أوقفت الدواء فاضطربت حياتي وأتتني أعراض مختلفة

0 117

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أطمئن على حالتي، لقد كنت أستخدم السيروكسات (30) ملج لمدة (8) أشهر، وأوقفت العلاج بناء على طلب الطبيب، وعلى التدريج، ومرت مدة (10) أشهر حتى الآن من تركي للدواء، والآن حياتي مضطربة؛ خمول، وكسل شديد، صعوبة تركيز، وملل، وبعض الأحيان وساوس، وعدم تناسق أفكار، وتحقير للذات أحيانا، صعوبة عمل أبسط الأشياء، وكثرة النوم، وعدم الإحساس بالمشاعر تقريبا أو عدم المسؤولية (تبلد)، وقلة انتباه وسرحان.

حين تركي للسيروكسات شعرت بأنني اختلفت تماما عن نفسي، وكنت أخرج عن الواقع في بعض الأحيان، وخاصة عندما أجاهد نفسي في عمل معين، مثل: قراءة القرآن أو صلاة النوافل، وذلك سبب لي نوعا من الخوف والاستسلام، وتجنبي لفكرة الأدوية النفسية، ولا أدري كيف أستعيد نفسي وقدراتي السابقة؟ لأن بعد استخدامي للدواء شعرت أنه أثر علي سلبيا، وجعلني أشعر بأنني مريض، علما بأنني كنت متفوقا في دراستي وحياتي الاجتماعية، وكنت أساعد الناس في حل مشاكلهم، وكنت سريع البديهة، محبا للتعلم.

هذه المشكلة أثرت في حياتي، وجعلتني أغير مسارها بالكامل، أرجو أن أجد الحل المفيد بدون أدوية. علما بأنني كنت أحضر جلسات السلوكي المعرفي في الخارج، وكان يسمى (Generalized Anxiety Disorder) وجزاكم الله كل خير لما تقومون به من مساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الـ (Generalized Anxiety Disorder) هو اضطراب القلق العام، ويختصر في (GAD)، أما العلاج السلوكي المعرفي فهو ما يعرف اختصارا (CBT) أو يعرف باسم (Cognitive Behavior Therapy) فلا أدري إن كنت تعني أن تشخيصك هو (GAD) -أي اضطراب القلق العام- وأخذت له علاجا سلوكيا معرفيا في الخارج فهذا شيء مختلف. هذا من ناحية.

أما من ناحية كلامك عن الـ (زيروكسات Seroxat) وما تركه من أثر سلبي. الزيروكسات هو من أدوية الـ (SSRIS) أو الأدوية التي تزيد تركيز الـ (سيروتونين Serotonin) في مخ الإنسان، وهو بصفة خاصة مضاد للاكتئاب، ولكنه يساعد كثيرا في أعراض القلق، إلا أن له بعض الأعراض الانسحابية إذا تم التوقف عنه فجأة، أما إذا تم التوقف من تناوله بالتدريج فإن الأعراض الانسحابية عادة تختفي. هذا من ناحية ثانية.

من ناحية ثالثة: كل هذه الأدوية هي مواد كيميائية غريبة عن الجسم، والجسم عادة يفرزها عن طريق البول، فأي توقف عن استعمال الدواء يتم التخلص منه نهائيا ولا يترك آثارا في جسم الإنسان. أما ما ذكرته فهو عامل نفسي محض، فكثير من الناس عندما يستخدمون الأدوية النفسية يشعرون بأنها أثرت عليهم، ويودون لو أنهم تغلبوا على مشاكلهم دون أدوية، واستعمال الأدوية النفسية يعني أنهم ضعفاء، وهلم جرا.

الأخ الكريم: ما تعاني منه من انعدام الثقة بالنفس وكل الأشياء التي ذكرتها هي فعلا أشياء في مجملها أعراض قلق وتوتر نفسي، وأنت -يا ابني- في عمر الواحد والعشرين، وهي نعتبرها في طور ومرحلة المراهقة، تتجاذب الشخص فيها أفكار متعددة، وعواطف مضطربة، وأحيانا صراعات نفسية.

وإذا كنت لا تريد أن تتعالج بالحبوب فلا غضاضة في ذلك، فإنني لا أرى أن هناك أعراضا نفسية شديدة تتطلب العلاج الدوائي، وأرى أنه قد يفيد علاج نفسي داعم، وليس علاجا سلوكيا معرفيا، تحتاج إلى جلسات نفسية لشخص يساعدك في التأقلم أو التغلب على مشاكلك الحياتية، ويعلمك كيفية الاسترخاء، وكيفية التعامل مع الصعاب في الحياة، ومواجهة المشاعر السلبية، وتقوية الذات، وتقوية الإرادة - وهلم جرا-.

العلاج السلوكي المعرفي عادة يكون مفيدا في حالات الوسواس القهري، وفي حالات الاكتئاب النفسي الشديد، ولكن هذه الأعراض تحتاج إلى علاج نفسي داعم، جلسات نفسية يستمع إليك فيها المعالج، يتم إرشادك، يأخذ بيدك ويوجهك التوجيه الصحيح.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات