أشكو من هلاوس وأوهام بأن أحدا يريد قتلي، فهل الذهان هو السبب؟

0 202

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة أبلغ من العمر26 سنة، قبل خمس سنوات أصبت بالوسواس، فعندما كنت نائمة استيقظت فزعة على ألم في بطني وأنا أصرخ وأقول: سأموت، وشعرت بأن روحي ستخرج، فلما ذهبت إلى المستشفى قالوا بأني لا أشكو من شيء، بعدها جاءني وسواس واكتئاب، وخشيت من أن أكون قد أصبت بالسكري، فأخواتي مصابات بهذا المرض، ولما ذهبت إلى المستشفى؛ كانت النتيجة بأني مصابة بالتهاب في البول، ثم أصابني وسواس فقدان العذرية؛ لأنني تعرضت لتحرش وأنا صغيرة، ولكن أمي طمأنتني بأني سليمة.

كنت أشعر بالقلق والاكتئاب ثم جاءني وسواس أن بي انفصام؛ لأن خالي يعاني من الانفصام، فشعرت بخوف شديد من الأمراض النفسية، وخفت أن يقولون عني بأني مسكينة ومجنونة، وعندما أخبرت أهل قالوا بأنه ليس بي شيء.

تزوجت، وحملت، وبعد الولادة زاد الاكتئاب والوسواس والتخيلات بأني مريضة، فذهبت إلى استشاري نفسي، وشرحت له ما أشكو منه، فقال بأني أعاني من رهاب اجتماعي؛ لأني خجولة جدا، وهادئة، وصوتي خافت لا يسمع، وأستحي أن أتكلم مع أحد غريب، وأخبرني بأني لست مصابة بالانفصام، فزال وسواس الانفصام عني، ودخلت في وسواس أني مصابة بالذهان، فقد قرأت قصصا عنه في الانترنت، بعدها حملت بحملي الثاني، وبحملي هذا خف الاكتئاب، ولكنه رجع لي بعد الولادة بشهرين، فقد أصابني اكتئاب وزاد علي وسواس الذهان.

وقد قرأت بأن بعض النساء تنتابهن هلاوس وأوهام بأن فلانا يريد قتلي، أو أن هؤلاء الناس لا يحبوني، وتأتيني أحيانا رغبة في الضحك، وأحيانا أخرى أشعر بالضيق، وتأتيني أفكار مخيفة، وأشعر أحيانا بأن أحد ما خلفي، فهل أصبت بالذهان قبل الولادة أم بعدها؟ وهل يشترط أن أصاب بذلك بعد كل ولادة؟ أم أن الذي ينتابني هو مجرد وسواس واكتئاب؟ وهل يتحول الوسواس إلى انفصام بعد الولادة؟ وهل ستستمر معاناتي مع هذا المرض؟

وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يزيد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وقد تدارست رسالتك بكل عناية، وأقول لك:

إن الذي بك واضح جدا، وهي -إن شاء الله تعالى- حالة بسيطة، تعرف بقلق المخاوف الوسواسي، لديك أفكار افتراضية، قلق استباقي، لديك معلومات عن بعض الأمراض النفسية، وبكل أسف أسقطت كل ما وصف حول هذه الأمراض على شخصك الكريم، لا، أنت ليس فيك فصام، وليس بك حتى اكتئاب، كل الذي بك قلق مخاوف ووساوس افتراضية.

بالنسبة لاضطراب أو ذهان ما بعد الولادة: فهو موجود، وكذلك الاكتئاب النفسي موجود، لكنه سهل العلاج، ويعرف أن الولادة الأولى هي الأصعب، بعد ذلك هذا الأمر لا يحدث في الولادات المتتالية، أو إن حدث يكون بسيطا جدا، فلا تسقطي على نفسك أمرا افتراضيا.

أنت لست مصابة بالذهان أبدا، لست مصابة بالفصام، ولست مصابة أيضا بالاكتئاب ولا بالهوس، هذا أؤكده لك وبصورة قاطعة، وأرجو أن يكون كلامي مقنعا لك، أنا أعرف أنك سوف تقتنعين في البداية، لكن الذي أخاف منه ألا يستمر هذا الاقتناع،ثم تذهبي وتقرئين هنا وهناك عن هذه الأمراض، وتبدئين مرة أخرى في تفصيل الأعراض لتناسبك، وتفصلينها كما يفصل الثوب، لا، فهذا لا أريده لك -أيتها الفاضلة الكريمة-.

عيشي الحياة بقوة، عيشي الحياة بثقة، تجاهلي هذه الأعراض، اصرفي انتباهك، احرصي على صلاتك، عليك بتلاوة القرآن، والدعاء والذكر، وصلة الرحم، وبر الوالدين، وأن تجعلي لحياتك مشاريع عمر، مشروع آني، ومشروع متوسط المدى، ومشروع مستقبلي، ولا بد أن تكسري الحاجز النفسي بينك وبين نفسك، وتكون الثقة في نفسك أكبر، والحمد لله تعالى من الواضح أن شخصيتك شخصية جيدة ومحترمة، وهذا يساعدك كثيرا.

أنت قطعا محتاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وعقار (زولفت Zoloft) هو الأقرب، والذي يسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، قطعا سوف توسوسين حول الدواء، أنا أؤكد لك سلامته، وللمزيد من الاطمئنان: اذهبي وشاوري طبيب نفسي، أو حتى طبيبة الرعاية الصحية الأولية، حيث إن معظم الرعاية الصحية الأولية الآن لديهم إدراك ومعرفة كبيرة بحالات الطب النفسي البسيطة.

جرعة الزولفت هي خمسة وعشرين مليجراما، يتم تناولها ليلا -أي نصف حبة- تتناوليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعليها حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم تجعليها حبتين ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

الدواء سليم، ومدة العلاج ليست طويلة، والالتزام بالجرعة هو مفتاح النجاح والاستفادة من العلاج، الدواء له آثار جانبية بسيطة، منها: ربما يفتح شهيتك قليلا نحو الطعام، وهذا قد يؤدي إلى زيادة في الوزن في بعض الأحيان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات