السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ شهرين وانا أعاني من خفقان القلب وضيق الصدر، وذلك بسبب الخوف الشديد أثناء القيادة، لقد تعبت كثيرا من المستشفيات، أجريت عدة تحاليل، وكلها -الحمد لله- سليمة، قمت بعمل سونار القلب وجهاز الهولتر مرتين، والنتيجة هي ارتفاع بسيط في الكولسترول، وللعلم أنا أعاني من خمول الغدة الدرقية، وأيضا متوازنة، أتناول (75) مليجرام من التروكسين، وقد أكدوا لي عشرة أطباء بأنني شخصية قلقلة ومتوترة.
ينتابني الآن خوف شديد من قيادة السيارة، وأشعر حينها بالدوخة، نفسيتي تعبت من المدرسة مع العلم بأنني معلمة جيولوجيا، ووصف لي الطبيب فيتامين (ب 12) مع البوتاسبوم لمدة عشرة أيام، وقد خفت الأعراض، ولكنني ما زلت أشعر بالخوف والدوخة، علما بأنني أتناول الأدوية وأخاف من تأثيرها على ضربات القلب، فما هو تشخيصكم؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
الذي تعانين منه هو نوع من قلق المخاوف، وأحسب أنه من درجة بسيطة، وأفضل علاج له هو مواجهته وتحقيره وتجاهله وفعل الضد، وهو الإصرار على قيادة السيارة، وأنا أؤكد لك أنه لن يحدث لك أي مكروه -إن شاء الله تعالى-، وشعورك بالدوخة شعور نفسي، وليس شعور عضوي حقيقي، إذا تجنبي التجنب، واحرصي على المواجهة.
الأمر الآخر: يجب أن تكون الغدة الدرقية في حالة توازن كامل، لأن اضطرابات الغدة الدرقية كثيرا ما تؤدي إلى بعض القلق والتوترات النفسية.
الأمر الثالث هو: أن تحرصي على تطبيق التمارين الاسترخائية، هذه يمكن أن تتدربي عليها من خلال مقابلة أخصائية نفسية، أو يمكنك الرجوع لأحد برامج الإنترنت، أو لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015) وطبقي محتوياتها -إن شاء الله تعالى- سوف تجدين فيها فائدة كبيرة جدا.
أيتها الفاضلة الكريمة: أعتقد أنك في حاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، أنا أعرف تحفظك نحو الأدوية، لكن -الحمد لله تعالى وبفضل منه- لدينا الآن أدوية ممتازة لعلاج قلق المخاوف، منها عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft)، ومنها عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat)، ومنها عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex).
كلها أدوية رائعة، ممتازة، وأنت تحتاجين لأحد هذه الأدوية لمدة ثلاثة أشهر، يمكنك أن تستشيري طبيبتك - طبيبة الرعاية الصحية الأولية - في ذلك، أو إن ذهبت إلى الطبيب النفسي هذا سيكون أمرا إيجابيا جدا. وأنت لا تحتاجين لمتابعات كثيرة، زيارة أو زيارتين للطبيب النفسي سوف تكفي تماما.
أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تتجنبي الاحتقانات النفسية بقدر المستطاع، كوني معبرة عن ذاتك، كوني إيجابية التفكير، لديك أشياء جميلة جدا في حياتك فاحرصي على تطويرها والاستفادة منها.
تعويض فيتامين (ب12) إن كان فيه نقص، هذا يعتبر مهما وضروريا.
بالنسبة لارتفاع الكولسترول: هذا ربما يكون له علاقة بمخول الغدة الدرقية، هنالك علاقة وطيدة جدا بين ارتفاع الكولسترول وخمول الغدة الدرقية، وشيء من التوازن الغذائي وممارسة بعض التمارين الرياضية.
أعتقد أن الدهنيات سوف ترجع إلى وضعها الطبيعي، وعليك فقط بالمتابعة مع طبيبة الرعاية الصحية الأولية من أجل إجراء الفحوصات العامة، والتأكد من مستوى الكولسترول خاصة، وهذا يمكن أن يتم مرة واحدة كل ستة أشهر.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.