هل آلام المعدة تسبب ضيق التنفس وزيادة خفقان القلب؟

0 859

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 36 سنة، متزوج ولدي طفلان والحمد لله، وطبيعة عملي شاقة نسبيا إذ يتطلب أن أسافر يوميا بالسيارة نحو خمسة ساعات.

أصبت في رمضان الماضي بعد الإفطار، بنوبة خفقان شديدة بالقلب، وصعوبة في التنفس، وأحسست بدنو الأجل، وذهبت لقسم الطوارئ بالمستشفى. وقاموا بعمل تحليل دم ورسم قلب والنتائج سليمة، أكد لي الطبيب أن الموضوع مجرد إجهاد وشد عصبي، وأعطاني دواء منوما ثلاثة أقراص لمدة ثلاثة أيام، وبعدها تحسنت وتوقفت الحالة.

بعد تلك الواقعة بأسبوع واحد في عيد الفطر -أذكر ذلك لنفي أن يكون الموضوع بسبب ضغوط العمل وخلافه- كنت في إجازة مع الأهل والأصدقاء، وتكررت تلك النوبة أثناء استرخائي، فجأة وبدون مقدمات، وشعرت أكثر بضيق النفس.

قررت زيارة استشاري أمراض قلبية وشرحت له الحالة، فقام بعمل رسم قلب عادي وبالمجهود وأشعة تليفزيونية وتخطيط بجهاز القلب لمدة 24 ساعة، والحمد لله كل النتائج كانت سليمة، ونصحني بأخذ قرص يوميا من دواء (Concor 5 mg) وأن أستمر عليه مبدئيا لمدة 10 أيام ثم يكون عند الحاجة.

بالفعل أخذت الدواء أول يوم وشعرت بالراحة، ولكن في اليوم التالي انخفضت ضربات القلب حتى أصبحت 35 ضربة في الدقيقة، ووجدت صعوبة، وثقلا في التنفس، وقررت إيقاف هذا الدواء نهائيا.

تحسنت حالتي، وقل موضوع الخفقان، واستمر ضيق التنفس والكتمة لا أستطيع أخذ نفسي بالكامل، وأرغب بالتثاؤب، ولا أستطيع، فقررت أن أزور اختصاصي أمراض صدرية، وقام بتشخيص حالتي بأنها حساسية بالصدر، ولكن بسيطة، وصف لي علاج (Seretide 250 Diskus) و(Singulair 10mg.
انتظمت في العلاج لأكثر من شهرين، ولم ألاحظ أي تحسن يذكر! بل علي العكس، عاودتني نوبات أكثر من ضيق التنفس والخفقان من جديد، وبدأت ألاحظ ارتفاعا مستمرا في ضغط الدم.

علما أني لم أعان منه من قبل، والحمد لله، وانتابني شعور عام بالاكتئاب وعدم الراحة، وبدأت أبحث عن السبب، فانتابني الشك أن هذا قد يكون عرضا جانبيا لدواء (Singulair 10mg) فأوقفته، خاصة وأنني لم أشعر أو ألاحظ أي تأثير له علي حالتي.

قمت بمراجعة أكثر من استشاري أمراض صدرية، وعملت اختبارات تنفس، وكلهم أجمعوا أن العلاج صحيح، وأن اختبارات التنفس وحجم الرئة وكمية دخول وخروج الأهواء طبيعية، ولا مشكلة تدعو للقلق، وصفوا لي استخدام جهاز Nebulizer عند اللزوم (Ventolin+ Pulmicort).

لم أشعر بالراحة، وقررت زيارة اختصاصي أمراض باطنية، وعندما قصصت له الموضوع سألني عن معدتي وإن كان هناك أية اضطرابات بها، فأجبته بأنني بالفعل لدي إمساك في الآونة الأخيرة، وأشعر بحرقان عند الإخراج، كما أنني أعاني من الشعور بالحموضة الشديدة عنذ أكل وجبة دسمة، وطلب مني عمل Ultrasound وفحص دم جديد، حددت موعدا ولم أقم بهذه الفحوصات بعد، ولاحظت أن حالتي أفضل في حال لم أتناول الطعام، وبدون استخدام أدوية الصدر نهائيا، ولم أعد أفكر في شيء سوى حالتي هذه، وأشعر أنها تؤثر على عملي وبيتي، والله المستعان.

أثناء بحثي على الانترنت عن وصف للأعراض، وجدت موقعكم هذا، وأدعو الله أن يجزيكم خير الجزاء، وجدت حالات مشابهة تم تشخيصها على أنها حموضة زائدة بالمعدة أو جرثومة معدية، فهل الأعراض سالفة الذكر قد يكون فعلا سببها من المعدة؟ أم قد يكون هناك سبب آخر أكثر احتمالا أو خطورة؟

بارك الله فيكم ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بما أن الدراسة القلبية والصدرية سليمتان، والحمد لله فإن سبب الأعراض التي تعاني منها يمكن أن تكون بسبب حموضة المعدة أو الارتجاع المريئي، وفي هذه الحالة ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الهضمية لإجراء الدراسة اللازمة أو التنظير الهضمي إن لزم الأمر، وإليك بعض النصائح فيما يتعلق بحموضة المعدة.

ينصح بما يلي:

- تناول الطعام ببطء مع المضغ الجيد، لأن ذلك يؤدي للهضم الجيد، وتجنب الحموضة والغازات.

- تناول قطعة من الخبز أو قطعة من البسكويت صباحا على الريق، فذلك يساعد على تخفيف الحموضة الصباحية، وتجنب الأطعمة الدسمة والمقليات، والأطعمة الغنية بالبهارات أو الفلفل والشطة، وتناول وجبات صغيرة ومتعددة عوضا عن وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة.

- التخفيف قدر الإمكان من المشروبات الغازية والقهوة والشاي، والتخفيف من شرب السوائل أثناء وجبات الطعام، وعدم النوم بعد الطعام مباشرة، وإنما الانتظار على الأقل من ساعتين إلى ثلاث بعد آخر وجبة.

- ارتداء الملابس الواسعة؛ لأن الملابس الضيقة تزيد من الضغط على المعدة وتزيد من الارتجاع المريئي، ووضع مخدة أو اثنتين تحت الأكتاف عند النوم، لأن ذلك يساعد على تخفيف الارتجاع المريئي والشعور بالحموضة.

نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات