أعيش في ذكريات الماضي التعيس مما جعل المستقبل مبهما، فماذا أفعل؟

0 334

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 17 سنة، مقبلة على الزواج، كبرت على صفات لا أحبها، وكان أهلي السبب فيما وصلت إليه، حيث أنني تربيت مع ابنة أخي التي تصغرني بسنة، وعلاقتنا جيدة، لكن عندما نتشاجر يقف الجميع معها ضدي، ويجبرونني على الاعتذار لها وإن كانت هي المخطئة، مما ولد في داخلي غيرة وكراهية لها، وبسبب هذه الطفولة المأساوية لم أعد أصدق الناس، وأنظر إلى الجميع بنفس النظرة.

استقل أخي بأسرته في بيت آخر، وبقيت لوحدي مع أمي وأبي، انعزلت في غرفتي؛ لأن والدي يجرحني بكلامه رغم أنني لا أفعل شيئا، الوحدة سببت لي القلق وكثرة التفكير والأوهام، لدرجة أنني أشك في كلامي وكلام الناس، وأحس أن الناس لا يذكرونني بخير، وصرت أنانية، وعندما أكلم أخواتي بالرسائل أستهزئ بالناس، ولدرجة أنني بدأت أفقد حب أخواتي، وقالت أختي: إنني مغرورة والله لا يحب المغرورين، وأنا حزينة لذلك، ولا أستطيع أن أنسى الماضي؛ لأنني ما زلت أعيش به.

أمي تقارن بيني وبين الناس، مما جعلني أتعقد منهم، فأدمنت العادة السرية هربا مما أنا فيه، أرغب في التوقف عنها، ولكنني إذا ضقت أعود لممارستها، وأنا أعلم أنها حرام، أخشى أن أكون مريضة نفسيا، ولا أريد أن أظلم أحدا بتصرفي، أو أنتقل إلى الحياة الزوجية بهذه العادة القبيحة.

كذلك عندما أصلي، أشعر أنني فقدت النية للصلاة، علما أنني قررت التوقف عن سماع الأغاني، وأحاول استحضار النية للصلاة.

أهلي جعلوني قاسية، انصحوني، كيف أنسى الماضي وأعيد ترتيب حياتي؟ وكيف أتوب إلى الله؟ لأنني أحس بتأنيب الضمير، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة: أولا: نبشرك بأنك بدأت بالخطوة الأولى في التغيير وهي الفكرة، وبقوة الإرادة والعزيمة يكون التطبيق العملي -إن شاء الله-، فينبغي أن يكون تركيزك الآن على كيفية التخلي عن السلوكيات غير المرغوب فيها، خاصة موضوع العادة السرية؛ لأنها تؤدي إلى الشعور بالذنب، وهذا بدوره يؤدي إلى الكآبة، بالإضافة للمضار الصحية الناتجة عن ممارستها، وتحري الصدق دائما في أقوالك وأفعالك، وستقوين شخصيتك وتكونين محبوبة لدى من حولك -إن شاء الله-.

أما الخطوات التي ينبغي إتباعها هي:

1- التوبة النصوح، لأنها وسيلة لتقوية العلاقة مع الخالق, والالتزام بالفرائض خاصة الصلاة، لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر إذا أديت كما ينبغي أن تأدى، وبرك لوالديك، من أسباب سعادتك في الدنيا والآخرة، وتذكري أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب حبيب الرحمن، فلا تقنطي من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا.

2- الثقة بالنفس تزداد بالتركيز على الإيجابيات، والصفات التي تمتلكينها في شخصيتك، وتجنبي مقارنة نفسك بالفتيات الأخريات اللآئي في سنك، هناك فروق فردية بين الناس، فما عندك من الصفات قد لا يكون عندهم والعكس صحيح، وهذه سنة الله في خلقه، فاقتنعي بما قسمه الله لك من النعم والقدرات والمهارات الشخصية، وانظري إلى مقارنة الوالدة بالصورة الإيجابية ولا تتضايقي من ذلك؛ فربما تستخدم هذه الوسيلة لكي تشجعك وتراك في أحسن وأفضل حال.

3- استفيدي من وقت الفراغ في ما هو مفيد ومجلب للمصلحة، حتى لا تدعين فرصة للأفكار السلبية، وهذا يساعدك في التغلب على الانعزال، وأيضا عدم التفكير في أحداث الماضي، فهي مضت وولت وينبغي الاستفادة منها في تصحيح المسار، واحفظي الله يحفظك مما تخافين منه وتجدينه تجاهك.

4- ضعي لك أهدافا واضحة في حياتك، واجتهدي في تحقيقها بالوسائل المتاحة لك، واستشيري في ذلك ذوي الاختصاص من المربين والمعلمين.

5- وبما أن موعد الزواج قد أقترب فهذه حياة جديدة، فكري فيها بصورة إيجابية، واستعدي لها بكل الوسائل التي تساعدك في خلق مناخ حياة زوجية سعيدة مليئة بكل ما يفرح ويسر، فكري في الزواج على أنه إكمال لنصف الدين، وأنه مصدرالمودة والرحمة وسبب في الذرية الصالحة -إن شاء الله-، فأنت مقبلة على أمر شرعي وسنة تعفين بها نفسك، وتصبحين بعده شخصية لها وزنها في المجتمع، ولديك مهام ووظائف اجتماعية وأسرية تؤدينها كأي زوجة مستقلة في بيتها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات