السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 19 سنة، أعاني من تلعثم شديد، ورجفة في اليدين، فعندما أذهب للنادي وأرفع الأثقال يدي ترتجف، وعند صب القهوة.
أعاني من رهاب اجتماعي، فعندما يطلب مني المشاركة في الفصل يدي ترتجف، واتعرق وأتلعثم، وبعض الأوقات أتهرب من الحصص أو المحاضرات إذا كان الاختبار شفويا أو مشاركة.
علما أني أمارس العادة السرية، وجسمي نحيف جدا، ما الحل من فضلكم؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرهاب الاجتماعي اضطراب ومرض منتشر، ويقال إن 12% من أفراد أي مجتمع يعانون من هذا الاضطراب، لكن قليلا منهم من يذهب إلى العلاج، ويظلون يعانون في صمت، وقد يؤثر على حياتهم.
الرهاب الاجتماعي هو نوع من الخوف والارتباك عند فعل شيء أمام مجموعة من الناس، وهذا يجعل المرء يحس بخوف شديد وضيق، وعدم راحة، وقد ترتجف يداه، ويتعرق، وتزداد عنده ضربات القلب، ويحس بآلام مختلفة، ويحاول الهروب من الموقف بأسرع فرصة، ومحاولة تفاديه مستقبلا.
هذا ما يحصل لك، وحتى الرجفة عند رفع الأثقال فإنني أرى أنها نوع من الرهاب الاجتماعي، لأنه واضح أنك ترفع الأثقال أمام جمع من الناس.
علاج الرهاب الاجتماعي نوعان: علاج دوائي وعلاج سلوكي، والعلاج الدوائي نفسه له نوعان: علاج للأعراض وعلاج للمرض، فعلاج الأعراض يمكن أن تتناول دواء يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) خاصة إذا كنت لا تعاني من الربو، فهو يساعد على وقف ارتجاف اليدين والتعرق الشديد، تناول الإندرال بجرعة عشرة مليجرام ثلاث مرات في اليوم.
أما الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي فهي أدوية كثيرة، ويمكنك أن تتناول عقارا يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – ليلا لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة بعد ذلك (عشرة مليجرام) وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، وإن شاء الله تعالى تزول الأعراض خلال شهرين، وبعد ذلك يمكنك الاستمرار على السبرالكس فترة ثلاثة إلى ستة أشهر، ويمكن تناول السبرلكس مع الإندرال، لأن الإندرال يمنع الرجفة والتعرق فقط ولا يعالج الأشياء الأخرى.
كما أنصحك أيضا بالعلاج السلوكي، وهو عدم الهروب، والمواجهة، مواجهة هذه المواقف، خاصة البداية بالمواقف الأقل صعوبة، حتى وإن شعرت بالرجفة والارتباك -خاصة أنك الآن تتناول الأدوية- واجهها – يا ابني – ولا تهرب منها، لأن الهروب يدعم هذا المرض ويزيد حدته، والمواجهة تخفف من حدة الرهاب، ويتحسن الإنسان بالتدريج.
وفقك الله وسددك خطاك.