السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 20 سنة، عانيت قبلا من وسواس الطهارة، ثم شفيت منه، ثم عاد إلي هذا الوسواس لكن بصورة أقل -والحمد لله-، وكذلك وساوس في العقيدة والدين، والآن أعاني جدا في الصلاة، فمنذ عرفت أن نطق الضاد ظاء في الصلاة لن تقبل وهي باطلة، أصبحت كلما قرأت الفاتحة توقفت عند الكلمات التي فيها حرف الضاد، وأظل أكرر الآية عشرات المرات، فصرت لا أشعر بتاتا بالصلاة، ولا أشعر بشيء.
كنت قد تواصلت معكم من قبل، وأخبرتكم أنني لا أشعر بعباداتي، ونصحتموني بأن أعمل رقية شرعية، أنا لم أعملها بعد، لكنني سأفعلها قريبا -إن شاء الله-، ساعدوني، فقد كنت مؤمنة وكنت مطمئنة بالله، أما الآن فكأن أحدا وضع شيئا على بصري وبصيرتي، ساعدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lydia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
أنا أعترف تماما أن الوساوس خاصة حين تكون متعلقة بأمور الدين ومستحوذة على فكر الإنسان، تسبب له الكثير من الجراحات والألم النفسي، لكن البشرى هي أن الوساوس يمكن علاجها إذا قام الشخص بمواجهتها بجدية كاملة.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أريدك ألا تتركي نفسك لوحدها يتلاعب بها الشيطان، أحد أدوات الشيطان هي أن يقنع الإنسان أن يعالج الوساوس بطريقة جزئية، وأنها ليست مرضا، وأن يجعل الإنسان وحيدا، وألا يستعين -بعد الله تعالى- بأصحاب الخبرة والمعرفة.
انطلاقا من ذلك أقول لك: اذهبي وقابلي الطبيب النفسي، وسوف تجدين مساعدة كبيرة، وفي ذات الوقت يجب أن تكون هنالك مؤازرة ومساندة من قبل الداعيات، أنا متأكد، هنالك الكثير من النساء الصالحات في مجتمعك، تواصلي معهن، واحرصي على أن تحضري المحاضرات الدعوية، وأن تسترشدي استرشادا مباشرا من إحدى الداعيات؛ لأن ذلك سوف يكون سندا لك ومحفزا لك.
وأمر الصلاة - أيتها الفاضلة الكريمة – هو على رأس الأمر، فلا تكاسل، ولا تقاعس، ولا تبرير أبدا بأن لا يصلي الإنسان صلاته في وقتها.
عملية نطق الحرف وخلافه يجب ألا تكون معيقة لك في هذا السياق. لا بد أن تقومي بالرقية الشرعية، ولا بد أن تتواصلي مع إحدى الداعيات كما ذكرت لك، اجعلي لنفسك برامج حياتية فعالة تنجزين من خلالها ما تريدينه في هذه الحياة، وهذا من أهم سبل صرف الانتباه، الوسواس ينمو ويعشعش مع الفراغ.
أيتها الفاضلة الكريمة، تناول أحد الأدوية المضادة للوساوس سيكون مفيدا ومفيدا جدا بالنسبة لك، وحين تتواصلين مع الطبيب النفسي -إن شاء الله تعالى- سوف يقوم بوصف أحد هذه الأدوية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
-----------------------------
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-،
وتليها إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
-----------------------------
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نصيحتنا لك – وهي نصيحة من يريد لك الخير ويتمنى لك السعادة، ويريد لك الراحة ونبذ المشقة والعناء – نصيحتنا هي: أن تعرضي عن هذه الوساوس إعراضا كليا، فلا تعبئي بها، ولا تلتفتي إليها، وكوني على ثقة من أن هذا الدواء هو دواؤها الناجع القاطع لها -بإذن الله-، وقد جربه قبلك الموفقون فانتفعوا به، فإذا صبرت على هذا فستذهب عنك هذه الوساوس عن قريب -بإذن الله-.
ومما يعينك على هذا: أن تعلمي يقينا بأن الله تعالى لا يحب منك اتباع هذه الوساوس والعمل بمقتضاها، وأن هذه الوساوس إنما هي خطوات الشيطان يدعوك إليها ليبغض العبادة إليك، ويثقلها على نفسك، فيصدك بذلك عن ذكر الله وعن الصلاة، ودين الله تعالى يسر لا عسر فيه، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بعثت بالحنيفية السمحة) ومن مظاهر السماحة والتيسير في هذا الدين ما شرعه الله تعالى لمن ابتلي بالوسوسة من الإعراض عن الوساوس وعدم العمل بمقتضاها، فأعرضي عنها تسلمي من شرها -بإذن الله-.
وما ذكرتيه من عدم التفريق في قراءتك بين الضاد والظاء، لا حرج عليك فيه، حتى يمن الله تعالى عليك بالشفاء، وقد قال كثير من العلماء بأن التفريق بينهما قد يعسر على بعض الناس، ومن ثم يتسامح فيه، فاعملي بهذا القول حتى يمن الله تعالى عليك بالشفاء.
نسأل الله تعالى لك عاجل العافية.