السؤال
منذ فترة وأنا أشعر بحرقان أثناء وبعد التبول، والحرقان ممتد من فتحة البول على طول القضيب إلى داخل الجسم، وكذلك أشعر بحرقان في منطقة القضيب التي أسفل الجسم بالقرب من كيس الصفن، وكذلك الحرقان في منطقة العانة عند المثانة أو البروستاتا، والغريب أنني ألاحظ حرقان في المنطقة اليسرى من العانة، وكذلك بعد التبول أشعر بتعب وعدم راحة، وكذلك رغبة مستمرة في التبول، وأحيانا أشعر باختناق في المثانة قبل التبول.
الغريب أنني أحيانا أتبول (3) مرات متتالية في وقت قصير جدا -ساعة ونصف تقريبا-، ويكون البول غزيرا، ولونه مثل الماء الذي نشربه، مع العلم أنني قمت بعمل تحليل بول، وكذلك موجات صوتية على الجهاز الهضمي، وكذلك تحليل (tsh) وكل النتائج سليمة، وهذا ما يضايقني أن كل شيء سليم ومع ذلك عندي مشكلة في التبول لا أعرف سببا لها!، والآن أريد أن أعرف التالي:
أولا: ما رأيك في ما كتبته؟
ثانيا: هل من الطبيعي أن تمتلئ المثانة عن آخرها بعد تفريغها بالكامل بنصف ساعة تقريبا؟
ثالثا: هل كثرة التبول من الممكن أن تكون بسبب خلل في وظائف الكلى؛ لأنها هي التي تنتج البول؟
رابعا: قد قرأت بأن هناك هرمونا تفرزه غدة في الجسم يقاوم هرمون البول، هل من الممكن أن يكون هناك خلل في هذا الهرمون؟
خامسا: أليس شرب الماء بكثرة مفيد للجسم؟ فلماذا إذا عندما أفعل ذلك ألاحظ أن الجسم يطرد كميات كبيرة من الماء في صورة بول بشكل غير طبيعي، حيث إن لون البول -كما قلت- نفس لون الماء، وهذا لم يكن يحدث لي من قبل؟
أخيرا: أنا الآن أتناول مضادا حيويا (كيروسيف 500) مجم، هل هذا مفيد لي أم لا؟ مع العلم أني استخدمت سابقا مضادات حيوية كثيرة مثل (أوجمانتين) و(تارفيد) و(ايموكس) ولكن لا فائدة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما تشتكي منه من حرقان أثناء وبعد التبول، وعدم الراحة بعد التبول، ورغبة مستمرة في التبول, هذا يشير غالبا إلى التهاب في البروستاتا, وهو مرض شائع الحدوث عند الذكور، ويسبب تورما وتوذما في البروستاتا.
وأنواع التهاب البروستاتا (التهاب بروستاتي جرثومي حاد – والتهاب بروستاتي جرثومي مزمن) وما يميز الالتهاب الحاد بالإضافة للأعراض البولية هي وجود (حرارة, عرواءات, آلام مفصلية, آلام عضلية) وتعالج بالفلوروكينولنات، والتريميثوبريم, ويوصى باستمرار المعالجة (4- 6) أسابيع، والهدف من المعالجة الطويلة هو إحداث تعقيم كامل لأنسجة البروستاتا؛ لمنع حدوث الاختلاطات, مثل التهاب البروستاتا المزمن, وتشكل الخراجات.
أما الالتهاب المزمن فيكون له بدء مخاتل للأعراض, يمتاز بنكس وتكرار من فترة لأخرى، وفي هذه الحالة لا بد من إجراء فحص وزرع بول وتحسس، وإجراء زرع وتحسس للسائل البروستاتي بعد تدليك البروستاتا, أو فحص وزرع للسائل المنوي.
فإن كان هناك التهاب فالعلاج يكون بالمضاد الحيوي المناسب وفقا لنتيجة الزرع والتحسس, وعند استخدام الفلوروكينولنات فإن بعض المرضى يستجيبون للمعالجة بعد (4– 6) أسابيع, إضافة إلى أحد مركبات حاصرات ألفا (اومنك أو كاردورا).
وعلى الرغم من المعالجة المثلى فإن الشفاء قد لا يتحقق بسبب النفوذية الضعيفة للدواء عبر البروستاتا، أو الانعزال النسبي للبؤر الجرثومية ضمن البروستاتا. وعند حدوث نوبات نكس من الإنتان على الرغم من المعالجة بالصادات، فإن الصادات المثبطة (نتروفورانتوئين 100 ملغ) يوميا, (سيبروفلوكساسين) عيار (250 ملغ) حبة يوميا لمدة (3) أشهر أو (6) أشهر تصبح مطلوبة طبيا.
وبالنسبة إلى التبول كل نصف ساعة، أو كثرة التبول, يعتبر غالبا غير طبيعي، وأنواعه وأسبابه عديدة. منها ما يتعلق بالجهاز البولي، ومنها ما يتعلق بأجهزة الجسم الأخرى.
أما بالنسبة لسؤالك عن هرمون البول فإذا كنت تقصد الهرمون المضاد لإدرار البول (antidiuretic hormone) يعرف اختصارا (ADH) أو (الفازوبرسين) ويفرز من غدة النخامة, ووظيفة هذا الهرمون هو إعادة امتصاص الماء في الكلية، وعندما يكون مستواه منخفضا، يؤدي ذلك إلى فقد كمية كبيرة من البول ناقص الكثافة، وبالعكس إذا كانت مستويات الهرمون مرتفعة تخرج كمية قليلة من البول المركز، وانخفاضه يسبب مرضا يدعى (البيلة التفهة) أو السكري الكاذب.
وبالنسبة إلى شرب الماء بكثرة, طبعا مفيد للجسم؛ لأنه يساعد على التخلص من الأملاح والمواد الضارة بالجسم بطردها خارج الجسم، وعدم تراكمها داخل الجسم.
حفظك الله من كل سوء.