السؤال
السلام عليكم
سيدي الفاضل/ د. محمد عبد العليم، أود أن أشكرك على كل الجهود التي تقوم بها، فجزاك الله خيرا.
أنا صاحب الاستشارة رقم: (2287796)، وأود أن أحيطك علما أني اتبعت كل ما أوصيتني به، والحمد لله، فقد تخلصت من حالة عدم الاتزان، خصوصا بعد تناولي دواء (سوليبيريد).
الآن هناك مشكلة، وهي أني في البارحة كنت في قاعة المحاضرات، وقبل انتهاء الحصة أصابني غثيان قوي ومفاجئ، ومصحوب بالدوخة، ثم أصابني خوف وقلق من الاستفراغ أمام الكل! وقد صبرت حتى انتهاء الحصة، ثم زالت الحالة بعد 30 دقيقة.
أريد أن أعلمك أن هذه الحالة هي أول ما أصابني من الأعراض التي ذكرتها لك في الاستشارة السابقة، وأنا الآن خائف من تكرار هذه الحالة.
لا أعلم سبب هذا، هل هو نفسي أم عضوي؟ أنا متأكد بأنني لا أعاني شيئا في الجهاز الهضمي، وقبل وقوع الحالة لم أكن قلقا.
أود أن تشرح لي ما الذي يحصل لي؟ ثم ما الفحوصات التي تنصحني القيام بها؟ وهل دواء (سوليبيريد) يمنعني منعا كليا من الغثيان والاستفراغ؟ أي هل يمكنني الاعتماد عليه دون اللجوء إلى دواء آخر؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
في بعض الأحيان -أخي الكريم- يكون الغثيان أحد الأعراض النفسية التي تنتج من اضطراب في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، وهذا العرض نجده مرتبطا في بعض الأحيان بقلق المخاوف، وظهور الدوخة أيضا من الأعراض المعروفة جدا والتي قد تظهر كجزء من القلق النفسي، وهي أيضا متعلقة بالجهاز العصبي اللاإرادي.
أخي الكريم، أنا لا أريدك أن تشغل نفسك، ولا تستجلب هذه الحالة من خلال التركيز عليها أو التفكير فيها أو التخوف منها مستقبلا، تجاوز عنها تماما، وركز على التمارين الاسترخائية -تمارين التنفس الاسترخائي- وإذا حدث لك نوع من الغثيان أو الدوخة في بدايات الحالة يجب أن تأخذ نفسا عميقا -شهيقا وزفيرا- على نفس الأسس الاسترخائية التي كنت تطبق بها سابقا، وأعتقد أن ذلك سيكون كافيا جدا لإجهاض أي بوادر للغثيان أو الدوخة.
بصفة عامة -أيها الفاضل الكريم- أخذ قسط كاف من الراحة أيضا مفيد في مثل هذه الحالات، وأفضل أنواع الراحة هي التي تتأتى من خلال النوم الليلي المبكر.
أخي الكريم، كما ذكرت وتفضلت ليس من الضروري لهذا النوع من الغثيان أو الدوخة أن يكون له علاقة بأي علة أو مرض في الجهاز الهضمي.
أنا لا أرى أنك في حاجة لعلاج إضافي، وإن شاء الله تعالى تكون الحالة حالة عرضية، وإن تكررت، فربما تحتاج أن تقابل طبيب الأنف والأذن والحنجرة؛ ليقوم بفحص الأذن الداخلية؛ ففي بعض الأحيان أحد علاماتها الغثيان، وكذلك الدوخة، أي علامات التهابات الأذن الداخلية، أو الجهاز الذي يعرف باسم (لابرينث)، وهو الجهاز الخاص بالتوازن، وإن اتضح أن هنالك علة في هذا الجهاز، فتوجد أدوية بسيطة جدا ومفيدة، منها (استيجرون stugeron)، ودواء آخر يعرف باسم (استماتيل Stemetil)، دواء ثالث يعرف باسم (بيتاسرك Betaserc).
الذي ذكرته لك -أيها الفاضل الكريم- هو من قبيل الاطلاع والمعرفة، وأرجو ألا توسوس حول هذا الأمر، ولا تعتقد أنك مصاب بعلة رئيسية في الأنف أو الأذن أو الحنجرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.