السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عمره ثلاث سنوات وخمسة شهور، وإلى الآن لا يستطيع تكوين جمل في كلامه، علما أن لديه كلمات كثيرة بالعربية والإنكليزية، وأحيانا يتكلم كلاما غير مفهوم، أستطيع أن أفهم منه كلمة أو كلمتين، يجيد العد والأحرف جيدا، ويعرف الألوان والأشكال والحيوانات بالإنكليزية فقط.
هو في الحضانة من عمر سنة إلى الآن، واللغة الوحيدة الذين يتكلمون بها الإنكليزية، في البيت أتكلم معه بالعربية، ووالده دائم السفر، ونحن مغتربون، أي لا نرى ولا نخالط أشخاصا كثر.
هو عنيد، ولديه فرط الحركة، وتشتت الانتباه، ولا يرد عندما أناديه، ولا يحب أن ينظر في عيني عندما أتكلم معه، وهو ولدي الوحيد، ولديه أخت عمرها ثلاثة شهور، يحبها جدا، ولا يؤذيها ويلعب معها أحيانا، أرجو إفادتي لأن هذا الموضوع سبب لي الكثير من القلق.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال عن طفلك، حفظه الله وأقر به عيونكم مع أخته الصغيرة.
يبدو من سؤالك أنك قلقة أن يكون طفلك مصابا بمرض أو مشكلة نفسية، وكأنك تفكرين بالتوحد، ولكن لا يبدو في كل ما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده ملامح التوحد، وما وصفت من تأخر اللغة بالشكل الذي ذكرت لا يشير أيضا لتأخر اللغة الذي نراه في التوحد، ولا يمكن تشخيص التوحد لمجرد موضوع اللغة.
ولا يبدو طفلك يمانع الاحتكاك واللعب بالأطفال، ومنها أنه يحب أخته الصغيرة، وربما السبب الأكبر لما ورد في سؤالك هي العزلة الاجتماعية وقلة الاختلاط بالآخرين، ومن الطبيعي جدا أن معظم الأطفال قد لا يستجيبون أحيانا لأمهاتهم عندما ينادى الطفل باسمه، وخاصة عندما يكون الطفل مندمجا في لعب أو هواية ما، فلا تقلقي!
وليس غريبا على الطفل العربي الذي يدرس في مدرسة أجنبية، وخاصة الذين يذهبون للحضانة من وقت مبكر، لا غرابة أن يفضل الحديث بالإنكليزية بدل العربية فهو لا يقضي في البيت نفس الوقت من الكلام واللعب كما في المدرسة؛ حيث يتحدثون بالإنكليزية، وعلى كل فهذا موضوع آخر يتعلق بالهوية، وليس بالتوحد أو المرض النفسي.
وهو سيتجاوز صعوبة التحدث بالعربية وتركيب الجمل إذا فتح له مجال أوسع للحديث واللعب والتفاعل بالعربية، فاحرصي على قضاء الوقت الكافي معه بحفظ بعض الآيات القرآنية واللعب وسماع الحكايا والقصص.
وإذا أردت الاطمئنان الكامل، فلا مانع من عرض الطفل على طبيب أطفال في مدينتكم، ليقوم بالفحص العام والشامل، ولينفي وجود أي شيء مقلق، والغالب أنه لن يجد شيئا، ولكن ليطمئن قلبي.
حفظ الله طفليك، وأقر أعينكما بهما.