السؤال
السلام عليكم
أعاني من الخوف منذ أكثر من ثلاث سنوات، والآن أنا في الجامعة، وأدرس فصلا وأوقف فصلا؛ لشدة التعب، حيث لا أستطيع قيادة السيارة والذهاب للجامعة من شدة الخوف، وكذلك لا أستطيع الجلوس في القاعة، فأنا أتعب كثيرا، ويأتيني هلع شديد، وكأني أموت في هذه اللحظة.
ذهبت إلى طبيب نفسي، وأعطاني دواء، لكني منعت من تناوله، فأنا كل يوم أتعرض لهلع شديد في السيارة، والجامعة، والمسجد، فهل كثرة هذا الهلع والخوف يسبب لي جلطة، أو ضغطا، أو أي مرض ثان؟
بإذن الله سألتزم بالرقية إلى أن يأتي الفرج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رائد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
أولا: أؤكد لك أن الهلع والخوف لا يسبب جلطة، لا يؤثر على القلب كما يعتقد البعض، والهلع والخوف هو سلوك نفسي مكتسب، والشيء المكتسب يمكن أن يفقد من خلال التعليم المضاد، والتعليم المضاد هنا يقوم على مبدأ: التجاهل التام للهلع وللخوف، وتحقيره التام، وفعل ضده، فيجب أن تقود السيارة، ويجب أن تذهب إلى مرفقك الجامعي، وتكون مثل بقية الناس.
من الخطأ جدا أن يستسلم الإنسان لمشاعره السلبية أو لأفكاره التي تكون محبطة، والإصرار على الفعل دائما يغير الفكر ويغير المشاعر، ويجعلها إيجابية جدا.
أيها الفاضل الكريم: عليك بالصلاة مع الجماعة، فهذا نوع من التعريض النفسي الممتاز جدا، كل الذي بك هو نوع من المخاوف، والمخاوف كما أكدت لك علاجها يكون في المواجهة وليس في التجنب، التجنب يزيد المخاوف، بل يؤدي إلى مخاوف جديدة، وهذا لا نريده لك أبدا.
أريدك أن تنخرط في أي نوع من الرياضة الجماعية مع أصدقائك وزملائك مثل لعب كرة القدم مثلا، يجب أن تكون إنسانا اجتماعيا وفعالا في محيطك الأسري وما بين أصدقائك، وتمارين الاسترخاء تمارين مفيدة جدا، إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما بها من تمارين، إذا هذه هي الخطط العلاجية.
أما بالنسبة للدواء: فالدواء أيضا يساعد، الأدوية المضادة للمخاوف ممتازة وفاعلة وغير إدمانية، تحدث مع أسرتك حول هذا الموضوع، وأنك بحاجة إلى الدواء، وأننا أشرنا لك بذلك، وأنت لا تحتاج للدواء لفترة طويلة، ولا تحتاج له بجرعة كبيرة، أي من أدوية المخاوف مثل الـ (سبرالكس Cipralex) أو الـ (زيروكسات Seroxat) أو الـ (زولفت Zoloft) بجرعة صغيرة ولمدة لا تزيد عن ثلاثة إلى أربعة أشهر، سيكون كافيا جدا.
التزامك بالرقية الشرعية أمر جميل جدا، وإن شاء الله تعالى تكون إضافة إيجابية في مسيرتك العلاجية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.