السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، والذي استفاد منه الكثير من من يبحثون عن الجواب الشافي.
أما بعد: لقد تحولت حياتي كئيبة، ومليئة بالخوف، فأنا بدأت مشاكلي منذ حوالي (3) سنوات، وقبلها كنت شخصا سليما لا أعاني من شيء -ولله الحمد- لكن حصل ذلك اليوم أني استيقظت من النوم، وأكلت وجبة، ثم بدأت آلام في منطقة القلب، وخزات استمرت إلى أربعة أيام تقريبا، ثم زالت، وبقيت تأتيني وخزات من وقت إلى آخر أوقات الجوع أو بعد الوجبات أحيانا.
وقد عملت خلال الثلاث سنوات الكثير من التخطيط للقلب، والأشعة، وكلها سليمة، وأيقنت أنه ربما من القولون؛ فالوخزات مرتبطة بالجوع والشبع أحيانا، لكن -وهنا مربط الفرس- خلال كل تلك الفترة عندما أراجع العيادات، وعند قياس ضغط الدم؛ أجده مرتفعا مرة (130/80) وأحيانا يصل إلى (140/90) فكنت لا أعيره اهتماما، ولكن أصبحت كل ما أذهب للعيادة؛ أتوتر قبل الدخول وقياس الضغط، لدرجة أني أصبحت أخاف من الرقم قبل ظهوره، فأصبح متوترا، وتكون النتيجة مرتفعة، وآخرها اليوم ذهبت للعيادة؛ لأني أشعر بحرارة خفيفة بالقدمين، وقبل قياس الضغط كنت متوترا، ودقات قلبي سريعة نوعا ما، فظهرت نتيجته (151/80) فأخبرني الطبيب العام أنه يجب قياس الضغط لمدة أسبوع، وإذا استمر على هذا المنوال فإنني -وبعد التحاليل المخبرية- يجب أن أتناول دواء للضغط.
فماذا أفعل؟ لأنني متأكد أنني سوف أتوتر قبل القياس، وسيعطي نتيجة مرتفعة، ولأنني لا أريد تناول علاج للضغط وأنا في سن صغيرة (24) عاما، فما رأيكم في موضوعي؟
والسؤال الآخر: لو أجبرت على تناول أدوية للضغط، هل هي مضرة على الكلى والحياة الزوجية في المستقبل؟ اعذروني على الإطالة، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الخوف والتوتر والقلق المصاحب لقياس الضغط يؤدي إلى ارتفاعه، وهناك ما يعرف بـ (White coat hypertension) أو ارتفاع الضغط الزائد بسبب رؤية البالطو الأبيض؛ كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية؛ مما يساعد ذلك على زيادة إفراز هرمون الخوف المسمى (أدرينالين) الذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط.
ولذلك يفضل دائما لمتابعة علاج الضغط أن يكون لديك جهاز ضغط رقمي معاير على أجهزة المستشفى؛ لتقيس به الضغط في المنزل، وتسجل تلك القياسات في سجل خاص لعرضه على الأطباء عند زيارتهم، ولا داع لقياس الضغط في العيادات؛ لتفادي القلق والتوتر، وزيادة النبض، ويفضل قياس الضغط بعد الاستيقاظ من النوم، وقبل شرب المنبهات من القهوة والشاي، مع ضرورة التوقف عن التدخين -إذا كنت مدخنا- وضرورة إنقاص الوزن -إذا كنت تعاني من السمنة أو زيادة الوزن-.
مع ضرورة تحليل صورة دم (CBC) وفحص وظائف الغدة الدرقية (TSH & Free T4) لأن النشاط الزائد في تلك الوظائف يؤدي إلى زيادة نبض القلب وارتفاع ضغط الدم.
مع ضرورة تغيير نمط الحياة من خلال الإقلال من الملح، وتجنب المخللات، ومنع التدخين في حالة التدخين، وممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم، والبعد عن التوتر والانفعال، وتحليل نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، وعمل حمية غذائية في حالة ارتفاعهما، والإقلال من الدهون في الطعام. وتسجيل القراءات للضغط يعتبر الخطوة الأولى والمهمة في متابعة علاج ضغط الدم المرتفع.
والحالة النفسية المضطربة بالإضافة إلى الخوف المرضي من ارتفاع ضغط الدم، كل ذلك يؤدي إلى قلق وتوتر، وتسارع النبض، ويمكنك زيارة طبيب نفسي؛ لعمل جلسات تحليل نفسي، ويمكنك تناول دواء من الأدوية المضادة للاكتئاب والتوتر، ومن أشهرها (prozac 20 mg) قرصا واحدا يوميا لعدة شهور، وهو كفيل بتحسن الحالة المزاجية -إن شاء الله-، والسيطرة على الخفقان، والمساعدة في تهيئة الأجواء لضبط ضغط الدم المرتفع.
ولعلاج الآلام والوخزات في الصدر، يمكنك تناول كبسولات (celebrex 200 mg) مرتين في اليوم، مع باسط للعضلات مثل كبسولات (myolgin) ثلاث مرات يوميا، مع تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية جرعة (50000) وحدة دولية لمدة (2) إلى (4) شهور، والتعود على شرب الحليب ومنتجات الألبان، ويفضل أخذ حقنة فيتامين (د) (600000) وحدة دولية في العضل، وعدد (6) حقن (neurobion) يوما بعد يوم المغذية للأعصاب والمفاصل، وسوف يمن الله عليك بالشفاء إن شاء الله.
وفقك الله لما فيه الخير.