أفرطت في التدخين وأشعر بضيق شديد في التنفس، ما العلاج؟

0 405

السؤال

السلام عليكم

عمري 20 سنة، مدخن منذ 5 سنوات، وبحدود علبة سجائر واحدة كحد أقصى، ومنذ عدة أيام بدأت أشعر بضيق تنفس، فعندما أكون قاعدا أسمع المحاضرة أحس أن هذا الشعور يزداد، وأشعر بعدم الإشباع من الهواء منذ يومين، وأحس أني لابد أن آخذ شهيقا عميقا، وهذا الشهيق العميق أحيانا لا يكون كافيا.

وقفت الدخان منذ أحسست بالأعراض منذ حوالي 4 أيام، وليس هناك تحسن، وقمت بالرياضة، وأخذت دواء (ازميكسينال)، وهو دواء مقشع وموسع قصبي، أخذته لمدة 5 أيام، ولم أستفد منه، فتوقفت عنه.

ليس عندي زرقة، ولا خفقان قلب، ولا سعال، إلا السعال المتعمد لمحاولة فتح النفس، وليس عندي حالة نفسية، وأمارس الرياضة، وكل شيء طبيعي، عندي فقط الشعور بالحاجة للهواء، وأشعر أنه لا يصل.

أرجو أن تساعدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ibraheem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تتكلم عن التدخين، وأنك لا تدخن إلا علبة واحدة فقط؛ أي 20 سيجارة يوميا! وكأنك من المفروض أن تزيد تلك الكمية إلى علبتين وثلاث كما يفعل بعض الناس!

وللعلم فإن السيجارة الواحدة تحتوي عند اشتعالها على 4000 مادة سامة، معلوم منها 400 مادة فقط، منها 40 مادة مسرطنة على الأقل، والسيجارة لا تترك عضوا في جسم الإنسان إلا وعبثت به؛ لأنها تؤثر فيما تؤثر على الشرايين والأوردة الدموية، وبالتالي على كفاءة وحيوية أعضاء الجسم كافة بما فيها شرايين وأوردة الجهاز التنفسي؛ مما يؤدي إلى ضيق التنفس والجهاز التناسلي؛ مما يؤدي الى العجز الجنسي فيما بعد.

ولذلك سيجارة واحدة وليس عشرون تؤدي إلى ضيق في التنفس والرغبة في التنفس العميق للحصول على كمية أكسجين أكثر لضبط عملية تبادل الغازات في الرئتين، وتزيد الحاجة إلى الهواء، وتزيد ضيق التنفس، مع الوزن الزائد والسمنة؛ ولذلك لديك طريقان للإفلات من المشاكل الصحية المزمنة: الطريق الأول: هو الإقلاع الحتمي والنهائي عن التدخين، والطريق الثاني: هو إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال ممارسة الرياضة.

والإرادة القوية والعزيمة والرغبة في الشفاء هي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، فقد مرت السكرة وحلت الفكرة، ولم يبق من السيجارة إلا جني الأمراض، فلم تعد السيجارة مرتبطة بالرجولة كما يظن المراهقون، ولم تعد الفتيات تنفعل ويغمى عليهن من منظر الشباب اليافع المدخن، ولا تحتاج إلا لمدة قد تزيد قليلا عن 10 أيام فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي تسببها السيجارة، وبعد تلك الأيام، وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن؛ فلن تعود إلى السيجارة مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.

وتعمل الإرادة والعزيمة القوية على التخلص من إدمان السيجارة، وطالما عرفنا الضرر الذي سنقبل عليه، فليكن القرار الحاسم والحازم؛ (أنا لن أدخن، ولن أخون الأمانة التي استأمنني الله عليها)، وسوف تجد العون من الله.

عند إقلاعك عن التدخين قل أو كثر سوف تعود إلى التنفس الطبيعي -إن شاء الله-، مع ممارسة الرياضة بشكل يومي، فهي تساعد أيضا على تحسين الحالة المزاجية، وتزيد معها اللياقة البدنية.

وللمساعدة في الإقلاع عن التدخين يوجد في الصيدليات الكبرى (Nicotine patches)، وهي لصقات توضع على الكتف، ويوجد (Nicotine gum) أو اللبان بجرعات 2 و 4 مج، ويوجد البخاخ في الأنف (Nicotine nasal spray)، ويوجد بخاخ الفم (Nicotine mouth spray)، وقبل كل ذلك توجد العزيمة والإرادة القوية، فقط تحتاج إلى 10 أيام، وسوف تنسحب كل المواد السامة من جسمك، وتصبح العودة إلى السيجارة بسبب ضعف الإرادة، وليس بسبب الإدمان عليها.

ولعلاج ضيق التنفس بعد الإقلاع عن التدخين، يمكنك استعمال بخاخ (الفنتولين) وبخاخ (فلوكسوتيد)، ولسهولة استعمال البخاخ وزيادة كفاءته يوضع البخاخ في أنبوب يسمى (spacer)، لتوصيل الدواء بكل سهولة ويسر، ولا يؤدي استعمال البخاخ إلى إدمان عليه، بل هو مهم لعلاج ضيق التنفس، وفي خلال 10 إلى 15 يوما من الإقلاع عن التدخين ومن استعمال البخاخ سوف تتغير حياتك إلى الأفضل -إن شاء الله-، مع الحرص على إنقاص الوزن -كما قلنا-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات