الحساسية الشديدة وسوء التأويل واحتقار النفس كدر حياتي.. ساعدوني

0 288

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر (23) سنة، أعاني من الحساسية الشديدة، والخجل، والاكتئاب، والقلق، والتوتر، والتردد، وأحتقر نفسي، وأشعر أني غبية، ولا أثق في نفسي كثيرا، وإذا انتقدني أحد من أهلي أشعر أنة يكرهني، وإذا تخاصمت معه أكتئب، وأشعر أن الكل لا يحبني ويرى أني أنا المخطئة، وأني هكذا دائما!

لم أكمل تعليمي، فقد تركته منذ فترة (7) سنوات؛ لأني أخاف من الناس وأخجل كثيرا من مقابلتهم.

ليس لدي صديقات، ونادرا ما أقابل الناس؛ لأني أتلعثم وأحس برجفة في كلامي، ووجهي يحمر، وأعرق كثيرا، وهذا ليس دائما.

يأتني الاكتئاب الشديد تقريبا ثلاثة أشهر في السنة، لكنه يخف كثيرا والحمد لله .

أهلي يلاحظون أني ليس لدي ثقة في نفسي، وأني حساسة كثيرا .

أنا متأثرة كثيرا لتركي الدراسة، ولا أعرف أتكلم، وأتحاور مع أهلي، فكيف مع الناس؟!

ذهبت إلى أربعة أطباء، لكني لا أستمر معهم، وأخذت علاجات بعضها نفعت.

أرجو منك -يا دكتور- أن تشخص حالتي، وأن تصف لي الدواء المناسب، علما بأني أعاني من السمنة، وأريد أيضا أدوية لتخفيض الوزن.

وجزاكم الله كل خير، ونفع بكم.

ملاحظة:
لم يبق على زواج أخي إلا شهر فقط، فأتمنى سرعة الرد.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

تشخيص حالتك، هو أنك تعانين من بعض سمات الشخصية التي ربما تصل إلى مرحلة بسيطة من الاضطراب، فمن الواضح أن شخصيتك حساسة بصورة مفرطة، مع الميول للظنان، وسوء التأويل، وعدم تقدير المقدرات الشخصية، أو التقليل من تقدير المقدرات الشخصية، الشيء الذي ينعكس عليك في الشعور بالقصور وفقدان الكفاءة الذاتية، وهذه السمات كثيرا ما تؤدي إلى شعور بالاكتئاب وشيء من الخوف والرهاب الاجتماعي، وهذا هو الذي ينطبق عليك تماما، كما أن السمنة في حد ذاتها وجد أنها من مسببات الاكتئاب لدى بعض الأشخاص .

بالنسبة لعلاج السمنة، لا أؤيد استعمال الأدوية المخففة للوزن؛ حيث أن سلامتها ليست مضمونة حتى الآن، خاصة الأدوية التي تعتبر حارقة للدهنيات والشحوم، كما أنها باهظة التكلفة بعض الشيء، والوسيلة الأفضل هي مقابلة أحد أخصائيي التغذية، والالتزام بالتعليمات الغذائية، وممارسة الرياضة بصورة مستمرة .

أما من الناحية النفسية، فأنت بحاجة إلى تطوير مهاراتك الاجتماعية، والمهارة الاجتماعية تتطور عن طريق البحث عن كل المقدرات الاجتماعية التي يتمتع بها الشخص، ثم العمل على الاستفادة منها، وتطويرها، كما أن هنالك تمارين نفسية بسيطة، مثل النظر إلى الشخص في وجهه حين مخاطبته، والإصرار على ذلك، وعدم التجنب، مع ضرورة أن يقحم الإنسان نفسه في أي نقاش يدور على مستوى الأسرة، أو بين الأصدقاء، بمعنى أن لا تكوني مستمعة فقط (توجد بعض الكتيبات في المكتبات التي تبين كيفية تطوير المهارات الاجتماعية).

لقد وجد أيضا أن ممارسة الرياضة الاجتماعية، وحضور المشاركات وحلقات التلاوة، تساعد في بناء النفس الاجتماعي، وتقلل من الرهاب .

توجد أيضا أدوية ممتاز وفعالة للمساعدة في علاج نوع الحالة النفسية التي تشكين منها، وأفضل دواء يعرف باسم زيروكسات، تبدئي بجرعة نصف حبة ليلا وبعد الأكل ( 10 مليجرام )، ثم ترفع هذه الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل الجرعة إلى 40 مليجرام في اليوم ( حبتين )، ومدة الاستمرار على هذه الجرعة هي ستة أشهر، يمكن بعد ذلك أن تبدئي في تخفيف العلاج بواقع نصف حبة أيضا كل أسبوعين .

يعاب على الزيروكسات أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس في الأيام الأولى للعلاج، وإذا حدث لك مثل هذا فأرجو أن توقفي هذا الدواء، وتتناولي بديلا عنه العلاج المعروف باسم بروزاك، حيث أنه لا يزيد الوزن مطلقا، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين لمدة ستة أشهر أيضا، ثم تخفض بعد ذلك إلى كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن العلاج.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات