متردد بين بروزاك وفافرين، أيهما أستمر عليه؟

0 221

السؤال

السلام عليكم.

أنا مصاب بحالة اكتئاب منذ الصغر، ولم أكن أعرف ذلك بل كنت أظنه شيئا طبيعيا، كان الاكتئاب لدي ضعيفا، وكنت أتغلب عليه، أما بإدخال السرور في قلوب الناس، أو بالمذاكرة وحل المسائل الرياضية، ربما هما السبب في تغلبي عليه طول هذه المدة.

كنت متفوقا، ولكن أحس أن الناس تنفر مني أحيانا، ولا أستطيع تكوين علاقات، لأن تفكيري في أوقات كثيرة يكون خارج نطاق الخدمة، والضغوط كانت قليلة، فكنت أستطيع تحملها مع الاكتئاب، تغيرت حياتي عندما سافرت لدراسة الهندسة في مدينة أخرى، وكنت أجد صعوبة بالغة في التعامل مع الناس.

أما بالنسبة لحضور المحاضرات والمذاكرة، فكنت لا أجد طاقة لذلك أبدا! لما لدي من قلق وشرود ذهني واكتئاب يستنفد كل طاقتي، حتى لمجرد الحديث مع الناس، وكنت أجد المذاكرة مستحيلة، مع عدم التركيز، وليس قلته، والشرود الذهني، وفقدان الطاقة.

رسبت 3 سنوات بالجامعة، ودائما أحمد الله، حتى رأيت استشارة على موقعكم الكريم تنصح أحد مرضى الاكتئاب بتناول البروزاك والفافرين، وكانت أعراض مرضه مشابهة لما لدي تقريبا، فكتبت العلاج في ورقة، وانتظمت عليه، حيث كنت أتناول حبة بروزاك صباحا وحبة فافرين ليلا، إلى أن قرأت استشارة أخرى لكم تفيد بأن البروزاك ممكن أن يتفاعل عكسيا مع الفافرين، فأقلعت عن الفافرين، رغم أن حالتي كانت قد تحسنت شكل كبير.

رفعت جرعة البروزاك لتصبح 40 مج بدلا من 20، لكن لم أعرف أيهما السبب في تحسن حالتي، ومحتار في اختيار أحد الدواءين، حيث أني أحيانا أندم على اختياري بروزاك، فهل رفعي لجرعة البروزاك بعد 9 أيام فيه خطورة أم لا؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ soliman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عانيت كما ذكرت من الاكتئاب فترة طويلة، ولكن يبدو أنك مع معاناتك استطعت أن تتأقلم مع الاكتئاب وتتعايش معه، وعندما انتقلت إلى مكان آخر اختل توازن هذا التعايش وظهرت الأعراض عندك مرة أخرى – كما ذكرت – وتمثل هذا في المشاكل الدراسية والرسوب وقلة التركيز – وهلم جرا – ومعروف أن الغربة والدراسة هي عوامل ضغط إضافية، وفعلا كان لا بد من تعاطي دواء لمساعدتك في علاج هذه الأعراض وتخفيفها.

هناك أدوية كثيرة للاكتئاب النفسي، فلن أبالغ إذا قلت إنه يوجد أكثر من ثلاثين دواء لمضادات الاكتئاب، والاختيار يتم على عدة أسس: طبيعة الأعراض نفسها، فإذا كان مثلا الإنسان عنده مشاكل في النوم أو ضعف في الشهية فهناك مضادات للاكتئاب تساعد في النوم وفتح الشهية، أو إذا كان الإنسان ينام كثيرا فهناك مضادات للاكتئاب لا تؤدي إلى النوم.

أنا عادة أميل لاختيار دواء واحد وليس عدة أدوية، وعادة في الممارسات الطبية أميل إلى استعمال دواء واحد للاكتئاب، ولا أجمع بين دوائين إلا في حالات نادرة، وعادة لا أجمع بينهما في المرة الأولى، إلا بعد فترة عندما أعلم أن الشخص المريض يحتاج لدواء آخر لتدعيم الأول فإني أفعل.

(بروزاك Prozac) أو (فلوكستين Fluoxetine) و(فافرين Faverin) أو (فلوفكسمين Fluvoxamine) هما من نفس فصيلة (SSRIS) أي أنهما من الأدوية التي تزيد نسبة (سيروتونين Serotonin) في الدم، والآن طالما استغنيت عن أحدهما وصرت تستعمل واحدا منهما – بغض النظر عن الفائدة منهما – فإنني أرى الأنسب أن تأخذ دواء واحدا، وطالما بدأت البروزاك فعادة الجرعة هي 20 مليجراما، ولن يأتي بمفعول قبل أسبوعين، ويحتاج إلى شهر ونصف وشهرين، فكان من الأحوط انتظار هذه المدة حتى ترى كم من الأعراض اختفت وكم بقيت، وبعدها يمكنك زيادة الجرعة، أي الجرعة المناسبة هي 20 مليجراما، ومعظم الناس يستجيبون لهذه الجرعة، وقليل منهم من يحتاج إلى أربعين مليجراما، أو حتى ستين مليجراما.

أرى أن تستمر في تناول عشرين مليجراما، وتنتظر المدة المعينة، لأنه لن يحصل أي تحسن ملحوظ قبل هذه المدة، ومن بعدها يمكنك الزيادة.

شيء آخر أريد أن أضيفه: حتى في حالة التحسن وزوال الأعراض، فإنه ينبغي أن تستمر في العلاج لفترة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، ويمكن التوقف عن البروزاك دون تدرج بعدها.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات