هل يمكن لأخي العوده لطبيعته السابقة دون الاعتماد على الأدوية النفسية؟

0 879

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، لدي أخ بعمر 16 سنة، ضعيف البنية نوعا ما، منذ أسبوعين وأثناء وجوده في المصيف على البحر أصيب باضطراب ذهاني حاد، فكان لا يأكل ولا يتكلم إلا قليلا ونادرا، وينام معظم الوقت تقريبا، ويشعر بالدوخة، حتى أن رأسه كان يسقط للأمام بالتدريج مع تثبيت النظر، وكان كثير الحركة من مكان لآخر، وذات مرة تكرر ذهابه للمطبخ وأخذ سكينا ووضعه على يده، وكان يقول: (أريد أن أموت)، لكنه لم يفعل شيئا، وكان أحيانا يضربنا بيده بقوة على الوجه، ويبصق علينا، وذات مرة قال لنا: إن رجلا ضخم البنية، قبيح الشكل، قد أمسكه من وسطه أثناء وجوده في البحر، وقال له: (سوف أقتلك)، ولكنه صرح لنا أثناء علاجه أن هذا لم يحدث، وكان يسأل ماذا حل به؟ ولماذا هذه الدوخة؟ وتذكر ما كان يفعل في مرضه، إلا أننا لم نصرح له بمرضه، ونقول له: ما تعانيه هو بسبب ضربة الشمس فقط.

ذهبنا به لبعض الرقاة، وذكروا لنا أنه محسود، وملبوس من جنية صغيرة، بينما الراقي الأخير قال لنا أنه شفي، ونصحنا بعرضه على طبيب أمراض نفسية لإكمال العلاج، وبالفعل ذهبنا به لطبيب أمراض نفسية وعصبية، فشخص حالته بأنه يعاني من اضطراب ذهاني حاد، وقال أنه يحتاج إلى 6 جلسات كهربائية، ووصف له الأدوية التالية:
1- برازولوساب 30 مجم.
2- (اربيبرازول) قرصا واحدا بعد الإفطار.
3- ستللاسيل 5مجم.
4- تراي فلويبرازين.
5- هيدروكلوريد قرصا واحدا في المساء.

لكنه أصبح يعاني من تشنجات، وتصلب في العضلات من آثار دواء برازولوساب، فخفف له الطبيب الجرعة إلى نصف قرص، وأوقف عنه دواء ستللاسيل، ووصف له أدوية أخرى، مع نصف قرص من برازولوساب.

الأدوية التي وصفها الطبيب لأخي هي:
1- كوجينتول 2 مجم.
2- بنزتروبين ميسيلات، قرصا واحدا صباحا ومساء.
3- إندرال 40 ملجم.
4- بروبرانولول.
5- هيدروكلوريد قرصا واحدا صباحا ومساء، وصفه لأخي لكثرة حركته، ولكنه أصيب بالأرق، ثم وصف له كالميبام 3مجم، وبرومازيبام قرصا واحدا في المساء، لكن بدأ تأثير هذا الدواء عليه سلبيا بعض الشيء، فقررنا دون استشارة الطبيب إيقاف هذا الدواء عنه لأنه أدى إلى نومه، واكتفينا بإعطائه حبة من دواء إندرال المسائية فقط، فنام نوما طبيعيا.

انتهى من خمس جلسات كهربائية، مع الاستمرار على نصف حبة من دواء برازولوساب وكوجنتول، حبة صباحا ومساء، وإندرال حبة صباحا، فأصبح أخي طبيعيا جدا كالسابق، فقرر الطبيب عدم إعطائه الجلسة السادسة، وألغى عنه الأدوية السابقة، ووصف له أدوية جديدة هي:
1- Cipralex
2- (escitalopram) 10 mg نصف قرص بعد الغداء.
3- Apexidone (Risperidone) 1 mg قرصا واحدا في المساء، قبل النوم بساعة.

في اليوم ذاته أخد الدواء الأول ونسي أخذ الثاني، وفي اليوم التالي أخذ الاثنين معا، ولكن عادت له بعض الأعراض السابقة: تنكيس الرأس مع التحديق، الدوخة، كثرة الحركة والتنقل، النوم الكثير.

ما تشخيصكم لحالة أخي؟ وماذا يجب علينا فعله؟ وهل دواء Cipralex آمن له؟ حيث أنه أقل من 18 سنة، وجسده ضعيف نوعا ما، وهل الأدوية التي وصفت له آمنة؟ وهل سيعود لطبيعته السابقة دون الاستمرار على الأدوية؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

عندما نقول لشخص أنه يعاني من ذهان فإنه ليس تشخيصا، ولكن وصف لعدة ظواهر وأعراض يعاني منها الشخص، وتشمل أولا: ضلالات فكرية، مثل الاعتقاد بأن الشخص ملاحق، أو أن هناك أناسا يأتمرون بك، أو هلوسة سمعية (paracusia)، أو اضطرابات سلوكية شديدة، أو اضطرابا في التفكير والكلام.

وواضح من وصفك لحالة أخيك لم تظهر ضلالات فكرية أو هلوسة سمعية، ولكن واضح أنه كان يعاني من اضطرابات سلوكية غير طبيعية، وعادة الأمراض النفسية في فترة المراهقة لا تكون واضحة المعالم، خاصة الاضطرابات الوجدانية والاكتئاب النفسي، قد يأتي بصورة اضطرابات سلوكية، ولذلك أهم شيء في علاج أخيك هو التشخيص لحالته، خاصة لأنه في سن صغيرة.

على أي حال مما جرى يمكن الافتراض أنه يمكن أن يكون قد تحسن للجلسات الكهربائية، وحصلت له أعراض جانبية من مضادات الذهان الذي أعطاها له الطبيب، ولذلك قام بإيقافها، ويمكن أن يكون قد رأى أنه قد تحسن مع الجلسات الكهربائية، وتأكد عنده أنها نوبة اكتئاب غير عادية، ولذلك أعطاه دواء (سبرالكس Cipralex)، وهو مضاد للاكتئاب، وأعطاه جرعة صغيرة من مضادات الذهان، مثل (رزبريادون Risperidone).

أما عن سؤالك دواء السبرالكس وملائمته للمراهقين، فإن (FDA)، أو (هيئة الأغذية والأدوية) في أمريكا أجازت الفلوكستين على أنه المضاد للاكتئاب الأنسب للأطفال والمراهقين، ويأتي بعده السبرالكس في الدرجة الثانية، أي أنه يمكن استعماله، لأنه قد ثبت في بعض التجارب، ولكن ليس بقوة درجة الفلوكستين، فإذا لا مانع من استعمال السبرالكس للمراهقين.

وسؤالك: هل سيشفى أخوك؟ وهل سيستمر في الأدوية؟ فمن الصعوبة التنبؤ بما سيحدث، ولكنني أرى أن يراجع الطبيب الذي بدأ له العلاج وتحسن على علاجه، وتذكروا له الأعراض الجديدة التي ظهرت بعد استعمال السبرالكس، لأنني أرى أنه يحاول جاهدا أن يجد التوليفة المناسبة لأخيك من الأدوية، وهذا شيء عادي، ويحصل دائما عند بداية المرض، فقد يجرب الطبيب أكثر من دواء حتى يصل إلى الأدوية المناسبة لعلاج الحالة دون آثار جانبية؛ لأن هناك عدة أنواع من مضادات الذهان، وعدة أنواع من مضادات الاكتئاب، فإنني أنصح أن ترجعوا للطبيب، -وإن شاء الله تعالى- بالمتابعة والمثابرة تختفي الأعراض، ويتحسن أخوك.

وفقك الله، وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات