تأخر لدى زوجتي حدوث الحمل، ما العلاج؟

0 164

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج منذ سنتين ونصف، ولم يتم حدوث حمل، فمنذ أن تزوجت وزوجتي تعاني من عدم انتظام الدورة، فتوجهنا إلى طبيبة، وكتبت لها العديد من العلاجات، وكان أغلبها الدافيستون، في آخر الأمر سألتها، ما هي مشكلة زوجتي؟ قالت: لا توجد مشاكل، وإنما فقط حالة نفسية.

تركت زوجتي العلاج بعد تناوله مدة ستة شهور، فتأخرت الدورة عليها نحو شهرين، ولم نفحص أي حمل، لكن بالحرب الأخيرة على غزة استهدف بيت بجانبنا في الليل بقصف حربي، وصباحا أتتها الدورة!

كان وضع غزة لا يسمح بمراجعة طبيب، وبعد الحرب توجهت لطبيب، وكتب لها جرعات كلوميد وملفاج، وتجاوبت مع العلاج، وخرجت بويضة كبيرة 21، وأخذت إبرة تفجيرية ولم يحدث حمل، بعدها كتب لها ثلاث إبر فيستيمول، وبعد هذه الإبر صارت الدورة لا تنزل إلا بعلاج.

اتجهت لطبيب آخر، قال: يجب عمل عملية منظار تثقيب للمبيض، وفحص أنابيب وتهئية رحم، لأن المبيض متكيس حيث تخرج كمية كبيرة من البويضات لكن لا تنضج، ولم يطلب منها أي تحاليل، فتخوفت أنا، لأني سمعت أن لها أضرارا قد تتسبب بالعقم!

توجهت لطبيب استشاري يعمل في إحدى الجامعات، واستشرته، قال: إن عمليات المبايض قد انتهت، والآن أصبح هناك علاج بديل، فأكملت عنده المتابعة، حيث أن الأعراض الظاهرة على زوجتي هي متلازمة التكيس، وهي الشعر الزائد، ووزنها ازداد وكبر حجم المبيضين، لكن تحليل FSH 7.6 و LH 3.4 قال: إنها ليست تكيسات بل ضعف في المبيض، فأعطاها إبر المينيغون، حيث وصل عدد الإبر إلى الآن 25 إبرة، والبدء بإبرتين يوما بعد يوم، ثم إبرتين كل يوم، وصارت ثلاث إبر كل يوم، الأمبوبة 75، حيث يوجد عدد كبير من البويضات، لكن لا تستجيب للمنشطات، فجميعهن صغار، وهو يصر على أن الإبر ستحدث نتائج.

ما رأيكم؟ هل أكمل العلاج المكلف؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم ظروفكم ومعاناتكم - أيها الأخ الفاضل - ونسأل الله عز وجل أن يكون إلى جانبكم، وأن يثبت أقداكم.

إن تشخيص تكيس المبيضين, هو تشخيص لا يتم وضعه إلا بعد أن يتم التأكد من عدم وجود سبب آخر في الجسم يؤدي إلى ضعف التبويض، فلذلك يجب أن يكون قد تم عمل كل التحاليل الهرمونية الأساسية لزوجتك, للتأكد من أنها سليمة, خاصة تحاليل الغدة الدرقية والكظرية، وهذه التحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TAS-FREE T3-T4- DHEAS- 17 -HYDROXY PROGESTERON- CORTISOL >

يجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة، صباحا؛ فإن كانت طبيعية, فهنا يمكن القول بأن الحالة هي حالة تكيس على المبيضين, والعلاج يجب أن يبدأ بتنقيص الوزن, إن كان زائدا عن الحد الطبيعي, مع تناول حبوب تسمى (غلكوفاج) بجرعة علاجية تزداد تدريجيا، ولفترة لا تقل عن 6-9 أشهر, حتى ولو حدث حمل فيمكن الاستمرار في تناولها, فهي تساعد في استمراره, إن شاء الله تعالى.

بالنسبة لتنشيط المبيضين بالأدوية, فإنه غالبا ما يحتاج إلى تكرار, ويجب البدء بحبوب (الكلوميد)، والاستمرار في التنشيط لمدة 6 أشهر متتالية, وذلك قبل القول بأن هذه الحبوب لم تنجح, لأن المنشطات قد لا تعطي تأثيرها إلا بعد التكرار وزيادة الجرعة.

بعد محاولة حبوب (الكلوميد) مدة 6 أشهر, إذا لم يحدث حمل, -لا قدر الله - فهنا يمكن الانتقال إلى الإبر المنشطة, ويمكن تجربتها لمدة لا تقل عن 6 أشهر أخرى, وعند استخدام الإبر, فهنالك طرق أو (بروتوكولات) علاجية متعددة, ويمكن تجربة البروتوكول الذي يراه الطبيب أو الطبيبة مناسبا لحالة السيدة, ثم تبديل وتعديل الجرعات حسب الاستجابة, وبالطبع يجب التحلي بالصبر والروية.

قد لا تنجح محاولات التنشيط بسرعة, وأحيانا قد يتطلب الأمر إعطاء فترة استراحة,- وكما سبق وذكرت- فإن محاولة التنشيط قد تأخذ مدة سنة كاملة, (6أشهر من الكلوميد و6 أشهر بالإبر).

لذلك يجب التحلي بالصبر والتفاؤل, والأهم التحلي باليقين التام, بأن الأمر كله بيد الله, وما الطب والأطباء إلا وسائل سخرها الله عز وجل لإرادته، لذلك أدعوك إلى الاستمرار في الأخذ بالأسباب, ثم التوكل على الله عز وجل, فهو خير الرازقين، وأكرم الأكرمين.

نسأله جل وعلا, أن يرزقك بما تقر به عينك, عما قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات