قمنا بالحقن المجهري مرتين ولم يحدث إخصاب للبويضات.. ما هي الأسباب؟

0 278

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من سيادتكم توضيح أسباب فشل الحقن المجهري، حيث إني أعاني من مشكلة قلة وضعف الحيوانات المنوية، وزوجتي تعاني من وجود أكياس دموية، وانسداد في إحدى الأنابيب، وقلة مخزون التبويض، وأنا متزوج منذ 4 سنوات، ولم يحدث حمل، قمنا بإجراء عملية الحقن المجهري مرتين، وفي المرتين لم يحدث إخصاب للبويضات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضكم الله بكل خير, وجعل صبركم واحتسابكم في ميزان حسناتكم يوم القيامة يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب.

إن عملية أطفال الأنابيب, أو عملية الحقن المجهري هي عملية غير مضمونة النجاح, فنسبة نجاحها في أحسن الظروف وأحسن المراكز لا تتجاوز 40٪, لذلك يجب توضيح مثل هذا الأمر للزوجين قبل الإقدام على العملية, حتى يكونا مستعدين نفسيا لتقبل كافة النتائج.

ومن الناحية العلمية والعملية فإن أكثر ما يؤثر على نسبة نجاح هذه العملية هو ثلاثة أمور:

1- نوعية الأجنة التي يتم إرجاعها: فمنهم من يقوم بإرجاع الاجنة، وهي في عمر 2-3 أيام, ومنهم من يقوم بإرجاعها في عمر 5 أيام, وفي مثل حالتك, وبسبب وجود ضعف في الحيوانات المنوية, فإن الارجاع في اليوم الخامس هو المفضل؛ لأن الأجنة التي تستمر في التطور إلى غاية هذا اليوم ستكون نوعيتها وجودتها أفضل من غيرها, وبالتالي سيكون احتمال تعشيشها في الرحم أعلى, أي أن نسبة نجاح العملية قد ترتفع بإذن الله تعالى.

2- عمر الزوجة: فكلما كانت الزوجة بعمر أصغر, كلما ارتفعت نسبة نجاح العملية, لذلك أؤكد هنا على ضرورة كسب الوقت.

3- مهارة الطبيب أو الطبيبة التي تقوم بعملية إرجاع الأجنة: فهنالك بعض الاحتياطات والتفاصيل التي يجب اتباعها بحذر وبمهنية عالية خلال عملية إرجاع الأجنة: من ضمنها الحرص على عدم إثارة التقلصات في عضلة الرحم, والحرص على عدم إحداث رض أو نزف في عنق الرحم, وهنا ننصح بأن يتم الإرجاع دوما تحت مراقبة التصوير التلفزيوني, وقد يلزم أحيانا عند بعض السيدات عمل توسيع لعنق الرحم قبل عملية الإرجاع لتفادي أي ضيق أو عائق قد يفاجئ الطبيب أو الطبيبة خلال عملية الإرجاع.

بالطبع هنالك عوامل أخرى كثيرة من الممكن أن تؤثر على نسبة نجاح العملية, ولامجال لذكرها الآن, لكن بالنسبة لحالتكما بالذات يمكن اعتبار الأكياس الدموية عند زوجتك, (والتي هي شكل من أشكال مرض بطانة الرحم الهاجرة) على أنها سبب, ومعروف بأن وجود هذا المرض يؤثر على نسبة نجاح العملية وبآليات متعددة, منها ما هو معروف, ومنها ما يزال في علم الغيب, وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه الكريم: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.

نصيحتي لك -أيها الأخ الفاضل- هي بعدم اليأس, بل بتكرار المحاولة ثانية, فكما سبق وذكرت يجب كسب الوقت, وأنصح زوجتك الآن بتناول حبوب الفوليك آسيد, وبالحفاظ على وزن مناسب لطولها, واتباع نمط حياة صحي عن طريق ممارسة الرياضة, وتناول أطعمة طازجة ومفيدة, والابتعاد عن الأطعمة التي تكثر فيها الملونات والمنكهات والمواد الحافظة, وكذلك الابتعاد عن أجواء التدخين والأجواء الملوثة.

وبالطبع إن كل ذلك سيكون نوعا من الأخذ بالأسباب ليس إلا, ويبقى الله عز وجل خير الحافظين وأكرم الرازقين.

نسأله عز وجل أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.
____________________________________

انتهت إجابة د. رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم، وتليها إجابة د. إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة:
____________________________________

كما وضحت لك الدكتورة رغدة نسب نجاح الحقن المجهري، وأسباب فشله أوضح هنا أهمية محاولة تحسين حالة الزوج قبل الحقن المجهري، وذلك في حال وجود دوالي على الخصية، فيكون من الأفضل عمل عملية الدوالي.

والبحث في أسباب الخلل الهرموني أو وجود التهاب في البروستاتا، أو وجود تدخين، أو تناول أدوية بصورة مزمنة، وبالتالي البحث في أسباب ضعف السائل المنوي، ومحاولة علاجها قبل اللجوء للحقن المجهري، ومن ثم في حالة عدم تحسن السائل المنوي، وعدم حدوث الحمل بصورة طبيعية، أو في حال كون سن الزوجة كبير، فمن الأفضل تكرار الحقن المجهري في محاولة لتحسين نسب النجاح حتى حدوث الحمل واكتماله بإذن الله.

وعليكما بدوام الدعاء والاستغفار، قال تعالى في سورة نوح: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}، وعليك بدعاء سيدنا زكريا عليه السلام: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}.

نسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات