السؤال
في البداية أشكر جهودكم الرائعة.
أنا شاب أبلغ من العمر (18) عاما، ومشكلتي تكمن في التأتأة وصعوبة النطق، أعاني منها منذ الولادة، وقد ذهبت لعدة أطباء نفسيين بالصغر، وأتذكر أني كنت أتناول أدوية مخفضة للقلق والتوتر، وتحسنت حالتي، لكن قطعها والداي؛ خوفا علي من الإدمان عليها، وللأسف أشعر أني ناقص بين كل الأشخاص، حتى إذا ذهبت لقضاء عمل، وطلب مني الموظف رقم الهاتف أكون كاتبه لدي في ورقة؛ لأني أواجه صعوبة في نطق الرقم الخاص بي.
أتلقى كما من السخرية والاستهزاء من الزملاء؛ عندما يطلب مني المعلم القراءة وأتلعثم بها، وأحيانا أعتذر عن الذهاب لقضاء حاجة أواجه بها الناس بحجة التعب والإعياء.
مشكلتي مع حرف الميم والواو، ورقم تسعة، فأنا أواجه فيها صعوبة. وأنا مقبل على دراسة جامعية، وهي تحتاج لمقابلة شخصية، وأنا أخشى ذلك.
أرجو منكم توجيهي وتحفيزي، وهل أحتاج لأي أدوية؟ وهل لها نواح سلبية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونسأل الله تعالى أن يحل عقدة من لسانك، وأذكرك بدعاء موسى عليه السلام: {رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي}.
أيها الفاضل الكريم: التأتأة موجودة خاصة وسط الذكور، ومن الملاحظات المثبتة أن الذين يتلعثمون في الكلام معظمهم من الذين يتمتعون بمقدرات عقلية كبيرة وواسعة.
هناك علاج للتأتأة، أهمه القبول، وعدم الاستنكار، وعدم الرفض، وعدم مراقبة الذات، وعدم سوء التأويل حول مشاعر الآخرين حيالك، هذا مهم جدا. الذين يسخرون منك - إن وجدوا - لا يستحق الموقف أبدا أن تعريهم اهتماما، هذا مهم جدا، لأن معظم الناس الممتازين والمتميزين لا يمكن أن يستهزأ منك أبدا.
الأمر الآخر - وكخطوات علاجية تتخذها -:
أولا: عليك بالتجاهل قدر المستطاع، ولا تراقب نفسك أثناء الحديث.
ثانيا: لا تتجنب المواقف الاجتماعية، التجنب يزيد من التأتأة ويزيد من الخوف، ويزيد من ضعف الأداء الاجتماعي.
- كن شخصا مقداما.
- صل مع الجماعة في الصف الأول، وهذا من أفضل أنواع التفاعل الاجتماعي الرصين.
- انضم لأحد مراكز تحفيظ القرآن، لأن القرآن الكريم حين يتلوه الإنسان بتدبر وترتيل وتكون حاذقا لمداخل الحروف ومخارجها، هذا قطعا سوف يحل العقدة من لسانك.
- طبق تمارين الاسترخاء التي أشرنا إليها في استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015).
- حدد الأحرف التي تجد صعوبة في نطقها، فتختار كلمات تبدأ بهذه الأحرف، وكلمات تكون هذه الأحرف في وسطها، وأخرى تنتهي بهذه الأحرف، وترددها بصوت مرتفع، وتدخلها في جمل، وتسجل صوتك وتستمع إليه مرة أخرى.
- نم نوما مريحا، لأن النوم الليلي المبكر يعطي الإنسان ثقة كبيرة في طاقاته، ويجعله يحس بالاسترخاء.
بالنسبة للعلاجات الدوائية: يعرف أن مضادات القلق مفيدة في هذا السياق، العقار الذي يعرف باسم (هالوبيريدول Haloperidol) وجده الكثير من العلماء النفس مفيد جدا في التأتأة.
تحدث مع والديك في تناول هذا الدواء، واذهب إلى الطبيب، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يعطيك دواء بسيطا، الهالوبيريدول أو غيره، وليس هنالك واحد من الأدوية الإدمانية التي تستعمل، إنما الأدوية الغير إدمانية.
أما بالنسبة لموضوع المقابلة للقبول في دراسة جامعية: فهذا أمر فكر فيه بشيء من العمومية والعالمية، بمعنى أنك لست الوحيد الذي يقابل هذه المقابلات، والذين سوف يقابلونك هم بشر مهما كان وضعهم العلمي أو الوظيفي، تتعامل معهم باحترام وليس بهلع أو خوف، واسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأريدك أن تضع تصورا فكريا للمقابلة قبل أن تقدم عليها، يعني تصور الموقف مرتين أو ثلاثة، اجلس على الكرسي في البيت وبهدوء وتصور أنك جالس أمام الأساتذة الذين سوف يقومون بالمقابلة، ما هي نوعية الأسئلة التي سوف تطرح عليك، أسئلة بسيطة: تسل عن اسمك، تسل لماذا اخترت هذه الجامعة؟ لماذا اخترت هذا التخصص؟ وهذه أمور بسيطة جدا.
فإذا قم بتكرار هذه المواقف الدرامية، والتي سوف تساعدك -إن شاء الله تعالى- حين تأتي المقابلة الحقيقية، وهذا أمر مجرب ومعروف، أي أن الإنسان يعرض نفسه في الخيال بصورة متكررة، ثم يحاول أن يعرض نفسه لوضع مماثل للواقع الحقيقي الذي سوف يواجهه.
ويمكن الاطلاع على علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145)
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.