السؤال
السلام عليكم.
تمت خطبتي على ابن خالتي بعد علاقة حب دامت سنوات، كان ملهوفا في بداية عقد القران لرؤيتي، وبعد ذلك حصل على وظيفة خارج منطقتنا، فذهب وسكن مع أخته، وبعدها بدأ يتغير.
صار كلما اتفقنا على شيء يخص بيت الزوجية وتأثيثه أو يخص مجيئه إلينا، يغير رأيه بأعذار سخيفة، وقال إنه سيستشير أخواته في تأثيث البيت، وقد غضبت، وتسببت هذه الحادثة في وجود خلاف وحاجز بيننا، وهو من النوع المكابر.
أنا معدومة الثقة في نفسي، وأشعر أنه لن يكتفي بي، وكل وقتي أقضيه في التفكير فيه، وفي التجهيزات لاستقباله، أنا لا أحب المشاكل، لكنني أرغب أن يكون معي، ويقتنع بكلامي، ولا يتأثر بكلام أهله، وأريد أن أرجع كما السابق، لدي اهتمامات أخرى غيره.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hms حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فردا على استشارتك أقول:
- شدة التعلق في بداية الملكة أمر طبيعي، خاصة وأنه لم يكن لديه عمل في تلك الفترة، لكن بعد أن انتقل من المنطقة التي أنت فيها وصار عنده عمل يأخذ جزءا من وقته، سيحدث عنده نوعا من الانشغال الطبيعي، فلا تقلقي من هذا التغير.
- عليك أن تتعرفي على صفات زوجك، وتبرمجي نفسك على التكيف معها، وتفاهمي مع زوجك بطريقة حكيمة، وفي حال تعصبه أو انحيازه لرأيه لا تغضبي، بل اتركيه وشأنه وناقشيه في وقت آخر حين يسكن ويهدأ.
- حاولي بطريقة هادئة وبأسلوب حسن إقناع زوجك أنكما من سيسكن في البيت، ولذلك ينبغي أن يكون التشاور فيما بينكما بما يخص أثاث البيت ومحتوياته، ولا مانع من الاستعانة بمن له خبرة سواء من طرفك أو من طرفه، وعليك أن تصبري على زوجك؛ لأن تغيير الصفات التي تربى عليها الشخص فترة من الزمن فيه شيء من الصعوبة، ولا يمكن تغييرها ما بين عشية وضحاها إلا أن يشاء الله.
- احذري أن تتهميه بأن شخصيته ضعيفة وأن أخواته يؤثرن عليه، أو أنه مكابر، فذلك سيؤثر على علاقتكما، وتعاملي معه بحكمة واحسبي لكلامك قبل أن يخرج ألف حساب، قال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ۚ إن الشيطان ينزغ بينهم ۚ إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) فإذا أردت أن تنطقي بكلمة وكان بالإمكان أن تتكلمي بكلمة أفضل منها فانتقي الأفضل والأحسن.
- من الطبيعي جدا أن تحدث بعض المشاكل الزوجية في بدية الحياة؛ نظرا لاختلاف الصفات بين الزوجين، ولكن بحسن التصرف والصبر يمكن اجتياز هذه المرحلة بنجاح، ويتمكن الزوجان من تغيير سلوكياتهما ويتنازل بعضهما لبعض.
- الواجب على المرأة أن تتكيف مع صفات زوجها، وأن تسأله قبل أن تزف إليه عما يرضيه وما يغضبه، حتى تكيف نفسها على ذلك فتفعل ما يرضيه وتجتنب ما يغضبه، وهذا من صفات الزوجة الصالحة، ومن أسباب جعل الحياة هادئة ومطمئنة -بإذن الله-.
- عززي ثقتك بنفسك ولا تعطي نفسك رسائل سلبية، فإنها ستؤثر سلبا في حياتك، فأنت قادرة بما عندك من الصفات الأنثوية أن تكسبي زوجك، وأن تغيري الكثير من صفاته السلبية.
- عودي نفسك على الصبر والرفق وسعة الصدر والتأني، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (ما رزق عبد خيرا له ولا أوسع من الصبر) ويقول: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) ويقول: (التأني من الله والعجلة من الشيطان).
- كوني مؤمنة بقضاء الله وقدره، وأن الأمور كلها تجري وفق ذلك، كما قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) ولا تفكري في أمور لم تقع بعد، ولك أن تعملي بالأسباب التي تجعلها لا تقع، ومن أنفعها الدعاء، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) ويقول: (الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة).
- تضرعي إلى ربك بالدعاء أن يصلح الله زوجك، وأن يسعدك في حياتك معه، وأن يصرف عنك كل ما تكرهينه، وكوني على يقين بأن الله سيستجيب لك: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
- لا تغرقي في التفكير في موضوع الزواج، وماذا ستفعلين، وأشغلي نفسك بالطاعات والعبادات، وما ينفعك في دينك ودنياك.
- خدمة الزوج، وحسن التبعل، والتفاني في إسعاده، والاهتمام بمظهرك ومظهره ومظهر البيت، وحسن استقباله وتوديعه وتهيئة الأجواء لراحته، وعدم تكليفه ما لا يطيق بكثرة الطلبات، هو ما سيجعله في صفك.
أسأل الله تعالى أن يوفقك ويسعدك في حياتك وأن يجنبك كل مكروه.