يدي وجسمي كله يرتجف عند الوقوف أمام الطلاب، انصحوني

0 137

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 18 سنة، طالب في أول سنة في الجامعة، أتوتر إذا كنت في موقف أمام مجموعة من الناس مثل: الوقوف والتحدث أمام الفصل، وأيضا في المناسبات، أو أي موقف يجعلني أتوتر مثلا.

مشكلتي في التوتر أن يدي ترتجفان (تقريبا جسمي كله يرتجف، لكن الشيء الواضح هو يدي)، وهذا الشيء يجعل توتري واضحا أمام الناس، أو إذا وقفت أكتب في السبورة، ويسبب لي إحراجا كبيرا، وعندي عرض في الجامعة بعد أسبوع، وهذا الشيء يسبب لي قلقا كبيرا، فهل تنصحوني بدواء معين؟ لأني قرأت عن أدوية كثيرة لهذه المواقف مثل: الاندرال، مع العلم أن يدي أحيانا في غير التوتر ترتجف، أو إذا حملت شيئا ثقيلا وأجهدتها تبدأ بالارتجاف أيضا.

في الصغر كنت لا أستطيع أبدا التحدث للناس، ولكن تحسن الأمر كثيرا -الحمد لله- لكن مشكلتي الأكبر الآن هي الرجفة في اليدين.

وهل علي الذهاب لطبيب نفسي أو طبيب أعصاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب أن نفرق بين نوعين من ارتجاف اليدين:
• نوع يحدث باستمرار دون أي أعراض نفسية مصاحبة، وقد يزداد أحيانا عند الانتباه إليه، أو أمام مجموعة من الناس، ولكن يكون الأصل هو ارتجاف اليدين معظم الوقت، ولكن قد يزيد إذا تم الانتباه إليه أو أمام مجموعة من الناس.

هذا النوع من الارتجاف هو ارتجاف عصبي، وينبغي أن يقابل الشخص من أجله اختصاص المخ والأعصاب.

• نوع يحدث عادة عندما تكون واقفا متحدثا أو أمام جمع من الناس، فيحصل لك ارتباك وخوف وتوتر، وتحصل مع هذه الأمور ارتجاف اليدين.

وكما ذكرت أنت فإنني أرى أنك من النوع الثاني، أي ارتجاف اليدين هنا يكون عادة مصاحبا لأعراض التوتر والقلق النفسي التي عادة تحدث عندما تكون أمام جمع من الناس، إما متحدثا، وإما مخاطبا، وإما مشاركا بطريقة ما، هنا الارتجاف يعبر عن القلق والتوتر النفسي، وهو جزء من المشكلة كلها، وهنا العلاج يكون تحت إشراف الطبيب النفسي، وليس طبيب المخ والأعصاب.

ما هو علاج الارتجاف أو الارتباك أو الخوف الذي يحصل في حالة الرهاب الاجتماعي كما هو عندك؟
هناك نوعان من العلاج: علاج دوائي وعلاج نفسي.

• العلاج الدوائي: الآن تستخدم أدوية هي معالجة للرهاب الاجتماعي نفسه، وليس علاجا للأعراض، وهي في غالبها أدوية تعرف بـ (SSRIS)، أو أدوية تزيد نسبة الـ (سيروتونين Serotonin) في مخ الإنسان.

أما الـ (إندرال Inderal) فهو علاج يساعد في التقليل من الرجفة فقط، ولكنه لا يعالج المشكلة من أصلها، فهو ليس علاجا للرهاب الاجتماعي، ولكنه فقط لتخفيف الارتجاف الذي يصاحب الرهاب الاجتماعي.

• العلاج النفسي، وتحديدا العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavior Therapy)، ويختصر في (CBT): حيث يتم إعطاؤك عدة جلسات بطريقة منظمة ومرتبة ومتوازنة، حيث يتم تحليل المواقف كلها التي تتعرض لها تحليلا دقيقا ومفصلا ومبسطا: ما هو الموقف الأكثر صعوبة والأقل صعوبة ثم الأقل ثم الأقل؟ وتبدأ في التدريب من الأقل صعوبة حتى تتخطى هذه المرحلة إلى الأكثر صعوبة.

هذا العلاج – العلاج السلوكي المعرفي – مع الأدوية التي ذكرتها يكون العلاج متميزا ومفيدا.

إذا – ابني الكريم – عليك بالتوجه إلى طبيب نفسي لعلاجك من هذه المشكلة التي يعاني منها كثير من الناس، وقد تصل نسبة الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي في المجتمع الواحد ما لا يقل عن 12%، ولها علاج، وإن شاء الله تعالى يتم التحسن وتواصل دراستك بصورة طبيعية.

وللفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637)

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات