تناولت الدواء الموصوف فأصابتني أعراض قلق وخفقان وأرق، أفيدوني

0 221

السؤال

السادة مشرفي إسلام ويب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيد الدكتور/ محمد عبد العليم
تحية عطرة:

أنا صاحب الاستشارة رقم (2288655) بخصوص المخدرات، ولله الحمد ما زلت متوقفا، وقد عزمت أن يكون الترامادول والحشيش صفحة انتهت من حياتي إلى الأبد، وهذا اليوم الـ(65) في فترة التوقف.

السيد الفاضل: قمت بالاستماع إلى نصيحتك، وأوقفت السيبرالكس في اليوم التالي من الرد على استشارتي، وكان ذلك يوم (2/10/2015) وأخذت السوركويل مع الترازودون في اليوم الأول، ولكن حدثت لي أعراض قلق وخفقان شديدة جدا، تحملتها ونمت بصعوبة لمدة (3) ساعات.

اليوم التالي وكان يوم (4/10/2015) لم آخذ السوركويل، وأخذت الترازودون بجرعة (100) مجم ليلا، ومع ذلك لم أنم بصورة جيدة، وكان نومي متقطعا؛ مما أثر علي في العمل في اليوم التالي، وفي ظهيرة يوم (5/10/2015) جاءتني نوبة هلع تمثلت في خدر في أطرافي خصوصا في قدمي اليسرى، وخفقان، وألم في الصدر، مع إحساس أنني أواجه الموت.

تناولت قرص البرازولام (0.25) مجم، وبعد ساعة من بداية النوبة هدأت جدا، وتحسن مزاجي جدا لمدة (6) ساعات تقريبا، وقبل النوم فكرت أن آخذ قرصا آخر، لكني عدلت عن رأيي؛ لأنني أدرك أن البرازولام عقار يسبب التعود، وأنا -كما تعلم- عندي استعداد للإدمان نظرا للمدة التي أدمنت فيها الحشيش والترامادول.

تناولت قرصين ترازودون (50) مجم، ونمت لمدة (5) ساعات، واستيقظت على خفقان شديد في القلب، وفي اليوم التالي رجعت وتناولت قرص سيبرالكس عصرا بعد الغداء، وقبل النوم تريتكو، ولكن النوم كان متقطعا.

إلى الآن أعاني يوميا من نوبات قلق وهلع تبدأ ليلا، ولم يعد الترازودون يؤثر في الأرق، وتدهور نومي ثانية، وأنا لا أريد أن أتعود على أي من مشتقات البنزوديازيبين، وأعتقد أن حالتي تخطت فترة انسحاب المخدرات، وأنني مصاب بالقلق النفسي ونوبات الهلع، ونظرا لأنني لن أستطيع التردد على الأطباء بسبب ظروف مادية مؤقتة؛ فسأعتمد على الله –أولا- ثم عليكم وعلى بعض ما قرأت عن الأدوية المفيدة لحالتي.

ولحين تصل استشارتي لكم، ويتم الرد عليها، سأرجع لتناول السيبرالكس بجرعة (10) مجم بعد وجبة الغداء، وسأتناول ليلا قرص تريبتزول بجرعة (25) مجم؛ حيث قرأت أن فعاليته جيدة للنوم، والبرازولام عند اللزوم في حالات نوبات الهلع الشديدة.

ما رأيك -سيدي الفاضل- بهذا العلاج؟ وكم أستمر عليه؟ وما اقتراحاتك لحالتي؛ لأنني أعاني من تلك النوبات؟ ولماذا توقف مفعول الترازودون فجأة؟

آسف على الإطالة، والسلام عليكم

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على رسالتك هذه، وقطعا نحن سعداء تماما في إسلام ويب، وعلى هذه الثقة التي أوليتنا إياها، فبارك الله فيك.

أخي الكريم محمد: كما تعرف أن هناك تفاوتا في استجابات الناس للأدوية، ومهما رجعنا إلى المرجعيات العلمية والمقاسات المعيارية الصحيحة التي تشير أن هذا الدواء يناسب تلك الحالة، إلا أننا نجد الكثير من التباينات والكثير من الاختلافات، وهذا قد يفسر لماذا لم يفدك الـ (ترازدون Trazodone) بالرغم من أنه دواء رائع، ورائع لكثير من الناس في أنه يحسن المزاج ويحسن النوم، فيجب ألا تنزعج، فالاختلافات والتباينات بين الناس موجودة، فيما يتعلق باستجابتهم للأدوية.

أنا أعتقد أن خطتك العلاجية التي وضعتها خطة رائعة، رائعة جدا، وأنا أقرها تماما، وأريدك أن تتناول الـ (سبرالكس Cipralex) لأن السبرالكس في الأصل من الأدوية الممتازة جدا لعلاج قلق المخاوف، خاصة الذي يكون مصحوبا بنوبات الهرع.

وبالنسبة للـ (تربتزول Tryptizol) هو دواء مرجعي، دواء يعتبر أصلا من أصول الطب النفسي فيما يتعلق بفعاليته، وعيبه الوحيد أنه قد يسبب بعض الجفاف في الفم لبعض الناس، لكن الاستعمال التدرجي والبناء الجرعة بشيء من الحكمة -إن شاء الله تعالى- يجنبك الآثار الجانبية.

فإذا اجعل الـ (سوركويل Seroquel) في الصباح، عشرة مليجرام، واجعل التربتزول خمسة وعشرين مليجراما ليلا، وبعد أسبوع اجعل الجرعة خمسين مليجراما، وأريدك أن تستمر في رفع الجرعة للتربتزول حتى تحس أنك بالفعل أصبحت تنام نوما ممتازا، ويكون معدل الزيادة خمسة وعشرين مليجراما أسبوعيا، ومتاح لك أن تصل حتى مائة وخمسين مليجراما ليلا، ولا أعتقد أنك سوف تحتاج لهذه الجرعة، أنا أعتقد أن ما بين خمسين إلى مائة مليجرام من التربتزول ستكون كافية جدا بالنسبة لك، وهذه الجرعة لا تتعارض مع عشرة مليجرام من السبرالكس، لكن إذا احتجنا لأكثر من مائة وخمسين مليجراما من التربتزول –وهذا أمر غير وارد– هنا أقول لك: إن جرعة السبرالكس يجب أن تكون خمسة مليجرام فقط.

فالحمد لله تعالى الأمور محسوبة بصورة جيدة وبصورة علمية، وهذا أمر جيد، وأنا أريدك أن تكون أكثر تفاؤلا، أن تحرص على الرياضة، على تمارين الاسترخاء، وحاول أن تغلق الطريق أمام القلق التوقعي.

بالنسبة للـ (البرازولام Alprazolam): أعجبتني كثيرا محاذيرك حوله، وأود أن أطمئنك أن تناوله عند الحاجة -إن شاء الله تعالى- لن يؤدي إلى التعود، ما دام الإنسان مستدركا لاحتمالية التعود على هذا الدواء إذا أسرف في استعماله. ربع مليجرام حتى ثلاث مرات في الأسبوع أعتقد أن هذا لن يؤدي إلى التعود أبدا، وربما تحتاج له في هذه الأيام الأولى للعلاج حتى يتم البناء الكيميائي التام للتربتزول زائد السبرالكس.

بالنسبة للرؤيا المستقبلية: أنا متفائل تماما –أخي محمد– أن حالتك يمكن احتواؤها وبصورة ممتازة جدا، وركز أيضا على المسارات العلاجية غير الدوائية كما ذكرت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات