السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
الأفاضل المكرمون السلام عليكم، وبعد:
المشكلة أساسها أمي، وإليكم التفصيل:
أنا رجل متدين وسني بل إن شئت قل شيخ، أعمل في مجال التحقيق منذ عشرين سنة تقريبا، وعملي حر، بل من الله علي ولي كتب مطبوعة، متزوج وأسكن في شقة من غرفتين في بيت والدي رحمه الله، وطبعا في مجال التحقيق ممكن أظل أبحث عن معلومات للتوثيق لا يعبأ بها صاحب دار النشر كتقدير مادي، فبالتالي يكون الدخل النهائي يعتبر محدودا، وكما كان يقال زمان حينما يقال مثلا: فلان أصبح من أصحاب المحبرة فكان يبشر بالفقر.
بدأت حياتي متوكلا على الله وأنا وإلى الآن في توكل على الله تعالى لعله محمود.
والدي يعتبر ميسورا ماديا وريح أخوتي وسكن في البيت بعض أخوتي في شقة أربع غرف، ومن سكن من أخوتي بعيدا عن البيت أعطاه بديلا، وأنا لأن سكني في شقة صغيرة قال يكون لك عندي الفارق وقدر من غير ظلم بمبلغ 3000 جنيه مصري، فلما توفي وذلك منذ 17 عاما بالتقريب أعطاني أخوتي المبلغ وطبعا اشتريت بكم منه مراجع وسددت جزءا من الديون وجزءا احتفظت به حتى أنتهي من الكتاب الذي أعمل فيه وقتها.
وظللت أعمل حتى الآن في المجال الديني وأصبح لي ولدان وأربع بنات، 3 ختموا القرآن منذ فترة (كل ذلك في الشقة ذات الغرفتين (67 متر تقريبا) التي أعمل في التحقيق في جزء من إحدى حجراتها) .
ما المشكلة:
والدي جعل الشقة الكبرى التي كان يعيش فيها (120متر) من نصيب أخوتي البنات (وهن ثلاث: مهندسة وصحفية في كبرى جرائد مصر والثالثة مدرسة إنجليزي وزوجها محام ميسور)، والوحيد من ذكور أبي المقر بهذا منذ وفاته حتى الآن هو أنا وحدي، أما الباقين فيعتبرون أنفسهم شركاء في الشقة كلهم ولكن تأدبا سيكون ذلك بعد وفاة والدتي المسنة (أبقاها الله ومتعها بالصحة وحسن العمل).
عقار والدي به شقتان مسكونتان من غير أخوتي فطبعا كلنا أمل لو خرجوا حتى ولو بالمال.
والدتي (وبفضل الله تعالى أنا أبر ولدها بها، بل وزوجتي المنتقبة أبر بها من بناتها فالحمد لله، أما خدمات أخوتي فلطمع في مالها، ورغم إنني أفقر بل لا يوجد في أسرة أبي فقير غيري فلي دكتور جامعي طبيب جراح ويعمل في الجامعة وماهر وممتاز، ويعمل الآن في السعودية، وطبيب آخر عمل في السعودية عشر سنوات ويقيم الآن بمصر و...
فرغم أننا الفقراء بلا منازع في الأسرة إلا أن الله تعالى أكرمنا بسعة الصدر.
أوقات يأتي إلي من يطلب العلم ويقيم إقامة كاملة بزوجته فنقسم الشقة إلى نصفين، (ولكن هذا والأولاد صغار أما الآن فلم يطلب مني أحد حتى أكون في فتنة الرفض).
أقول: ورغم برنا بوالدتنا وأنا كنت قبل اشتداد المرض نوعا ما الذي أنظف لوالدتي الشقة أنا أو ابنتي الكبرى المنتقبة أو زوجتي المنتقبة، وظللنا على ذلك فترة وكانت تتعمد إرهاق ابنتي أو إرهاقي.
كل ذلك لأنها تميل قلبيا لبناتها، فلا تريد منهن الحضور إلا وشقتها التي تبلغ 120 مترا منظفة حتى لا يتحرجوا هن ويضطروا للتنظيف.
وهي تتمنى أن لو تعطيهن كل شيء (القلب وما يريد).
حينما كانت تتصور والدتي خروج أحد السكان لأنها تريد الشقة لبنتها الصغرى، ولأن المفروض يكون في منافستها (العبد الفقير) فيعطيهم الشقة الصغيرة، ويأخذ الشقة الكبيرة ويقدروا الفرق ويخصم مستحقي من الشقة الفارغة ثم أدفع المتبقي (وكنت سأقترض هذا المبلغ).
لأنني المفروض أدبيا ابن صاحب البيت وذو الأبناء الكثير، أما هي ذات الزوج الميسور والأبناء الأقل.
لأنني أيضا كنت المفروض أنافسها (رغم أنني لم أصرح أبدا)، لأنني أستبعد الرحمة منهم، كان نصيبي من ثورة أمي علي حتى لا أطمع في هذه الشقة الفارغة مما جعلني وأنا الأقل مالا والأكثر عيالا، والذي أعمل دينيا في نصف غرفة من المنزل. جعلني حزنها أن أتنازل لها عن نصيبي لأختي في الشقة وبدون مقابل.
ثم ما لبث الأمر وبعد أن كان تنازلي لها الميسر لها فكم من إخوتي اضطر اضطرارا نحوها إلى إرجاء الدفع . متى تريد.
من حقد والدتي -عفوا في التعبير- وهي ثرية أنها كانت تقول: (لاحظوا هي طوال السنين منذ زواج أختي الصغيرة من 15 سنة وأنا الأنيس لها فلا يدخل عليها أحد إلا أنا وكان الوقت ساعة في النهار ابتداء من يقظتها الواحدة ظهرا وإعداد الإفطار لها، وساعة بعد العشاء، ثم النوم في غرفة من شقتها وترك أولادي لأنه يخشى أن يدخل عليها سارق (لأنها مسنة 80 سنة وثرية).
ظل ذلك حتى جاءت أختي البيت وسكنت من عام تقريبا فأصبحت تشركني في الجلوس معها ساعة أو ساعتين لكن البيات طبعا ترفض.
أقول: من حقد أمي كانت تقول: أنتم لما أموت هتغنوا، وكانت تقولها وكأنها تتحسر، ومين في أولادها الذي سيحدث له طفرة في ذلك هو أنا فقط الباقي مستريح فصعبت علي نفسي وقلت لها: يا والدتي إن شاء الله تعالى لو كان يوم وفاتك قبل وفاتي فإن شاء الله ما سيكون من مالك لي هو صدقة جارية لك في معهد السرطان، وأخذت على أولادي عهدا إن أصابني الله بمرض السرطان لا يدخلوني في المعهد الذي قررت أن يكون مالها فيه حتى لا يصيبني من مالها شيء، وقلت لهم يذهبوا بي إلى معهد بعيد (نسأل الله وحده العافية، ولكنه القهر والشعور بالظلم ممن!!، ممن هي مفروض تكون أرحم بك من نفسك).
سكنت أختي وبفضل الله تعالى يسرت لها السكن، ووقفت مع زوجها، ونظفت معه الشقة ولا غضاضة.
ثم دار بهم الأمر لأنهم يحسون أن أولادي كلهم بل العارفين بالوضع يعرفون أني ظلمت، فالآن يريدون إجباري بشتى الوسائل وخاصة حينما يعلمون مثلا أن دينا من الديون وجب سداده ولا أجد ما أدفعه، أن يدفعوا لي مبلغا بسيطا ويعتبروه هو حقي، فأقول لهم إن أختي لها نصيب في شقة والدتي تعطينيه بدلا عن حقي في الشقة التي أخذتها، وأقول لهم: لأن والدتي معتادة على السعة يكون ذلك بعد العمر الطويل لوالدتي لكنهم يرفضون.
ويعتبر الكثير ذلك حقي فلأني أرفض غير ذلك فهم مع والدتي يغضبون علي.
فهل في نهاية الأمر أنا مخطئ، المشايخ عندنا يعتبرون تنازلي وعدم أخذي للشقة ورضوخي لوالدتي خطأ كبير.
لاحظوا الضيق بسبب أنني أكون ناظرا في الصفحة وأظل نصف ساعة إن لم يكن أكثر لا أستطيع كتابة سطر واحد.
آسف لعرض الموضوع ولكن لأنني وجدت في شبكتكم الموقرة هذا الباب فقلت أتنفس وأعرض المشكلة للتشخيص، وإن كنت مخطئا في أن الشبكة الإسلامية لا تعنى ذلك بقولها استشارات نفسية فأرجو إخباري بذلك، وجزاكم الله خيرا.