كيف أجمع بين التعلق الشديد بالوالدين ومواصلة الدراسة؟

0 208

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أتحدث عن شعور لطالما ينتابني؛ أفكر كثيرا في معظم الأوقات، ويراودني القلق على أمي وأبي أو على إخوتي وأخواتي، فأنا لا أريد أن يحدث لأحدهم أي مكروه، ولطالما كنت أشعر بالاطمئنان عليهم عندما أكون بجانبهم ومعهم.

مع العلم أن معظم وقتي هو معهم في البيت، فأنا قليلا ما أخرج من البيت، وأنا أخدمهم جميعا، وأخشى عليهم من أي شيء، أعلم أن الأمر بيد الله -سبحانه وتعالى-، لكن أيضا هم أهلي، ويجب علي برهم.

أعاني من التفكير دائما بأني عندما أخرج لأتعلم، فأنا سأسكن خارج البيت؛ لأن الجامعة تبعد مسافة تقطع في ساعتين، أي سأسكن في السكن المخصص للطلبة، وأشعر دائما بالقلق؛ لأنني سأكون بعيدا عنهم، وخوفا من أن يحدث مكروه لهم.

ماذا علي أن أفعل كي أتخلص من هذا القلق الشديد؟ فأنا متعلق كثيرا بهم، وأحبهم إلى أبعد وأقصى الحدود، وخاصة أمي وأبي.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنيئا لوالديك أن عندهم ابنا مثلك، فبر الوالدين -وكما تعلم- نعمة عظيمة من الله –تعالى-، فحافظ عليها.

علينا أن نشعر بالاطمئنان بأن الله لا يختار لنا إلا الخير، ولا يريد لعباده إلا الخير والفلاح، وأنه –تعالى- هو الحافظ، وإنما نحن أدوات من أسباب هذا الحفظ، فلا بد من التوكل على الله –تعالى-، وأنه –تعالى- يريد للحياة أن تسير، فلا نوقفها لخوف هنا أو قلق هناك.

ربما يفيد أن تبدأ بالاستعداد لفكرة أنك ستدخل الجامعة، وستضطر للانتقال بعيدا عن البيت والأسرة؛ ولذلك يفيد أن تبدأ من الآن بالخروج أكثر من البيت، والتقليل -ولو قليلا- من الالتصاق بالوالدين، وأنا أشعر بأنهما سيشعران بالراحة عندما يرونك تنمو وتتقدم وتسير في حياتك.

أقول هذا كأب لعدد من الأبناء، فأيهما أفضل أن يلتصق أولادي بي أو أن يسيروا في الأرض للتعلم وبناء حياتهم؟ لا شك أن الأفضل هو الخيار الثاني، وخاصة أن هذا لا يتعارض مع بر الوالدين والعلاقة الطيبة وحسن التعامل والاستمتاع بقضاء الوقت معهما.

فهيا، اجعلهم يشعرون بأنهم قد ربوا ابنا يستطيع الاعتماد على نفسه، وبأنه يثق بالله، ويثق أيضا بأن الوالدين سيكونان بخير، وسيحسنان رعاية نفسيهما.

هناك في الأسرة أبناء آخرون، فالأسرة الفلسطينية -ما شاء الله- العادة أنها أسرة كبيرة، فاترك أيضا نصيبا لإخوانك وأخواتك -إن وجدوا- ليقوموا أيضا بدور بر الوالدين ورعايتهما.

وفقك الله، ورزقك رضا الوالدين، وجعلك من المتفوقين.

مواد ذات صلة

الاستشارات