السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 28 عاما وأريد الزواج ولكن أسرتي هي المشكلة، فأنا الابن الوحيد لدى أسرتي ليس لدي أخ أو أخت.
أعمل في شركه بترولية أي مستطيع، وحينما قررت الزواج ووجدت من هي ملائمة وهي ذات خلق ودين وملتزمة لكن أسرتي عارضت لأنها من خارج نطاق الأسرة وحاولت مرارا وتكرارا أن أقنعهما وقد أقتنعا ولكن لا أحس باهتمامهما بالأمر كثيرا.
ماذا أفعل وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس / أ . ع . ش حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، ونعتذر لك عن تأخر الرد لظروف الحج، ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة بإذن الله تعالى .
أخي المهندس! إن موقف أسرتك ليس بغريب ولا شاذ، خاصة في هذا الزمن العجيب الذي عمت فيه غربة الدين، وأصبحت الأهواء والرغبات هي المحرك الأساسي للمسلمين في تصرفاتهم، بصرف النظر عن مرضاة الله أو غضبه، وأتصور أن أسرتك نفسها ضحية تلك التربية الإسلامية الناقصة أو المبتورة، التي تجعل من الإنسان شريكا لله في حكمة وشرعه، وتخول له الحق في رفض الحق، أو الإعراض عن الشرع ما دام لا يوافق هواه، فكان الله في عونك، بل وفي عون أسرتك التي ترى أن ما تقدم عليه ليس مشروعا ولا مقبولا؛ لمخالفته العادات والأعراف والتقاليد.
مع ذلك -أحمد الله- أن وافقا على هذا الزواج، وظهر منهما الاقتناع، فلا تلق بالا لعدم اهتمامهما ما دام في الأخت المواصفات التي ذكرت، والمسألة مسألة وقت، وبحسن العشرة وآداب المعاشرة من قبل زوجتك سوف تتبدل تلك النظرة، لتحل محلها المحبة والرحمة والرضا والسعادة، وهذه أمور مجربة، وأكثر من أن تحصى، فاستعن بالله وعجل بالأمر، ولا تطل الانتظار.
أكثر من الدعاء لوالديك بالتوفيق لقبول الحق، والاقتناع التام، ولنفسك بالطاعة والبر والإحسان، ولو لوالديك، وعدم عقوقهما، وأن تكون زوجتك عونا لك على طاعته وطاعة رسوله، والبر بوالديك، وادع لزوجتك أن يوفقها الله في اجتياز هذا الاختبار الصعب، لتعطي لوالديك النموذج الإسلامي الحي الذي يحببهما في الإسلام، ويجعلهما أكثر حرصا على تطبيقه وتنفيذه.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق، ولا تنسانا من توجيه دعوة لحضور عرسك المبارك.