؛ فإنه يصعب علي أن أكتب جميع مشكلاتي في استفسار واحد، والله المستعان.

سؤالي: أنا أتهم أشخاصا بأنهم عانوا -أصابوا بالعين- أحد أعز أقاربي، وأكاد أجزم بذلك؛ لأنهم دائما يتكلمون عن قوة ذاكرته، فلا يكاد يأتي ذكره إلا ويصفونه بقوة الذاكرة والذكاء ونحو ذلك، ومما غلب الظن عندي أن قريبي منذ أن أكثر مجالستهم بدأت ذاكرته تضعف ضعفا كبيرا، وبدأ ينسى كثيرا، حتى أنه الآن لا يستطيع أن يصلي وحده؛ لأنه لا يحسن الصلاة -شفاه الله وعافاه، ونسألكم أن تدعوا له-، وأنا في مجتمع لم يعتد على الاستغسال -طلب الاغتسال-، وأخشى أن يغضب أهل هذا المجلس إذا طلبت منهم الاغتسال فلا أجرؤ على طلبه منهم، وإذا نظرت إلى حال أعز إنسان من أقاربي أشعر بأنني مذنب في حقه لعلمي بما ينفعه من طلب الاغتسال وإحجامي عن طلبه حياء من الناس، فماذا علي أن أفعل في هذه الحالة؟ علما أنهم قرابة خمسة أشخاص، وهم أكبر مني بكثير، إذ أنهم يقربون من سن والدي، ولو سألت بطريقة أخرى فقلت: هل علي إثم إذا لم أطلب منهم الاغتسال؟ وكيف أساعد أقرب الناس وأعزهم عندي؟

أفتونا مأجورين بإذن الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبيد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يجزيك عن صاحبك خيرا، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل-؛ فإذا كنت تتحرج من أن يغتسل هؤلاء لأخيك الذي تتوقع أنهم قد أصابوه بالعين، وأن لديك من القرائن ما يقوي لديك هذه الفكرة، فأقول: هناك بدائل كثيرة، على الأقل من الممكن أن تحضر شيئا من الماء وليغسلوا أيديهم فيه قبل تناول القهوة مثلا، فأنت تعلم أن هذه من عادات العرب، أنهم يحضرون قدرا به قدر من الماء بسيط، كل منهم يغسل أطراف أصابعه قبل أن يأكل التمر، فأنت من الممكن أن تفعل ذلك -بارك الله فيك- وأن يغسلوا أيديهم فيه، وهذا جزء مما لامس بدنهم؛ لأن العلماء قالوا: إذا لم يتمكن الإنسان من أن يطلب الاغتسال من هذا العائن، فمن الممكن أن يكون بأي شيء من أثره، فهذا من الممكن -بإذن الله تعالى- أن يفيدك وأن ينفعك.

كذلك أيضا لو أن هناك عزيمة ودعوتهم إليها، ثم جئت أنت بالماء لتصب على أيديهم ليغسلوا أيديهم أمامك قبل الأكل، أيضا كعادة الناس على اعتبار أنها من السنة، وبذلك يكونون قد غسلوا أيديهم بكمية من الماء، تستطيع أن ترمي بها على ظهر صاحبك من قبل قفاه دون أن يشعر فتخرج العين بإذن الله تعالى.

إذا عملية الاغتسال أرى أنها مسألة سهلة، وأنها ليست صعبة، ما داموا هم أهل المجلس الذي تعرفه أنت - وهم كبار سن - ويتعذر عليك أو عليهم أن يتكلم معهم في خصوص الحسد، فمن الممكن - كما ذكرت لك - أن تأتيهم بالماء، وأن تأخذه بيدك أنت، وأن تجعله يدور عليهم، وأن يغسلوا أيديهم، ثم بعد ذلك يبدؤون في الفوالة -كما تعرف- ويكون هناك قدر من الماء تأخذه وتصبه على رأس أخيك من قبل قفاه - من ظهره - دون أن يكون على علم بذلك؛ لأن هذه الفزعة هي التي ستخرج العين من جسده -بإذن الله تعالى- .

إذا لم يتيسر ذلك فليس أمامكم إلا الرقية الشرعية، والرقية الشرعية أيضا هي نوع من العلاج الناجع.

فأنا أرى -بارك الله فيك- إذا لم يتيسر الغسل والاغتسال من العائن تبقى مسألة الرقية الشرعية والدعاء، مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأبشر بفرج من الله قريب.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات