خجلي من الغرباء والنساء يجعلني أعيش في غربة عن الناس.. أريد حلا

0 162

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أتمنى أن تفيدوني في حل مشكلتي، عندما كنت في عمر 13 سنة وفوق ذلك لم أكن مصابا بهذه المشكلة، ولكن منذ دخولي في عمر 17 سنة أصبت بالخجل الزائد، لكنها قلت بنسبة كثيرة عن سابقها بالمخالطة شيئا فشيئا، واقتصر الخجل على أشياء معينة مثل: الحديث مع الغرباء، أو تناول الطعام مع الغرباء حتى لو أنهم ليسوا غرباء، الخجل، والتحدث مع النساء بشكل كبير أثر على حياتي.

دائما أحب العزلة، لا أعرف لماذا؟ فهل يوجد حل لمشكلتي؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابننا العزيز أولا: الحمد لله أنك تخلصت من الكثير، وبقي القليل فكما تعلم أن الحياء شعبة من شعب الإيمان، وأنه من الصفات المحمودة إذا كان كما ينبغي أن يكون وفقا لتعاليم شريعتنا السمحاء.

أما الخجل المذموم هو الذي يمنعك من أخذ حقوقك، ويمنعك من الدفاع عن نفسك، ويمنعك عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأمر ليس غريبا خاصة في هذه المرحلة العمرية إذ أن هناك العديد من التغيرات الجسمية والاجتماعية والعاطفية والانفعالية، وليس بالضرورة أن تكون مشاعرك تجاه الجنس الآخر بهذا الحجم من الضخامة، بل تعامل بصورة تلقائية إذا اقتضت الضرورة الحديث أو الكلام مع النساء في الأمور الحياتية العادية بعيدا عن كل ما يدعو للفساد والإفساد، فهذا يكسبك رضا ربك واحترام وتقدير الآخرين لك.

لذلك نذكرك بمواجهة المواقف والنظر في عيون الآخرين؛ لأنك لم تفعل شيئا فاضحا حتى تنطوي وتستحي، فالأمر لا يستحق هذا التصور الكبير الذي يمنعك من ممارسة حياتك بصورة طبيعية.

ويمكن للشخص أن يتميز بصفات أخرى تكون جاذبة للآخرين، وتحببهم فيه ففكر فيما يمكن اكتشافه في شخصيتك ستجد -إن شاء الله- الكثير من القدرات والإمكانيات والمهارات التي تزيد من ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك وتغير اتجاهات ومفهوم الآخرين عنك.

فحاول -ابننا العزيز- رفع شعار مفاده التحدي والاقتحام بالزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء، وإجابة الدعوات، والمشاركة في المناسبات، ولو بالصورة المتدرجة في المدة الزمنية، فهذه تكسبك الثقة بالنفس وتزيدها، فإذا انكسر الحاجز النفسي فسيكون الأمر طبيعيا -إن شاء الله- فالإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئا فشيئا.

في البداية تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم بكيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر وإظهار الإعجاب، والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها.

وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك فاغتنمها ولا تتردد، بل انتهج نهج المبادأة، وكن أول من يبدأ دائما بالتعريف أو الحديث عن النفس.

درب نفسك على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الأهل والأصدقاء، ثم انتقل للغرباء.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات